IMLebanon

مأزق الحكومة يتحوّل إلى مأزق عوني .. والمزارعون في الشارع غداً

مأزق الحكومة يتحوّل إلى مأزق عوني .. والمزارعون في الشارع غداً

مقبل يؤكّد استمرار الهبة السعودية وفق الروزنامة الزمنية .. و«بطيخة» تفجّر النار في عين الحلوة!

الشيء الثابت في الأزمة الحكومية الراهنة هو اعتبار حكمة الرئيس تمام سلام تشكّل عامل ثقة في معالجة المأزق الذي دفع العماد ميشال عون وفريقه المدعوم من «حزب الله» الحكومة إليه فتحوّل مع الوقت إلى مأزق عوني باعتراف الخصوم والحلفاء.

وإذا كانت الرابية، في ضوء هذه النتيجة حاولت امتصاص التذمر المسيحي من مسلسل التعطيل الذي يؤشر على مسؤولية تكتل «الاصلاح والتغيير» فأن محك التحول هذا سلباً أو إيجاباً سيكون غداً وبعد غد في اللقاء الذي دعا إليه النائب عون مناصريه في إطار حملة التعبئة تحسباً لقرارات في مجلس الوزراء لا تأخذ الإملاءات التي يفرضها عبر تجميد مجلس الوزراء عند بند تعيين العميد شامل روكز قائداً للجيش اللبناني أولاً.

وتوقف مصدر وزاري عند عزم المزارعين على التحرّك غداً في الشارع، على الرغم من الوعود التي قطعها لم وزير الزراعة أكرم شهيب من أنه يضغط في الاتصالات الجارية لوضع قضية تصدير الإنتاج الزراعي بحراً أو جواً على أول جلسة لمجلس الوزراء.

واعتبر المصدر أن الرئيس سلام ليس بإمكانه أن يتجاهل مصالح القطاعات الانتاجية ومصالح المواطنين ويعمل بنصيحة الداعين إلى التريث الطويل، لا سيما ما سمعه من وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمّد فنيش من أنه لا داعي لعقد مجلس الوزراء طوال شهر رمضان، من دون أن يحصل في المقابل على أي تعهد بممارسة مساعٍ أو ضغوطات على الرابية لتليين موقفها.

وفي تقدير وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أن الضرورة ستفرض بالنهاية عقد جلسة لمجلس الوزراء، ولو كان «الأفق غير واضح» مثلما قال وزير الصحة وائل أبو فاعور.

وأشار الوزير درباس لـ«اللواء» إلى أن هذه الضرورة تتمثل بالاستحقاقات التي تواجهها الحكومة والناس، وفي مقدمها تهديد المزارعين بالنزول إلى الشارع للضغط على الحكومة تصريف إنتاجهم المكدس، ورواتب الموظفين المهددة بالتوقف اعتباراً من أيلول، إلى جانب قرب انتهاء مهلة قرض البنك الدولي في 20/7/2015 والبالغة قيمتها مليار ومائة مليون دولار، نصفه تقريباً لسد بسري.

ولم يستبعد مصدر نيابي أن تكون قضية تعطيل جلسات مجلس الوزراء على جدول أعمال الزيارة التي ترغب كتلة «المستقبل» القيام بها إلى الرابية للالتقاء مع العماد عون في إطار الزيارات التي يقوم بها وفد الكتلة لبحث الوضع في عرسال والوضع الحكومي، وكانت الرابية تتوقع أن يجري الاتصال أمس.

وانتقد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق اللجوء إلى الشارع الذي يعتمده «التيار الوطني الحر»، كاشفاً عن مساع جارية لتحديد موعد جلسة مجلس الوزراء، مؤكداً أنه سيكون هناك طلب جدي لانعقاد الجلسة، أما التوقيت فسيعود للرئيس سلام لأن الأمر يتعلق بصلاحياته، متوقعاً أن ينعقد المجلس في وقت قريب.

اتصالات جنبلاط

وكان الرئيس سلام كرّس قسماً من اتصالاته أمس لمتابعة المشاورات مع الوزراء والكتل السياسية، بحثاً عن آلية للخروج من حالة الانتظار، لأنه لا يمكن التمادي «بتعطيل أمور المواطنين»، على حدّ تعبير وزير الصحة وائل أبو فاعور الذي زار السراي في إطار هذه المساعي، ولوضع الرئيس سلام في أجواء الزيارة التي قام بها النائب وليد جنبلاط إلى الأردن ولقائه مع الملك عبد الله الثاني، في ما خص إحياء التفاهم على تحييد دروز سوريا عمّا يجري من صراعات هناك.

وقالت مصادر قيادية في الحزب التقدمي الاشتراكي لـ«اللواء» أن سلسلة الاتصالات التي قام بها جنبلاط إما مباشرة أو عبر مبعوثيه الى الدول والقوى الإقليمية المؤثرة والفعّالة في سوريا مع فصائل المعارضة السورية لتطويق ذيول حادثة «قلب لوزة» وبناء تفاهمات حول كيفية التعاطي مستقبلاً مع الوضع الدرزي سواء في إدلب أو في الجنوب السوري، أفضت إلى نتائج إيجابية، وترجمت ميدانياً في إدلب من خلال محاسبة المسؤولين عن الحادثة، والتفاهم مع «جبهة النصرة» حول سبل تأمين الأمن في القرى الدرزية ومحاولة تلافي ما حصل.

