IMLebanon

عضّ أصابع رئاسي.. وعون ينتظر

 

ما زال الرهان قائما لدى «التيار الوطني الحر» على وصول الاتصالات الجارية بينه وبين «تيار المستقبل» الى نتيجة ايجابية في ما خص تبني ترشيح النائب العماد ميشال عون، برغم المؤشرات السلبية التي صدرت علانية عن «كتلة المستقبل» باستمرار تبني ترشيح رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، واشتراط الرئيس سعد الحريري توافق الاقطاب الموارنة والقيادات المسيحية على ترشيح عون ليسير به، عدا عن المؤشرات السعودية السلبية حيال ترشيح عون، ومن دون الافصاح عن طبيعة المعطيات التي تدفع التيار الى هذا التفاؤل، في حين ما زال رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط متمسِّكا بترشيح النائب هنري حلو، بينما ينتظر باقي المرشحين تبدل المعطيات المحلية والاقليمية لتتقدم حظوظهم، او لإخلاء الساحة للمرشح التوافقي ولو بعد حين.

ويرى عضو»تكتل الاصلاح والتغيير» النائب ألان عون ان ظروف التوافق على ترشيح العماد عون «لم تنضج بعد محليا واقليميا بما فيه الكفاية»، وان «هناك اعتبارات محلية وخارجية تحول دون اتمام التوافق المطلوب، لكن هذا لا يمنع من استمرار الاتصالات مع تيار المستقبل، وهو دافع للانتظار فترة بعد حتى تتضح الامور والصورة، لأن البلد لا يسير وفق معطيات ثابتة بل تتغير اسبوعيا، واحيانا يوميا، ولذلك نحن نرى انه لا تزال هناك امكانية لتبني ترشيح عون، لكن علينا الانتظار حتى تنضج الظروف.

اما مرشح «اللقاء الديموقراطي» لرئاسة الجمهورية هنري حلو فاكد لـ«السفير» ان «شيئا جديدا لم يطرأ بعد على ملف الاستحقاق الرئاسي خلال الايام الاربعة الفاصلة عن نهاية ولاية الرئيس ميشال سليمان»، وقال: «لم تنضج أي فكرة جديدة تؤكد او تنفي التسريبات الكثيرة من السعودية وباريس وعواصم وجهات اخرى، لكنه اكد في الوقت ذاته انه ما زال مرشحا للرئاسة بانتظار حصول تطورات ما قد تغير المعادلات في اللحظة الاخيرة، على صعوبة ذلك».

وظهر ان نقل مكان الاجتماع الدوري لـ«اللقاء الديموقراطي» امس، من دارة رئيسه النائب وليد جنبلاط في كليمنصو الى دارة النائب حلو في الحازمية، هدفه تأكيد الاستمرار في ترشيح حلو، وان كان هدف الاجتماع هو تحديد الموقف من جلستَي مجلس النواب اليوم الاربعاء المخصصة لعرض رسالة رئيس الجمهورية الى المجلس، وغدا الخميس المخصصة لانتخاب رئيس جديد للبلاد وللاطلاع على اتصالات ولقاءات النائب جنبلاط في باريس.

ويبدو من الاتصالات التي يجريها بعض المرشحين «المستقلين» في لبنان والخارج ان معركة الرئاسة في لبنان ليست سهلة بسبب تداخل الضغوط والصراعات الاقليمية مع صراعات الداخل، لذلك يعتقد بعض هؤلاء المرشحين ان بقاءهم في الظل الآن هو افضل لهم، لأن اتصالاتهم في بعض العواصم اوحت بصعوبة التوافق في الظروف الحالية على تحييد الساحة اللبنانية، وان تسهيل تشكيل الحكومة كان فقط من اجل التحسب لحصول الشغور في موقع الرئاسة الاولى، فكان لا بد من جمع كل الاطراف الى طاولة واحدة من اجل ادارة المرحلة الانتقالية بين الشغور والتوافق على رئيس.

وفي سياق النظرة ذاتها لمسار الاستحقاق الرئاسي، يرى نائب في كتلة وازنة قريبة من «فريق 8 آذار» ان الجاري الآن هو عملية عض اصابع، ولا بد من ان يصرخ احد الاطراف قبل الآخر، ليضطر الى التراجع او التنازل لتسهيل التوصل الى مرشح توافقي.