IMLebanon

شروط كتائبية على معراب انتخابياً

 

عند حدود سلة الشوكولا ولقاءات مكثفة ودورية بين فاعلي الخير على خط الازمة توقفت المصالحة بين معراب وبيت الوسط، فلم يحصل اي لقاء بعد او تسجل اي خطوة تنهي حقبة «الزعل» السياسي بين الحكيم والشيخ، وعند حدود المشاركة الخجولة لعرابي المصالحة المسيحية وصلواتهم في قداس معراب الميلادي، فان الامور واقفة بين التيار الوطني الحر والقوات على حدود اللياقة السياسية وتفادياً لحصول اي تطور سلبي يودي بالمصالحة المسيحية وما انجزه تفاهم معراب، عملياً هذا يعني سقوط النوايا والتفاهمات السياسية، ويعني فعلياً ان المستقبل لن يكون حليفاً للقوات في انتخابات أيار وان التيار الوطني الحر اختار المستقبل شريكاً له في الانتخابات، يعني ذلك ايضاً انه صار لزاماً على كل من القوات والكتائب ان تفتشا عن ربحهما الانتخابي وكيفية التصدي للثنائية المسيحية السنية التي تجتاح المواقع في السياسة اولاً وصولاً الى الانتخابات النيابية، وهذه النظرية وضعتها كل من الكتائب والقوات في ذهنهما وحساباتهما منذ فترة بعدما توصل الفريقان الى قناعة مشتركة بان التيار الوطني الحر ذاهب الى الانتخابات بدون حليفه في التفاهم المسيحي وبان المستقبل لم يعد آبهاً بالتفاهم او خوض الانتخابات الى جانب القوات. وعليه تقول اوساط سياسية ان عملية بحث انطلقت حول سبل المواجهة بين القوات والكتائب قبل فترة لازالة الالغام وما يعترض طريق الانتخابات بينهما.

المصلحة المشتركة او تقاطع الاهداف تلغي العوائق، صحيح ان الخلافات كبيرة وعميقة بين الكتائب والقوات، لكن الغاية في هذه الحالة تبرر الوسيلة، وعلى ما يبدو فان الموانع بدأت بالسقوط، فالنائب سامي الجميل لطالما فاتح سائليه في مسألة التحالف الانتخابي مع القوات بجواب حازم بابعاد الكأس المرة عنه، بما يعني انه لم يكن يقبل في الماضي بمجرد الكلام في الموضوع، الا ان اللقاءات التي تضاعفت وتيرتها مؤخراً توحي بحدوث مفاجأة قريبة على صعيد التحالفات بين الكتائب والقوات.

لم يعد سهلاً ان تعود الامور الى مجاريها الطبيعية السابقة لتفاهم معراب بين القوات والتيار الوطني الحر، فالخلاف بينهما ذهب بعيداً وما لم يقله  رئيس التيارالوطني الحر عن طبيعة الخلاف مع القوات في العديد من الملفات والمسائل تكفل به سمير جعجع في اكثر من محطة وموقف، التباين في مجلس الوزراء وتصدي وزراء القوات لمشاريع وخطط وزراء التيار الى استقالة الحريري ليس كل القضية، فالقوات متهمة «عونيا» بمؤامرة ضرب العهد اثر استقالة الحريري في الرياض، فيما تتهم القوات حليفها العوني باستهدافها واقصائها. في هذه المعمعة العونية والقواتية وعلى ضوء تباين المستقبل والقوات حصل وفق ما بات واضحاً عملية «تسلل» من الكتائب الى القوات وبالعكس ايضاً من خلال شخصيات كتائبية وقواتية تولت ادراة ملف التفاوض والبحث في الشروط.

وبحسب المعلومات فان الاتصالات قطعت اشواطاً متقدمة ما لم يطرأ اي جديد،تمهيداً لاعلان مفاجأة انتخابية تقضي بسحب مرشحين واستبدالهم بآخرين حسب طبيعة المناطق بين القوات والكتائب، وفي الشروط الكتائبية تبين ان الكتائب تتطلع الى استقالة القوات من الحكومة ليتسنى لهما خوض معركة مسيحية في جبهة معارضة مسيحية، وان لا يشكل احد الطرفان ممراً يعبر اليه الفريق الآخراو يتم استغلال احدهما لانتصار الآخر، وعندما يتم التوافق على هذه الشروط يصبح الحديث في تقسيم الدوائر والتعاون الانتخابي بينهما مطروحاً، بحيث تحصل التنازلات في الدوائر ويتم احتساب اي مرشح كتائبي ينسحب للمرشح القواتي والعكس صحيح ايضاً. في الدوائر المسيحية المشتركة والحساسة خصوصاً في زحلة وفي جزين ودائرة الشمال الاولى والمتنين الشمالي والجنوبي حيث تتداخل القواعد الكتائبية والقواتية.

