IMLebanon

لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين  

 

ما قام به الوزير جبران باسيل أكثر من جيّد، وهذا على غير عادته، ولا بدّ من التوقف عند هذه البادرة الطيّبة والمفيدة، ولكن اللافت غياب السفيرة الاميركية عن المشاركة في هذه المناسبة المهمة، بحجة انها في إجازة، وكأنّه لا يوجد في السفارة الاميركية أي مسؤول غير سعادتها، أو كأنها لا تستطيع أن تكلف أحداً سواها أن يمثلها، ويبدو أنّ هذه رسالة أميركية وكأنها تمارس حق الڤيتو في الأمم المتحدة بكل ما يتناول القضايا العربية والفلسطينية المحقة… وذلك كله إكراماً لإسرائيل.

 

بعد هذا العمل المشكور، وبعد الكلام والمشاهد والصوَر التي تدحض الإتهام الاسرائيلي، يبقى السؤال: هل هذا يقنع إسرائيل؟!.

طبعاً لا يقنعها… وهذا ما جاء على لسان أفيخاي أدرعي الناطق باسم جيش إسرائيل الذي قال، حتى قبل انتهاء الجولة، ألمح الى عدم اقتناعه، مشيراً الى أنّ «حزب الله» يملك الكثير من الصواريخ الدقيقة… وهذا الإعتقاد لا يزال قائماً في إسرائيل.

وفي المناسبة لا بد أن نتوقف عند التحذير الذي صدر عن الرئيس نبيه بري الذي يعرف جيداً النيات الاسرائيلية الخبيثة ضد لبنان.

يبقى سؤال يطرح ذاته:

إنّ إسرائيل تعلم أنّ «حزب الله» يملك مجموعة كبيرة من الصواريخ، وهذا معروف ومعلن حتى من الحزب، وحرب تموز 2006 كانت حرب صواريخ.

والسؤال: لماذا اختارت إسرائيل المطار؟

والجواب: إنّ إسرائيل لا تحتاج الى إعطاء دليل عن كرهها للبنان وعن النيات المبيتة ضد لبنان كما فعلت وتفعل منذ الإعتداء على بيروت سنة 1968 وتدمير المطار والطائرات المدنية فيه.

تاريخ إسرائيل مع لبنان هو تاريخ قذر وهو تاريخ غطرسة واستقواء واعتداءات وقتل وتدمير، واستخدام أحدث الاسلحة البرية والجوية… وهو ما تفعله بشكل شبه يومي منذ ستينات القرن الماضي.

ويبقى أن نردّد: لا يحمي لبنان إلاّ العناية الإلهية مع التمني على «حزب الله» ألاّ يرتكب أي دعسة ناقصة مهما كان نوعها، ولتترك إسرائيل في اتهاماتها وعربدتها التي اعتاد عليها هذا البلد.

عوني الكعكي