IMLebanon

لهذه الأسباب «يحلم وليد جنبلاط بميشال عون كلّ ليلة» وصول الجنرال الى الرئاسة يُغيّر الكثير في المعادلات الجنبلاطيّة

 

           

كان كل شيء في بريح الشوفية يوحي بان الأجواء التي سادت في النهار الشوفي الطويل الذي شارك فيه رئيس الجمهورية والبطريرك الماروني لا شيء يعكر صفوها بعيداً عن هم الرئاسة الضاغط فوق رؤوس الجميع الى ان حضرت زلة اللسان الجنبلاطية التي اضحكت الحضور بمن فيهم الرئيس ميشال سليمان واخصام عون خصوصاً ان الزعيم الذي «زل لسانه» اعقب كلامه بتأكيد ان عون «مشى رح يجي» ملقياً المزيد من الطمأنينة في المياه الرئاسية الراكدة التي لا يعرف احداً ماذا تحتوي عليه في الداخل. فجنبلاط سواء خانه لسانه او لم يفعل تقول مصادر متابعة لمواقفه قال ما لم يقله صراحة على المنابر وانما أوحى به في اللحظة الأولى لانطلاق السباق الرئاسي بترشيح هنري حلو، الرسالة الجنبلاطية انه لا يرغب لا بميشال عون ولا بسمير جعجع رئيساً للجمهورية.

صحيح ان لا احد في الجمهورية اللبنانية يفهم على وليد جنبلاط وماذا يريد الزعيم الدرزي الذي لا يمكن تحديد انتماءه السياسي فلا هو في 8 آذار وليس في 14 آذار، فهو انقلب في المحطات السياسية على الفريقين، إلا ان جنبلاط يفهم جيداً على نفسه تضيف المصادر، ويدرك في قرارة ذاته ماذا يريد، فهو سار في الوسطية يوم كانت تنفع الوسطية واستطاع ان يحصد من موقعه الوسطي ما جعله في المعادلة السياسية «بيضة القبان» السياسي، لكن جنبلاط اليوم يدرك ان الوسطية ما عادت تشبه نفسها كما وسطية الأمس، وهي فقدت قدراتها السحرية وجاذبيتها القوية، فلا دور اساسياً للوسطية التي تمسك بها جنبلاط في لعبة التوازنات الدولية الجديدة وهو كما الجميع على معرفة بان الاتفاق الإيراني والسعودي هو الذي يأتي برئيس الجمهورية.

مؤخراً بات بامكان الرادارات الجنبلاطية ان تلتقط الكثير من الاشارات التي لا تعجبها في التحولات الداخلية، فالمشهد الباريسي تقول المصادر نفسها بين عون والحريري لم يزعج احداً كما فعل مع الزعيم الدرزي ليس حرصاً على سعد الحريري ومحبة بالاكتفاء الذاتي بصداقة زعيم المستقبل، انما لأن جنبلاط حسبها جيداً، فإنهاء الخصومة بين المستقبل والتيار الوطني الحر من شأنه ان يفرش السجادة الحمراء لدخول عون الى قصر بعبدا، وهو وان لم يفعل فربما يكون يمهد لتقارب بين الرابية والضاحية مع المستقبل خصوصاً وان عون مهما كان الثمن لا يمكن ان ينقلب على تفاهم مار مخايل ، مما يعني إلغاء الحالة الوسطية ومما يقتضي الاستغناء عن الدور الوسطي الذي كان يقوم به وليد جنبلاط.ولتأكيد هذه النظرية لا بد من العودة الى كلام نائب رئيس المجلس فريد مكاري عن الضريبة على القيمة المضافة وما تردد عن انزعاج جنبلاطي من كلام نائب المستقبل الأرثوذكسي.

يراقب جنبلاط المشهد الداخلي عن كثب ويقارنه بالتحولات وما يجري في الخارج ومع الاشارات الإقليمية الكثيرة، هو يدرك تقول المصادر ان المسار السابق للعلاقة بين المستقبل وحزب الله خرج من دائرة الخصومة الحادة ويكاد بعد فترة مدعوماً بالتقارب الإيراني السعودي يتجاوز مجلس الوزراء ربما الى خارج تلك الحلبة. وفي حسابات الزعيم الدرزي فان وصول عون وان كان مستحيلاً الا انه يبقى مطروحاً اذا ما حل الفراغ، وفي حساباته ايضاً فان اي تحالف قد ينشأ بين المستقبل والزعامة العونية يهدد زعامته ومستقبل امارته الدرزية وتحالفاته الانتخابية.

واذا كان ميشال عون بات يحضر في احلام وليد جنبلاط فلأنه لا يفكر الا بخطر وصول عون الى قصر بعبدا على كل ما يتصل بالزعيم الدرزي، تقول المصادر فهو لن يعود قادراً على اللعب صولد في ملاعب الآخرين كما كان يفعل في السنوات السابقة وحيث لم تحصل «فاصلة»او يتم تغييرها إلا بموافقة الزعيم الجنبلاطي. المؤكد ايضاً ان وليد جنبلاط الذي اقام ما يشبه حفلة الوداع اللائقة للرئيس ميشال سليمان وهو الذي يكره وصول العسكر الى الحكم وخصوصاً الجنرال ميشال عون، اراد ان يعبر بانه كان مرتاحاً وسعيداً في عهد ميشال سليمان وان يحقق ما يريد، وبانه لا يريد رئيساً للجمهورية على شاكلة عون بل رئيساً يشبه ميشال سليمان. لعله لهذه الاسباب ازدادت وتيرة الأحلام الجنبلاطية وباتت تشبه الكوابيس الليلية، فوصول عون الى قصر بعبدا من شأنه ان يغير الكثير في المعادلات الجنبلاطية.