IMLebanon

الذكرى الاولى للإنتفاضة.. أحزاب جديدة تولد مــن رحم الثورة!

 

سنة على 17 تشرين.. بكل شوارعها ومختلف تلاوينها الشعبية والمناطقية، كانت الثورة واحدة في الشعار والمطلب والهدف، «قرف» الناس من الطبقة السياسية الحاكمة، وطالبوا بلبنان جديد، تقوم مؤسساته على أنقاض نظام الزبائنية والفساد والشخصانية التي برزت في السنوات الاخيرة.

في سنويتها الاولى، تستعد إنتفاضة 17 تشرين لإعادة الوهج الى صفوفها، بعيداً من كل ما أحاطها من تباينات، ورغم كل الظروف السياسية والاقتصادية والصحية المحيطة بلبنان. الّا أن الصورة القاتمة التي تنتظر هذا البلد في قابل الايام، تثير غضب الشعب الجائع، الذي يضيق به الخناق يوماً بعد يوم ويلتف الجوع حول عنقه.

فهل من جديد تحضّر له الإنتفاضة التي أُصيبت بانتكاسات عدة؟ هل بلغت سن الرشد السياسي لتكون بديلاً من الاحزاب؟ وهل انتصر الشعب على الإحباط وقرّر النزول مجدداً الى الشارع؟

 

على مواقع التواصل الإجتماعي، تتوالى الدعوات في معظم المناطق اللّبنانية، للنزول الى الشارع في الساعة السادسة مساء، موعد إنطلاق شرارة الثورة، وتحديداً في عروستها طرابلس، والزوق وجل الديب وساحة الشهداء وساحة صيدا وحتّى في عاليه والبقاع.

 

كذلك، تنطلق الدعوات الى تظاهرة مركزية، تنطلق عند الثالثة والنصف من ساحة الشهداء، تحت شعار «الثورة مكملة لتقضي على منظومة العار»، حاملة شعلة الثورة في إتجاه «الرينغ»، ومن ثمّ مصرف لبنان، وزارة الداخلية، فمجلس النواب، ثمّ المرفأ، نقطة إلتقاء مجموعات الثورة عند الساعة الـ 6:30.

 

وتتجّه المجموعات بعدها الى جلّ الديب، حيث سيتمّ رفع الستار عن لوحة تذكارية للثورة، عند الساعة التاسعة الاّ ثلث. حيث وجّه ثوار المتن الدعوة للتجمّع على جسر جل الديب عند الساعة السابعة والنصف مساء.

 

ويشرح الناشط شربل قاعي، وهو من ثوار المتن لـ «الجمهورية»، دوافع ثورة 17 تشرين، والتي وصفها بأنّها «بداية وطن»، متحدثاً عن جملة مطالب تعود بهم الثورة الى الشارع، تحاكي من خلالها الأزمات التي طرأت هذه السنة وابرزها: استقلالية القضاء، انتخابات نيابية مبكّرة، استعادة الاموال المنهوبة، حكومة اختصاصيين مستقلين، تحقيق شفاف في انفجار المرفأ، تحرير ودائع المواطنين في المصارف.

 

ويؤكّد القاعي: «اليوم وفي ظلّ الفقر المدقع، والجوع وإنقطاع الدواء والبنزين باتت العودة الى الشارع ضرورة، فالثورة بلا ناس لا تقوم»، معتبراً «أننا نخسر وطناً وليس أرضاً»، وقال: «ثورتنا سلمية، وليست ثورة دم، لأنّنا لا نريد أن نخسر مزيداً من خيرة الشباب، انما هدفنا هو بناء وطن، لذلك ندعو دائماً الى ثورة سلمية حضارية».

 

ويختم القاعي: «انّ رواتبنا لم تعد تكفينا، والتضخمّ والوضع الاقتصادي المتردي لم يكونا يوماً من مسؤولية المواطن، إنما الطبقة سياسية التي لا تزال تحكم لبنان منذ ثلاثين سنة، سرقت البلد، واليوم يتمسكون بالسلطة لحماية أنفسهم».

 

ولكن، لماذا فقد المواطنون حماسة النزول الى الشارع، وهل خذلتهم الثورة أم أنّ هناك عوامل أخرى حالت دون ذلك؟

 

يوضح الناشط روي كيروز، أنّ «عوامل عدّة لعبة دورها وساهمت في خروج الناس من الشارع، وأبرزها السلطة التي أرهبت الناس ووضعت القوى الأمنية في مواجهتهم، إضافة الى الإعتقالات، إذ لدينا أكثر من 2300 معتقل، كذلك لعبت الأحزاب بمناصريها وأموالها دوراً سلبياً دفع بالناس الى إعادة تموضع بعيداً عن الثورة»، وقال: «جميعهم يسعى الى قتل الروح الثورية، فنحن نحارب دولة بنظام سياسي وأمني وقضائي وحزب مسلّح، ورغم ذلك ومع تفشّي جائحة كورونا والإعتقالات والجرحى والشهداء، الثورة ما زالت مستمرة».

 

ويعكس كيروز حماسة الشباب اللّبناني للتغيير، ويقول، انّ «التحرّكات اليوم ستكون لامركزية عفوية، فمجموعات الثورة في جهوزية كاملة للعودة الى الشارع والتفاعل يبدو قوياً».

 

وفي النهاية، يرى كيروز أنّه «مهما كان المشهد اليوم، فهذا مؤشر للسلطة أننا لم ولن نستسلم».

 

ولأنطوني دويهي رأي آخر، ففي السياسة يعطي الناس حقهم في عدم النزول الى الشارع، ويؤكّد «انّهم كمجموعات للثورة لم يتمكنوا من بلورة طرح سياسي إجتماعي مالي إقتصادي يجذب الرأي العام». ويشير الى «الثورة المضادة» التي شنتها السلطة وأثّرت سلباً على ثورتهم.

 

ويكشف الدويهي، «أنّ الثورة اليوم أعدّت العدّة والخطط البديلة، وهي في صدد إنشاء أحزاب سياسية جديدة، من المجموعات المنضوية تحت لوائها، وبالاضافة الى ذلك، فقد تمكّنت نحو 18 مجموعة أساسية من إعداد ورقة سياسية مشتركة تتضمّن برنامج حلّ سياسي إقتصادي إجتماعي مالي متكاملاً، سيُطرح أمام الرأي العام ليقرّر على أساسه من يستحق ثقته».

 

وفي الوقت عينه يكشف الدويهي الاستعداد للإنتخابات النيابية المقبلة، «حيث سنخوض الإنتخابات موحّدين بـ 128 مرشحاً يمثّلون الثورة، على أن يكون الرأي العام أمام خيارين: خيار السلطة أم الثورة».