وما يمكن ان يسهل هذا الاتفاق الكتائبي والقواتي هو شعور الطرفين بالتهميش وحاجتهما المشتركة لكسر احتكار التيار العوني للساحة المسيحية، حيث ينسحب الاتفاق السياسي بين المستقبل والتيار العوني على الاتفاق الانتخابي في كل المناطق كما بات واضحا.

هذا السيناريو ترافق مع خطة لم شمل قامت بها الكتائب قبل لكتائبيين وقواتيين سابقين ابتعدوا عن الحزبين المسيحيين في مراحل الانتفاضات الحزبية والحروب الداخلية. فالكتائب على ما يبدو مؤخراً لم تعد بعيدة عن القوات التي تعيش اسوأ ايامها في هذه المرحلة بعدما انقلب الانقلاب السعودي عليها وباتت معاقبة من حلفائها في المستقبل والتيار الوطني، وعليه يتحدث مطلعون عن اشارات ايجابية صدرت عن بعض المجالس الكتائبية لاعادة وصل ما انقطع بين القيادتين الكتائبية والقواتية وتصحيح ما افسده الدهر في العلاقة القواتية والكتائبية. وحيث يدور نقاش في الكواليس الكتائبية والقواتية  لتحين فرصة الخلاف بين القوات والتيار وطي صفحة الماضي بين الكتائب والقوات.

السؤال هل تنتقم الكتائب والقوات من التيار الوطني الحر بالتحالف وتشكيل جبهة مسيحية معاً تلبس قناع المعارضة التي تستهوي الشارع المسيحي؟ كل شيء وارد  في السياسة وفق اوساط مطلعة… فالخلافات بين قيادتي الكتائب والقوات  قديمة وعميقة تبدأ من تفاصيل صغيرة لتصل الى مستويات عالية، وعلاقاتهما شهدت تدهوراً تاريخياً،  فالتباعد الاخير  بين الصيفي وبكفيا عمره من عمر التسوية السياسية الاولى وقبلها عندما   افترق  الحليفان في 14 آذار بعد التسوية السياسية التي غيرت كثيراً في معالم العلاقة  المضبوطة بينهما ، فيومها خرجت الكتائب من السلطة ليدخلها سمير جعجع من باب تفاهم معراب والعلاقة «الاكسترا» بين سمير جعجع وميشال عون  والتي جعلت رئيس القوات يسحب ترشيحه من اجل عون، ويومها  بقيت الكتائب خارج  تلك التفاهمات لتخرج بعدها من حكومة سعد الحريري.

كبر الخلاف وتعمق بعد مصالحة معراب التي اعتبرت استهدافاً واستبعاداً لحزب الله والوطن والعائلة. فيومها انجزت الرابية ومعراب التفاهم المسيحي وبقيت الكتائب خارجه، وحينها يقول كتائبيون تمادى القواتيون في تصديق الحالة العونية التي تريدهم شريكاً قبل ان يكتشفوا انهم خارج دائرة القرار وان العونيين يقررون عنهم في كل الملفات فوقع الصدام. فيما سارت الكتائب في قطار  المعارضة ليتضح فيما بعد ان الكتائب قررت معارضة القوات اللبنانية بدل ان تعارض الحكومة والسلطة السياسية وهنا وقع الاشكال وجاري اليوم تصحيح الخلل وترتيب الوضع مع القوات.

اما وقد كبرت الخلافات  بين القوات والتيار الوطني الحر ولم يعد سهلاً على الكتائب ان تتقرب من سعد الحريري فان تقارب المتضررين من التحولات السياسية في الصيفي ومعراب يصبح جائزاً، وبحسب كتائبيين فان قيادة الصيفي تبدو متصالحة مع نفسها بعد ان سارت في المعارضة وبقيت خارج تسوية النأي بالنفس الاخيرة. والكتائب بدون شك اراحها مشهد التباعد بين حليفي تفاهم معراب، فالكتائب في ضوء تفاهم معراب كانت مهددة بفقدان مقاعدها في زحلة والمتن وبعبدا وعاليه والشمال ايضأ وعليه فالتباعد السياسي اولاً بين التيار الوطني الحر والقوات قد يفسح المجال لانتخابات وظروف انتخابية اقل تعقيداً. ولكن اذا كانت القوات اعلنت مرشحيها في كل المناطق ولم يعد ينقص المشهد الا تركيب اللائحة فقط، فاين ستكون الكتائب  من هذا المشهد وماذا عن المرشحين في الدوائر الساخنة؟