IMLebanon

التخبّط نتيجة للعزلة

 

تظهر إشارات التخبّط لدى الكثير من الخطوات العسكرية والأمنية غير المترابطة التي يُقدم عليها النظام الثوري الايراني، حيث تتحرّك قواه الصاروخية وأذرعته الممتدّة من سواحل البحر الأبيض المتوسّط وحتى مضائق البحر الأحمر التجارية، وتلتفّ شرقاً لتشنّ الهجمات الضعيفة التأثير في الأراضي العراقية والسورية، ولتصل أخيراً إلى قصف الأراضي الباكستانية واقليم بلوشستان، البعيد كل البعد عن محور الحدث الأساسي، أي غزّة، موحّداً عدداً من الساحات ضدّ تحرّشاته المُكلّلة بالعجرفة الصادرة أساساً عن التمادي في النفاق السياسي والدجل الشعاراتي.

 

إنّ تخبّطه بشعاراته يُشبه الى حدٍّ كبير تخبّطات المسكونين بالشيطان، الذين يؤذون أنفسهم ويؤذون المجاورين لهم. فالعزلة التي أوصل نفسه اليها، نتيجةً لكثرة الشعارات الفارغة التي أطلقها على مرّ السنين الماضية، وجنّد لأجلها الكثير من الساحات، تكشّف زورها مع حدوث الزلزال الغزّاوي، وتبيّن أنّها صراخ لا يُمكن ترجمته الّا في مواقع بعيدة من ساحة الحدث، ولا يُمكن تنفيذها الّا ضدّ أطرافٍ لا علاقة لهم بالصراع والحدث.

 

إنّ تفجير النظام الثوري الايراني بؤر أزمات هادئة نوعياً، في اللحظة التي تدور خلالها حرب غزّة المصيرية، يُعدّ تمويهاً لتخاذله أمام اذرعته الاقليمية التي سلّحها وجهّزها، وتخلّى عنها. وان تفلّت تكتيكات هذا النظام بات يضرّ باستراتيجيته المبنية على تدجين الشعوب العربية واستخدامها في حربه التفاوضية والنفوذيّة، وتخبّطه الناتج عن عزلته، بات يدفعه باتجاهٍ تراجعي وتدحرجي، فالانظمة الايديولوجية، كهكذا نظام، لا حياة لها من دون استكمال مشاريعها التوسّعية.

 

الحق يُزيل الباطل، والمسكون بالعمل الشيطاني يُصبح معزولاً بين الناس، ومفصولاً عن المجتمع، وهذا ما يحدث مع نظام، أخرجه المجتمع الدولي من عِداده وأبعده عنه، وإنّ انفصاله عن العالم ليس حمايةً له، بل عزلةَ ما قبل التخبّط. فلا أصدقاء له ولا حلفاء، بل مُلحقات، معزولين في مجتمعاتهم، ودول تتعامل معه كخادم لحساباتها الكبرى.

 

(*) عضو تكتل «الجمهورية القوية»