IMLebanon

عنصرية إيران و«حزب الله» ضدّ العرب

نقل موقع «العربيّة» بالأمس خبراً عن ملصق عنصري عُلّق على واجهة أحد المحال التجاريّة، والخبر نقلته «العربيّة» عن موقع «ميدان» الإيراني المعادي للعنصرية، والملصق عبارة عن إعلان كتب تحته «يمنع دخول العرب السعوديين إلى هذا المحل»، ويبدأ الإعلان بشعر منسوب إلى الشاعر الفارسي أبو القاسم فردوسي (935?1020 ميلادية) صاحب كتاب «الشاهنامة» وترجمته: «بعدما كان العرب يشربون حليب النوق ويأكلون الضب… بلغ بهم الأمر مبلغا أن يطمحوا في التاج الملكي، فتباً للأيام وسحقاً»، ويتوسط الملصق على اليمين صورة للملك الأخميني «قوروش وخلفه خارطة كتب عليها Persian Gulf أي «الخليج الفارسي»، وإلى اليسار صورة عربي وبجانبه ناقة ويحمل مضرب غولف كتب خلفه Arabian Golf أي لعبة «الغولف العربية» بدلاً من Arabian Gulf «أي الخليج العربي وهذا الملصق منتشر بشكل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي المعادية للعرب.

سبق وكتبنا حول العداء الفارسي للعرب عشرات المقالات في هذا الهامش ـ وقد نجمعها ونوثّقها في كتاب يحتاج كلّ مواطن لبناني وعربي أن يكون في يده ليُدرك أبعاد وخطورة تغلغل إيران في النسيج اللبناني والعربي، وعدائها للإسلام و»الأجندة الدينيّة» التي تسعى لتنفيذها في بلاد العرب والمسلمين ـ وسبق وكتبنا الكثير عن دور حزب الله ذراع إيران في لبنان والمنطقة، ولكن لا بُدّ لنا من إعادة تسليط الضوء على بضع نقاط، خصوصاً وأنّ البعض ما زال يتوهّم عودةً لحزب الله من سوريا، مع أن مهمة الحزب في سوريا أبعد بكثير من مهمة الدفاع عن بشّار الأسد، فالحزب يعمل بكل طاقته لتغيير هوية بلاد الشام التاريخية ودولة بني أميّة التاريخية ونشر «التشيّع الفارسي» فيها…

في مطلع نيسان من العام 2009 نشرت جريدة الشرق القطريّة حديثاً صحافياً للديكتاتور بشار الأسد وصف فيه حزب الله بدقّة شديدة فقال: «حزب وطني لديه «أجندة دينية» ضمن وطنه اللبناني»!!

وقد تبلورت اليوم في المنطقة العربية من سوريا إلى البحرين إلى اليمن وانطلاقاً من لبنان هذه «الأجندة الدينيّة» الفارسية لتغيير هويّة المنطقة إلى «الفارسيّة» عبر بوابة التشيّع، وهنا لا بُدّ من الإشارة إلى «عقيدة» راسخة في كراهية العرب نقتبسها من نصوص هذه «الأجندة الدينيّة»: يعتقد الشيعة أنّ العرب مائلون عن الحق، ليس لهم في الإسلام نصيب، وأن المهدي سيقتلهم عند خروجه، قال المجلسي في بحار الأنوار؛ عن أمير المؤمنين قوله في صحيفة العبيطة، ما ورد على العرب أشد منها، وإن فيها لستين قبيلة من العرب بهرجة ما لها في دين الله من نصيب. (بحار الأنوار 26/37) ومعنى بهرجة؛ «مائلة عن الحق الى الباطل»، وروى المجلسي: «أن المنتظر يسير في العرب بما في الجفر الأحمر وهو قتلهم» (بحار الأنوار 52/318)، وروى أيضاً: ما بقي بيننا وبين العرب إلا الذبح (بحار الأنوار 62/249)…