وأشارت المصادر القيادية إلى أن جنبلاط لمس من العاهل الأردني وقيادة المملكة كل التعاون والإيجابية، وكانت الآراء متفقة على ضرورة العمل الحثيث والسعي المستمر لتعزيز الوحدة الوطنية في سوريا ولا سيما في المناطق الجنوبية المتاخمة للأردن، وأكدت تلك المصادر على أن المحادثات والاتصالات لتحييد السويداء أثمرت أجواء ارتياح قياساً بالظروف التي مرّت بها الأسبوع الماضي، وأن النتائج مشجعة وستظهر تباعاً في ظل التأكيد أن خيار تحكيم منطق العقل والمعالجة السياسية بعيداً عن المواقف الانفعالية والمتهورة هي الضمانة الفعلية لحماية الدروز وعدم جرّهم إلى معارك دموية.

ومن جهته أبدى وزير الاتصالات بطرس حرب ثقته بالرئيس سلام للمحافظة على مؤسسة مجلس الوزراء والسعي لإيجاد مخرج لا يكون على حساب عمل هذا المجلس وأيد الاستعجال بانعقاد مجلس الوزراء.

وقال لـ«اللواء» فلتنعقد جلسة الاثنين بدلاً من الخميس طالما أن جدول الأعمال سبق وأن وزّع على الوزراء.

وأضاف: نحن نتكل على حكمة الرئيس سلام ولدينا كامل الثقة به لإيجاد الوقت المناسب لدعوة الحكومة للالتئام، وأنا أتمنى أن يكون ذلك في أقرب وقت، معرباً عن اعتقاده أن الفريق الآخر يعتبر أن التأجيل في انعقاد جلسات مجلس الوزراء تشجيعاً لمطالبه، ومتخوفاً من هذا الأمر.

إلى ذلك، نفى الوزير حرب وجود موعد محدد لزيارة الرئيس سلام، وأكد السير بالقرار الصادر عن مجلس الوزراء في ما خص ملف الخليوي، وقال: من يريد أن يعرقل، فليعرقل في مكان آخر.

«أمل» و«حزب الله»

على صعيد سياسي آخر، علمت «اللواء» من مصدر في 8 آذار أن تقييماً جرى بين حركة «أمل» و«حزب الله» في ما خص الأزمة الراهنة، وانتهى هذا التقييم إلى أن الحكومة حاجة وطنية في هذه المرحلة، ولا يجوز بأي شكل من الاشكال وضعها في خانة التعطيل، وأن الرئيس برّي ليس بإمكانه أن يساير النائب عون مما يؤدي إلى نسف الحكومة، بصرف النظر عمّا إذا كانت مطالب عون محقة أم لا.

وأكد المصدر أن الرئيس برّي أبلغ حليفه حزب الله أنه لا يرى مانعاً من التمديد للعماد جان قهوجي في قيادة الجيش، علماً أن هناك ما يشبه الاتفاق على تعيين ضابط جديد مديراً للمخابرات مكان العميد إدمون فاضل الذي سيحال إلى التقاعد حكماً في أيلول المقبل، ولا يجوز التمديد له، لأن خدمته مددت أصلاً.

وعلى صعيد رسمي آخر، نفى وزير الدفاع سمير مقبل نفياً جازماً المعلومات التي نشرت حول توقف الهبة السعودية لتسليح الجيش بمعدات فرنسية، ووصفها بأنها مغلوطة، مؤكداً أن خطة التسليح مستمرة من دون عراقيل أو تغيير أو تبديل وهي تنفيذ بدقة استناداً إلى أجندة الاتفاقات الموقّعة تقنياً وزمنياً وفق البرامج الموضوعة لهذه الغاية.

وإذ استنكر مقبل كل ما يفبرك من معلومات لأغراض سياسية حذر من استمرار التشكيك بالمؤسسة العسكرية وقيادتها، لأنه يؤثر على معنويات الجيش، واصفاً ما يجري بأنه «أخطر لعبة يمكن أن يلعبها السياسيون في وقت يواجه الجيش مخططات الإرهاب على الحدود، والفتنة في الداخل ويحتاج الى دعم سياسي وشعبي».

وفي السياق نفسه، أكد مصدر فرنسي لـ«اللواء» أن لا صحة للتقارير الصحفية التي نشرت أو تنشر بما يتعلق بالهبة السعودية، مؤكداً أن العمل قائم بموجبها وفق الاتفاقيات المعقودة بين المملكة العربية السعودية وفرنسا ولبنان.

ملف العسكريين

وعلى صعيد ملف العسكريين المخطوفين، كشف المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم أن الملف المتعلق بالعسكريين المحتجزين لدى جبهة «النصرة» أنجز كلياً، وتم الاتفاق على كافة التفاصيل، وننتظر منهم إشارة الانطلاق.

وشدّد عباس على «أن كل ما يصدر عن جبهة «النصرة» من أخبار ومعلومات عن مجرى المفاوضات لا يعكس الحقيقة»..

عين الحلوة

أمنياً أيضاً، حمل الاشتباك غير البريء الذي شهده مخيم عين الحلوة في أول أيام شهر رمضان المبارك جملة من التساؤلات حول التوقيت وعدم سهولة السيطرة عليه، وأهداف ودوافع تجدد إشكال وقع أمس الأول بين أحد المسؤولين الإسلاميين في المخيم وبائع بطيخ متجول، تطوّر إلى اشتباكات مسلحة استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية والقنابل، أسفرت عن سقوط قتيلين و11 جريحاً.

وتركز الاشتباك المسلح قبل توقفه أمس في منطقة طيطبا في الجهة الشرقية الشمالية للمخيم، ثم توسع إلى المناطق المجاورة، مع دخول أكثر من طرف على الخط، حيث شاركت فيه عناصر من «فتح» والعميد محمود عيسى «اللينو» وجند الشام وأشخاص آخرين بعناوين متعددة.