IMLebanon

أهذا عون أو جعجع؟

 

«نحن لسنا مرتبطين باتفاق مع غزة ولا بمعاهدة دفاع مشترك ومن يمكنه فعل ذلك (ربط الجبهات) هو جامعة الدول العربية لكنّ قسماً من الشعب اللبناني قام بخيار والحكومة عاجزة عن أخذ موقف والانتصار يكون للوطن وليس لقسم منه» لو لم يُسمع هذا الكلام بعضمة لسان الجنرال ميشال عون لظنّ المشاهد الكريم والقارئ الفهيم والمستمع العظيم أن سمير جعجع هو من أعلن ذلك بحرفيته.

 

لسنا مرتبطين باتفاق عسكري مع غزة ولا بمعاهدة تعاون عسكري لا مع مقاديشو ولا مع سورية/ الأسد. ولا اتفاق لاستيراد صواريخ من الجمهورية الإسلامية ولا اتفاق لتصدير مستشارين وخبراء إلى المملكة الحوثية.

 

كم جميل لو استطرد الجنرال كما يستطرد الحكيم.

 

ذهب الجنرال إلى ما هو أبعد من المتوقع «القول إن الاشتراك بالحرب استباق لاعتداء إسرائيلي على لبنان هو مجرد رأي. ما في مؤشرات والدخول في المواجهة قد لا يبعد الخطر بل يزيده». رباه أهذا عون أو جعجع؟ لا «الحزب» استوعب ما سمع ولا خصوم «الحزب» صدّقوا حواسهم.

 

وفي المقابلة نفسها على أطيب شاشة أعلن الجنرال التاريخي ميشال عون أول من أمس أن «الربط بين غزة والجنوب بصفقة رئاسية أمر غير جائز سيادياً» تلك المعادلة أشار إليها الشيخ صادق النابلسي وهي مرفوضة بشكل قطعي من معظم القوى السيادية. أما التماهي الكامل بين الثنائي الماروني فجسّده قول جبلنا إن «انتخاب الرئيس (رئيس الجمهورية) يكون بعقد جلسات متتالية والتصويت بين المرشحين المطروحين».

 

هنا أيقنتُ أن عون دبلج جعجع في استوديوات الـ»أو تي في».

 

حتى زعيم التيار جبران باسيل، رضي عون عنه، ميّز بين جلسات متتالية وجلسات مفتوحة. عون تبنى صيغة جعجع الدستورية. لو طالت المقابلة أكثر لرشّحت الرابية معراب لرئاسة الجمهورية.

 

«تم تعطيل النصاب (لعامين ونصف العام) عند ترشحي بسبب رفض الآخرين لوصول الممثل الشرعي بحسب نتائج الانتخابات لكني عدت واتفقت مع الأكثرية النيابية» قال عون ذلك ولم يقوّلوه إياه. وما قاله كافٍ لاعتبار جعجع، «الممثل الشرعي» بحسب نتائج الانتخابات الأخيرة، وبحسب المعايير العونية، وعليه، يؤمل من عون إقناع حلفائه بجعجع رئيساً.

 

مقابلة عون الأخيرة، ببعض أجزائها وضعت «الحزب» في حيرة: مع أي عون سيتعامل؟ مع نسخة ما قبل التفاهم أو النسخة المعدّلة مصلحياً؟ مع عون ابن نعيم عون أو مع عون الذي بات يشبه سمير جعجع؟