IMLebanon

«الاسد يحارب الارهاب»؟!

منذ أربع سنوات ونصف والرئيس السوري بشار الأسد يعلن بشكل يومي أنّه يحارب الإرهاب وأنّه لا توجد ثورة شعبية سلمية بل انّ هؤلاء الذين يقومون بالتظاهرات إرهابيون.

الآن وبعد مرور أربع سنوات ونصف السنة على قيام الثورة ماذا حقق النظام من حربه على الارهاب؟

أولاً- في بداية الثورة كانت الدولة تسيطر على كامل الأراضي السورية، واليوم أصبحت لا تسيطر الا على ما بين 22 و27 في المئة من تلك الاراضي.

والسؤال الذي يطرح ذاته هو: ماذا حقق النظام من هذه الحرب وهو يتواجد فقط على ربع مساحة سوريا؟

ثانياً: يقول الرئيس السوري إنّه يدعو الشعب بكل فئاته الى محاربة الإرهاب.

والسؤال: عن أي شعب يتحدث الأسد؟ عن 12 مليون لاجئ ونازح (أي أكثر من نصف السوريين) هدمت منازلهم وقتل منهم أكثر من 350 ألف مواطن؟!.

– هدمت المدارس والجامعات والمستشفيات وعدد كبير من المستوصفات والمساجد والكنائس ووصفت عملية تهجير الشعب السوري بأنّها الأكبر في التاريخ الحديث.

ثالثاً- منذ 4 سنوات ونصف وهذا النظام يقتل ويقصف ويدمر كامل سوريا وبالرغم من استعمال الطائرات الحربية والمروحيات العسكرية والدبابات وسائر أنواع الاسلحة بما فيها الاسلحة الكيميائية(…) ومع ذلك خسر، كما قلنا، ثلاثة أرباع مساحة سوريا وأكثر من نصف الشعب السوري.

لذلك في عملية حسابية بسيطة يتبين أنّه يلزم أكثر من سنة بقليل لكي ينتهي النظام.

رابعاً- لقد استعان النظام الأسدي بالعلويين في الجيش وبالميليشيات العلوية التي أنشأها وسلّحها ودرّبها تحت شعار الدفاع عن النظام (أي نظام بشار) لأنّ همّه الحقيقي أن يبقى على كرسي الرئاسة مهما حدث من قتل ومن دمار، ومهما ارتفع عدد القتلى من الجيش أو الشعب أو العلويين… هذا كله غير مهم، المهم أن يبقى على «عرشه».

خامساً- لم يكتفِ بالطائفة العلوية والجيش فاستعان بـ»حزب الله»، طبعاً بأوامر إيرانية من القائد الملهم قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني، الحاكم الفعلي للعراق وسوريا، «الداعشي» الحقيقي لدولة العراق وسوريا.

فماذا كانت النتيجة؟ خسر الجيش السوري والنظام ثلاثة أرباع سوريا.

سادساً- استعان القائد الملهم قاسم سليماني بقوات الشيعة العراقية «فيلق ابو الفضل العباس» وسواه من الميليشيات الشيعية العراقية… فماذا كانت النتيجة؟ خسارة ثلاثة أرباع المساحة السورية!

سابعاً- بقي الروس الذين لولا تدخلهم في الأمم المتحدة لسقط نظام الأسد منذ السنة الأولى للثورة ولكن الڤيتو الروسي أنقذه ومع هذا كله لم يبقَ للنظام إلاّ 22 في المئة من مساحة سوريا.

اليوم يدور الحديث على دعم روسي عسكري مميّز لأنه في اقتناع موسكو أنه لولا المساعدات العسكرية الروسية لسقط النظام منذ زمن بعيد وفق ما يردده مسؤولون روس، ولذلك فبعد خسارتهم العراق ثم ليبيا لا يريدون أن يخسروا سوريا خصوصاً أنهم يملكون قاعدة عسكرية على البحر المتوسط… ألَيْس هذا ما قاله الرئيس الايراني روحاني وما قاله آية الله الخامنئي من أنّ إيران تسيطر على أربع عواصم في أربع دول عربية العراق وسوريا ولبنان واليمن وأنهم أصبحوا على شاطئ البحر المتوسط أيضاً.

أخيراً، بعد هذا كله، وليس لأنّ وزير الخارجية الاميركي جون كيري حذر الروس من أنهم سوف يخسرون ولن يحققوا هدفهم بإطالة عمر النظام الآيل الى السقوط في النهاية، فنصيحة، كما يقولون، مجانية الى بوتين الرجل الطموح لكي يكون قيصراً جديداً، ولا مانع من أن يحقق حلمه ولكن بالتحالف مع الشعب السوري كي يربح سوريا وليس النظام… والأيام آتية لا ريب فيها.