IMLebanon

سليمان يرفض مؤتمراً تأسيسياً يلغي المناصفة الراعي لـ”النهار”: انتقاد الزيارة مخزٍ ومعيب

يبدو الفراغ كانه بدأ يزحف الى قصر بعبدا، اذ ان جلسة الاربعاء النيابية ستسقط قبل موعدها في ظل تشبث كل الاطراف بمواقفهم، وما لن يتمكن الرئيس ميشال سليمان من قوله في جلسة الحوار الوطني اليوم بسبب انفراط عقدها ايضا، قاله امس من جبيل. والهدوء السياسي الذي ساد عطلة نهاية الاسبوع، تبدد مساء امس عشية جلسة الحوار، وهي الجلسة الاخيرة والوداعية للرئيس في قصر بعبدا والتي تنعقد بمن حضر في ظل مقاطعة “حزب الله” و”المردة” والقومي و”الديموقراطي اللبناني”، اضافة الى حزب “القوات اللبنانية”. وأبلغت مصادر مواكبة للاستحقاق الرئاسي “النهار” ان الحركة الديبلوماسية الكثيفة التي شهدها لبنان الاسبوع الماضي في حركة سفراء الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وعودة السفير السعودي الى بيروت وسفر السفير الاميركي ديفيد هيل الى السعودية انتهت الى خلاصة ان لا نتائج ايجابية توحي بامكان انجاز الانتخابات الرئاسية في موعدها بل ان المعطيات تفيد ان الاستحقاق في نفق حقيقي.
فقد اطلق الرئيس سليمان سلسلة مواقف ورمى الكرة في ملعب رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي رفض مرارا عقد جلسات او التصويت على قوانين في غياب الفريق السني محافظة على الميثاقية، ليطرح مسألة غياب الفريق المسيحي في السلطة سائلا: “اين تصبح الميثاقية الطوائفية حين يتكرس الخلل برأس الهرم الذي يشغله عرفاً احد أبناء الطائفة المؤسسة للكيان؟” ورد على دعوة الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله فحذر من “مؤتمر تأسيسي قد يؤدي في أحسن الاحوال الى الاخلال بالمناصفة والميثاقية وتغيير وجه لبنان، دعونا نكمل تطبيق اتفاق الطائف فهو أرسى شبكة امان نستظلها رغم هذه الظروف الاستثنائية الصعبة”.
واعتبر ان حكومة التوافق التي تحمل في ذاتها عناصر تناقضاتها في الخيارات الكبرى لا تستطيع ملء الفراغ والقيام بالمهمات الوطنية في غياب الناظم الاول لعمل المؤسسات والسياسة الخارجية والقائد الاعلى للقوات المسلحة والذي يقسم بالحفاظ على الدستور ويتمتع بمسؤوليات حصرية لا تؤول كلها الى مجلس الوزراء مجتمعاً.
وأضاف “لا تجعلوا من الدستور شاهد زور اضافياً على الانتهاكات والتخلف عن القيام بالواجبات، لم يقل الدستور مرة بالحق في الغياب وعدم الحضور او تعطيل النصاب او الاقتراع بالاوراق البيض وعبارات السوء”.

السلسلة
وفي شأن متصل بمجلس النواب، علمت “النهار” ان التصور الذي أعدته اللجنة الفرعية لتطبيق سلسلة الرتب والرواتب والذي أنجز اول من امس، سيتولى النائب جورج عدوان تسليمه اليوم الى رئيس مجلس النواب لاتخاذ الخطوة التالية في شأنه ألا وهو عرض ما أنجزته اللجنة على الهيئة العامة للمجلس. ورجحت مصادر نيابية ان ينعقد مجلس النواب الخميس او الجمعة المقبل على ان يوجه بري الدعوة الى الجلسة قبل 48 ساعة.
وصرّح عضو اللجنة النائب جمال الجرّاح لـ”النهار” بأن ما انجزته اللجنة يحقق التوازن بين الواردات والنفقات، وان الرقم الذي استقرت عليه كلفة السلسلة وفق اقتراح اللجنة هو 1800 مليار ليرة على ان يبدأ ايفاء موجباتها ابتداء من الاول من تموز المقبل. وفي تقدير اللجنة ان الواردات التي يمكن تحصيلها هذه السنة هي في حدود 450 مليار ليرة باعتبار اننا اصبحنا في منتصف السنة على ان يبدأ السنة المقبلة الحصول على كامل الواردات المتوقعة وهي في حدود 1750 مليار ليرة أي أقل بـ50 مليار ليرة من كلفة السلسلة. ولفت الى ان الموضوع المؤجل بته الى الهيئة العامة لمجلس النواب هو زيادة واحد في المئة على ضريبة الـ TVA او الاستعاضة عنها بزيادة الرسوم الجمركية على بعض السلع.

