IMLebanon

مأزق الآتفاق الرئاسي سيستمّر طويلاً لعدم نضوج الحلول له «طبخة» التحضير للقاء روما جرى تحضيرها في لقاء هولاند ــ الحريري

جرت في الفترة الأخيرة بعض الاتصالات داخلياً وخارجياً في محاولة متجددة لاخراج الانتخابات الرئاسية من المأزق الذي دخلته منذ حصول الفراغ في قصر بعبدا، لكن السؤال يبقى هل ان هناك امكانية لوصول الاطراف الداخلية الى «لبننة هذا الاستحقاق» ما دامت المعطيات الاقليمية والدولية لم تنضج لمساعدة الاطراف المتعارضة في لبنان في الاتفاق على مرشح توافقي؟

من الواضح بحسب اوساط سياسية بارزة ان كل الاتصالات التي حصلت مؤخراً من مساعي النائب وليد جنبلاط ومبادرته لانتخاب رئىس انتقالي لفترة سنتين، الى اللقاء الذي عقد قبل حوالى اسبوعين في باريس بين رئىس «تيار المستقبل» سعد الحريري والوزير جبران باسيل، وصولاً الى اللقاء الأخير الذي جمع الحريري والبطريرك الراعي في روما قبل ايام.

ووفق معلومات الاوساط فان مبادرة جنبلاط وصلت الى الطريق المسدود لوجود اعتراضات عليها من عدة اطراف، وبخاصة من قوى 14 آذار، كما ان لقاء الحريري وباسيل هو ايضاً انتهى دون مقاربات مشتركة، بل ان ما طرحه الحريري امام باسيل في الاجتماع المذكور مضمونه الحقيقي ان رئىس «المستقبل» لن يسير بترشيح العماد ميشال عون، اذ اعاد الحريري المواقف التي كان اعلنها من حيث الدعوة الى توافق القوى المسيحية على الترشيح، وبالتالي ربط الحريري لموقفه من ترشيح عون بمواقف القوات والكتائب.

لذلك يبقى السؤال الآخر، ما هي حقيقة الخلفيات التي استعجلت حصول اللقاء بين الحريري والبطريرك الراعي؟

معلومات الاوساط تقول ان «طبخة التحضير» لهذا اللقاء جرى البحث فيها في خلال اللقاء الذي جمع الحريري والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وتضيف ان الموضوع الرئاسي كان «الطبق الاساسي» في المحادثات بين الرجلين، حيث اقترح الرئيس الفرنسي على الحريري أن يسعى للتوافق على شخص معين على ان تسعى باريس لتسويق هذا الاسم مع السعودية وايران، فرد الحريري ان هذا الامر يتطلب اولا وجود توافق مسيحي فالمسألة ليست بيده، فعلق هولاند على ذلك قائلاً «لماذا لا تتشاورون مع البطريرك الراعي وتستمعون الى رأيه بذلك فعندها ابدى الحريري تجاوبه مع هذا الطرح، وحصلت الاتصالات لحصول اجتماع روما بين رئيس «المستقبل» والبطريرك الماروني.

ورغم ان تسريبات كثيرة حصلت حول ما جرى بحثه في اجتماع العاصمة الايطالية، فان الاوساط تقول ان الثابت الاكيد هو ان الحريري والراعي تحدثا بالتفصيل عن المقاربات الممكنة للوصول الى مرشح توافقي بعد ان ينسحب سمير جعجع ويتم اقناع العماد عون بالانسحاب ايضاً، كذلك جرى التداول بلائحة من الاسماء المفترضين على انهم توافقيون، على ان يتم السعي لاحقاً لمحاولة تسويق هذه المقاربة.

لذلك يبقى السؤال الاخير، هل يمكن ان تثمر هذه المساعي مخرجاً لازمة الاستحقاق الرئاسي على الطريقة اللبنانية، مع الوعد الفرنسي بتسويق الاسم التوافقي مع السعودية وايران؟

وفق معطيات الاوساط، لا مؤشرات توحي بامكان نجاح هذه المحاولة او غيرها من المحاولات، طالما لا تغيير جدياً على المستوى الخارجي، وتعيد الاوساط ذلك الى الاعتبارات الاتية:

– الاعتبار الاول، ما حصل من تصعيد سعودي مفاجئ ضد ايران واين فجرها وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل قبل ايام، ما يعني ان لا امكانية لوجود رافعة اقليمية تمكن الساحة اللبنانية من تجاوز مأزق الانتخابات بمعزل عن الوضع في المنطقة.

– الاعتبار الثاني، ان بعض العواصم الغربية المؤثرة وخاصة واشنطن لا يبدو انها في عجلة لحل ازمة الاستحقاق الرئاسي، فالسفير الاميركي في بيروت دايفيد هيل ابلغ الذين التقوه مؤخراً ان لا شيء جديداً بما خص الموضوع الرئاسي.

اما داخلياً فتقول الاوساط ان لا مؤشرات بحصول تغيير في مواقف بعض الاطراف الداخلية فصقور فريق 14 اذار وتحديداً كل من سمير جعجع وفؤاد السنيورة يصران على الاستمرار في ترشيح رئيس القوات، لانه لو كانت هناك ارادة جدية بفتح المجال امام الوصول الى رئيس توافقي، لكان انسحب جعجع، من السباق الرئاسي، وعلى الاقل لمصلحة مرشح اقل استفزازاً داخل هذا الفريق، اي للرئيس امين الجميّل او غيره.

اما في الجانب الاخر، فتقول الاوساط ان العماد عون ما زال على مقاربته من الاستحقاق الرئاسي من حيث حقه في الوصول الى قصر بعبدا، كونه الاكثر تمثيلاً نيابياً وشعبياً، كما ان حزب الله اصبح اليوم بعد احداث المنطقة، وبخاصة تصعيد الحملة عليه من قبل فريق 14 اذار اكثر تصلباً بدعم عون، لانه لن يكرر تجربة الرئيس ميشال سليمان.

ولذلك ترى الاوساط ان ما يحصل من مساع للتوافق على شخصية توافقية «للقول اننا حاولنا»، وبالتالي فكل هذه المحاولات هي لتمرير الوقت، وهو الامر الذي خرج به زوار الرئيس بري الى جنيف، على الرغم من ان هناك من يضغط لانتخاب الرئيس الجديد قبل عيد الاستقلال في 22 تشرين الثاني المقبل.