وقال الإحقاقي: «إن الصدمات التي واجهها كل من شعبي إيران والروم الكبيرين نتيجة لحملات المسلمين والمعاملة التي تلقوها من الأعراب البدائيين الذين لا علم لهم بروح الإسلام العظيمة، أورثت في نفوسهم نزعة صدود عن العرب، وشريعة العرب، فطبيعة سكان البادية الأوباش الخشنة، وذلك الخراب والدمار اللذين ألحقوهما بالمدن الجميلة، والأراضي العامرة، في الشرق والغرب، وغارات عبّاد الشهوات العطاشى إلى عفّة وناموس الدولتين الملكية والإمبراطورية…[أنظر رسالة الإيمان ص 323 – ميرزا حسن الحائري الإحقاقي – مكتبة الصادق ? الكويت]…

ويعتقد الشيعة أن كسرى يزدجرد الذي انهزم أمام الصحابة، هو من الشخصيات المقدسة، لأنه حارب العرب، وأن روح الإله حلت فيه بعد موته، لذلك لن تمسّه النار، وبما أنه لم يعقب إلا بنات لذا انسحب هذا التعظيم الى بناته، وعظم الشيعة سيدنا الحسين بن عليّ، لأن زوجته هي شهربانو بنت يزدجرد، ونجد السبب نفسه في تعظيمهم لأولاد الحسين دون أولاد الإمام الحسن بن علي، لأن أولاد الحسين أخوالهم الفرس. [انظر بحار الأنوار 45/329 – للمجلسي – مؤسسة الوفاء – بيروت ط2 ? 1403]، إذ روى المجلسي عن أمير المؤمنين: «انّ الله قد خلّصه ?أي كسرى- من النّار، وأنّ النّار محرمة عليه» (البحار، 41/4)!!!

لطالما نبهّنا من أنّ الخطأ الأكبر الذي يرتكب بحقّ لبنان هو في التعاطي «السياسي» مع حزب «عقائدي»، يُنفّذ بدقّة شديدة «أجندة دينيّة كسرويّة» في وقت ما زال البعض يدعوه للعودة من سوريا إلى الدّاخل اللبناني، فيما الحزب يُنفّذ أجندة دينيّة «إلهية» فارسية، وهنا نحيل أصحاب هذه الدعوات إلى يوم الجمعة 24 شباط من العام 2012 حيث دعا  أحمد جنتي أحد أبرز مراجع الشيعة المتشددين في إيران الشيعة العرب خلال خطبة الجمعة في طهران إلى ما أسماه «الجهاد» دفاعًا عن نظام بشار الأسد، فقال: «على الشيعة العرب الدخول إلى سوريا والجهاد إلى جوار النظام السوري حتى لا تقع سوريا بأيدي أعداء آل البيت»!!

ولا بُدّ لنا أيضاً من إحالة أصحاب هذه الدعوات إلى كلام علي يونسي مستشار الرئيس الإيراني لشؤون القوميات والأقليات الدينية بمناسبة وفاة الإمام الثامن علي ابن موسى الرضا، إذ أعاد إلى الأذهان الأدبيات الشعوبية المعادية للعرب، إذ قال: «إن أغلبية الأحداث التي نعيشها اليوم هي «محاولة لاستعادة سيطرة العنصر العربي على العالم الإسلامي»، وكان علي يونسي سبق وأثار ضجّة هائلة في العالم العربي بتصريحه في آذار العام الماضي عندما قال «إيران اليوم أصبحت امبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حالياً، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي»، وأكّد يونسي يومها القضاء على الحكم العربي فقال «تُعدّ إيران منطلق كافة الثورات المعادية للظلم، مضيفاً «عندما قتل الإيرانيون شقيق المأمون (الأمين) سحبوا السلطة من العرب إلى الأبد»!!!

»أجندة دينيّة» لم يخطأ بشار الأسد عندما وصف أجندة حزب الله، ولكنّ كثيرين ما زالوا يرتكبون أخطاء كبرى تودي بلبنان وهويته العربيّة إلى هاوية سحيقة بسبب إصرارهم على التغاضي عن «أجندة دينية» خطيرة اجتاحت العالم العربي عبر لبنان، وبصدقٍ شديد نقول: الآتي أعظم.