الراعي
أما في شأن زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي للاراضي المقدسة والانتقادات التي وجهت اليها لبنانيا، وإن بخفر حتى الساعة، فقد استغرب الراعي انتقاد بعض الجهات السياسية في بيروت وقال ردا على سؤال لـ”النهار”: “لا داعي الى كل هذه الحركة في لبنان. انا أقول ان قداسة البابا سيشرف أراضي النطاق البطريركي بزيارته، ولا يليق الا ان نكون في استقباله في الاراضي التابعة لنا بما فيها الاردن وفلسطين والتي هي اليوم اسرائيل. من ناحية ثانية لدينا هناك رعايا وأبرشيات ويجب ان نزورها مرة كل خمس سنوات وفق القانون الكنسي. انا اعلم جيدا ان اسرائيل دولة عدوة وتحتل اراضي لبنانية ايضا، وأحترم القوانين اللبنانية، وليس لدينا لقاءات مع شخصيات اسرائيلية. وانا آسف لان بعض اللبنانيين يريدون ان يخلقوا مشاكل حيث لا مشكلة. خلونا نحل المشاكل القائمة بدل ان نوجد مشاكل جديدة. لازم يرتاح اللبنانيون من هذا الموضوع ويتوقفوا عن الحديث فيه. هذا معيب ومخز ان يسمعه العالم منا”.
وفي بيروت، أكد النائب البطريركي بولس صياح ان البطريرك الراعي سيتوجه الى الاراضي المقدسة لاستقبال البابا فرنسيس من طريق الاردن والاراضي الفلسطينية ومنها الى القدس وأنه لن يكون على متن الطائرة التي تنقل رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم والوفد المرافق له وستحط في مطار اللد الاسرائيلي. ودعا صياح المزايدين في هذا الموضوع الى الكف عن اطلاق التصريحات المسيئة الى مقام البطريرك الديني والروحي لأن الزيارة ليس لها أي بعد سياسي زمني وهو لن يلتقي اياً من المسؤولين الاسرائيليين.
واوضح صياح الذي كان سابقاً مطراناً على الاراضي المقدسة التي تشمل الاردن واراضي السلطة الفلسطينية واسرائيل ان زيارة الراعي لأبرشية الاراضي المقدسة تبدأ من عمان ومنها الى غور الاردن وجسر اللنبي ومن هناك الى اراضي السلطة الفلسطينية في بيت لحم حيث يقوم دير القديس شربل للرهبانية المارونية، على ان ينتقل لاحقاً من مهد السيد المسيح ومسقط رأسه الى القدس التي قال صياح انها لا تبعد عن بيت لحم اكثر من ربع ساعة بالسيارة. وشدد على ان مرور الراعي على حواجز الاحتلال الاسرائيلي لا يعني التطبيع بل يمثل ارادة التحدي وإثبات الوجود وتأكيد الحضور والهوية في مواجهة كل محاولات إلغاء الحضور المسيحي التاريخي من الارض التي كانت مهد المسيحية ومركز رسالتها.
وفي تفاصيل الزيارة ان البطريرك سيلتقي اللبنانيين المبعدين قسراً الى اسرائيل منذ العام 2000 أضافة الى ابناء الإبرشية الموزعين بين اسرائيل واراضي السلطة الفلسطينية وعددهم نحو 15 الف ماروني اضافة الى اصراره على زيارة قريتي إقرت وكفربرعم المارونيتين اللتين هجرتهما اسرائيل منذ العام 1948، وسيحتفل البطريرك الماروني بالصلاة في كفربرعم وسط حشد من الكهنة ورجال الدين الكاثوليك ومن كل الطوائف.

ضغط اسرائيلي
وعلمت “النهار” من مصادر ديبلوماسية ان اسرائيل ابلغت دوائر الفاتيكان ان لديها بعض الشروط على زيارة البطريرك الراعي للاراضي المقدسة في مواجهة الالتزامات التي اعلن عنها سابقا ومنها عدم مصافحة أي مسؤول اسرائيلي. ولفتت المصادر الى ان اسرائيل قد تلجأ الى حشر البطريرك بتوجيه وفد اسرائيلي لزيارته بقصد احراجه الامر الذي سيدفعه الى مراجعة الموقف قبل حصول الزيارة.
في المقابل، اوضحت المصادر ان اطرافا داخليين قد يستغلون موضوع الزيارة من اجل توظيفه ذريعة اضافية لتعطيل انجاز استحقاق الانتخابات الرئاسية وهؤلاء الاطراف على صلة مع جهات اقليمية سبق لها أن أوضحت دفتر شروطها لهذا الاستحقاق بما يتعارض مع اتمامه سريعا.