IMLebanon

لتحرير الشيعة العرب من الفكر الفارسي

كتبت الناشطة الحقوقية والكاتبة نجوى مكاري مراد:

لقد بات من الواضح اليوم تجدد الصراع العربي الفارسي في المنطقة العربية، ومحاولات ايران المستمرة في التمدد والسيطرة على الأقطار العربية من خلال اللعب على الوتر المذهبي وتأسيس أحزاب دينية وتجنيدها ومدها بالمال والسلاح.

وبما أن العرب هم أصحاب الارض فمن الطبيعي أن يرفضوا هذا التمدد الذي يسعى إلى تغيير الهوية العربية واستبدالها بالفارسية.

لم يعد الهدف من الحرب الفارسية في المنطقة العربية منبثقا من التخوف الوجودي إنما اصبح، وبشكل معلن، محاولات متكررة للتوسع وفرض النفوذ على أقاليم لم تكن يومًا محكومة من الفرس.

وإن كان هذا الصراع بظاهره ذات أبعاد تاريخية لشعبين ينتميان إلى حضارتين مختلفتين، إلا أنّ ما نشهده اليوم هو نتيجة أطماع حقيقية للدولة الايرانية بالتوسع في المنطقة العربية وانشاء ما يعرف بولاية الفقيه.

لذلك تمحورت الخطة حول شد العصب المذهبي للشيعة في المنطقة ودعوتهم للاتحاد والتضامن كونهم أقليات في العالم. هذه هي السياسة التي تتبعها إيران بهدف تحقيق مآرب شخصية لا تمت إلى حقوق الانسان بصلة، والدليل على ذلك عدم إكتراث إيران للضحايا الذين سقطوا نتيجة الحروب، بل على العكس من ذلك فهي تسعى لكسب شعبيتها عن طريق استغلال أي موقف تستطيع عن طريقه إظهار أن الشيعة هم الضحية في أوساط تحكمها الغالبية السنية.

لذلك أصبح من الضروري اليوم تحرير الشيعة العرب من الاحتلال الفكري الايراني وإعادتهم إلى كنف العروبة، فجذورهم عربية وأرضهم عربية ولغتهم وأعرافهم وكل تاريخهم عربي بامتياز.

ويجب التأكيد على أن العودة للقومية العربية لا تتعارض مع جوهر العقيدة الشيعية التي لطالما كانت جزءاً لا يتجزء من تكوين المجتمعات والحضارات العربية.

وهذا ما حصل فعليًا في العراق بعد الانتخابات الأخيرة حيث وصل إلى الحكم الشيعة المعتدلون، أي الشيعة العرب والمؤمنون بولائهم لوطنهم وبأن العراق هو الأرض الخصبة لوحدة العرب والتحامهم بوجه الزحف الإيراني الفارسي.

على أمل أن التجربة العراقية ووعي الشعب العراقي بإعلاء سيادة بلده، تنتشر في كل إقليم عربي مسه السم الفارسي، وتصل الى لبنان الذي رغم كل خسارته لم يخسر يومًا هويته العربية وسار أبناؤه الوطنيون على نهج الامام موسى الصدر الذي قال يومًا: “إن الشيعة في لبنان هم لبنانيون عرب قبل كل شيء، وأن الربط السياسي بينهم وبين أي بلد آخر غير لبنان سيما البلاد غير العربية خطر كبير بل خطيئة. وأرجو أن يُفهم هذا الموقف من قبل بعض السياسيين الذين يتاجرون بهذه العلاقات ويستفيدون منها على حساب الوطن وعلى حساب الطائفة. فليهنأوا بعيشهم، وجنبنا الله مثل هذا العيش”.