IMLebanon

التقصير يمتد على 85 يوماً .. فماذا بعد؟

 

ثقيلة مرَّت الأيام ال 85 منذ تكليف الرئيس سعد الحريري بعرقلته بتشكيل حكومته الثانية في هذا العهد…

وللعِلم فإنَّ ال 85 يوماً هي فصلٌ دراسي في أعرق جامعات العالم.

في 85 يوماً تستطيع مركبة فضائية أن تدور حول الأرض وتقوم بأبحاثها العلمية.

في 85 يوماً بالإمكان تركيب معمل ضخم لتوليد الكهرباء.

في 85 يوماً بالإمكان إنشاء جسر بحري يربط مدينة بأخرى.

في 85 يوماً تُنزِل شركات الهواتف الذكية نماذج جديدة أكثر سرعة وأكثر ذكاءً اصطناعياً.

في 85 يوماً تصنِّع شركات الطيران العالمية طائرات جديدة لتلائم الأسواق العالمية.

في 85 يوماً نمرُّ في لبنان على ثلاثة فصول من الربيع إلى الصيف، والخريف على الطريق.

… وفي 85 يوماً يراوح تشكيل الحكومة مكانه.

فما هذا البلد العجيب؟

***

تشكيل الحكومة في 85 يوماً، حلقة مفرغة تدور حول نفسها.

هل سأل أحدٌ نفسه كم هي كلفة هذه المراوحة على البلد وعلى الإقتصاد فيه وعلى أحوال الناس؟

كم هي الكلفة على مجلس النواب الذي بدأ أعضاؤه يتقاضون رواتب من دون القيام بمهامهم، وهذه المرة الحق ليس عليهم؟

كم هي الكلفة على البلد كل حين تكون فرصة مقررات مؤتمر سيدر على طريق الضياع بسبب عدم إنجاز المراسيم والقوانين التطبيقية لِما تمَّ الإتفاق عليه؟

***

هذا بلدٌ يهدر الوقت كما يهدر مياه الأمطار التي تذهب سدى إلى البحر.

إذا كان كلُّ شيء معلق بتشكيل الحكومة، باعتبارها السلطة التنفيذية في البلد، وإذا كانت الحكومة لا تؤلَّف، فهذا يعني أنَّ البلد معلَّق في الهواء وفي الفراغ وفي الغموض، وفي ظلِّ هذا الثلاثي القاتل فإنَّ الوضع مرشَّح إلى أن يسير من سيّئ إلى أسوأ.

 

***

بدل أن يحصل التقدم في الأيام ال 85 التي مرَّت، فإنَّ هناك تراجعاً هائلاً على كل المستويات، ولنبدأ بما هو أخطر وأهم على مستوى سلامة الناس:

هل أحصى أحدٌ من المسؤولين عدد حوادث السير الكارثية التي وقعت في الفترة الأخيرة؟

حوادث سير قاتلة:

من أوتوستراد مستديرة الصياد، حيث لا يمرُّ يوم إلا وتنقلب شاحنة أو فان أو سيارة عادية، إلى بشامون حيث اجتاحت شاحنة معدة للتصدير الخارجي عشرات السيارات وتسببت بعشرات الضحايا، إلى المنصورية حيث اجتاح صهريج عدة محلات تجارية. هذا عدا حوادث السير القاتلة على كل الأوتوسترادات من دون استثناء. هنا تُطرَح الملاحظات والمطالبات والتساؤلات التالية:

هل هذه هي نتائج المعاينات الميكانيكية، حيث ثبت أنَّ معظم الحوادث ناجمة عن أعطال في الشاحنات التي لا تمرُّ على المعاينات؟

هل هذه هي نتيجة المتابعة غير الجدية حيث تبيَّن أنَّ معظم سائقي الشاحنات هم من غير اللبنانيين الذين لا يحملون رخص سوق؟

ماذا عن أحوال الطرقات والإنارة عليها؟

ماذا عن الإشارات الضوئية؟

***

هذا غيضٌ من فيض، فماذا ينتظر المسؤولون ليتحركوا؟

ما تقدَّم يحتاج إلى 85 ساعة ليكون منجزاً لا إلى 85 يوماً.