IMLebanon

الشهداء أنبل بني البشر وأشرفهم على الاطلاق  

لا يمكن لعاقل أن يتصوّر أنّ هناك مسؤولاً واحداً أو مواطناً واحداً يمكن أن يقبل بهذه “البطولات” التي تصدر من هنا وهناك حول اتهام المسؤولين، أياً كانوا.

قبل كل شيء فإنّ هؤلاء الشهداء كانوا، بالمصادفة، متواجدين في ذلك المكان الذي حدثت فيه عملية اختطافهم ولم يخطّط أي إنسان أن يختار أياً منهم موقعه في الزمان والمكان.

الحقيقة، كل الحقيقة، أنّ هؤلاء الشهداء الأبرار كان قدرهم أن يكونوا في ذلك الزمان وذلك المكان في النقطة التي كانت خارجة على القانون، كونها منطقة حدودية وعرة المسالك، تتعذّر فيها سبل الحياة الطبيعية.

ولو عدنا الى تلك الحقبة التي تم فيها الاختطاف لتبيّـن لنا أنّ الارهابيين كانوا قد هربوا من القلمون ولجأوا الى تلك الجرود النائية.

ظروف وملابسات ما حدث في ذلك اليوم الاسود لم تكن بتدبير من أحد أو بتخطيط من أحد… لأنّ لا أحد يعلم ماذا كان الارهابيون يريدون وماذا يخططون في مكان تواجدهم في الجرود، والعملية الارهابية من أولها الى آخرها إن دلّت على شيء فإنما تدل على الإجرام المستحكم في عقول ونفوس الارهابيين.

من هنا نطرح سؤالاً: ماذا تنتظر من إرهابي؟ وماذا تنتظر من مجموعة إرهابية لا تعرف غير الإجرام والقتل والذبح؟

قلوب اللبنانيين جميعاً وعواطفهم ومشاعرهم مع أهالي الشهداء الذين دفعوا حياتهم فداءً للوطن.

عزاؤنا الوحيد لذوي الشهداء أنّ ربّ العالمين اختارهم ليكونوا شهداء وليفتدوا الوطن لأنه يحبّهم وقد اختارهم الى دنيا الخلود مكلّلين بالشهادة والبطولة.

فالعزاء الكبير أنهم أحياء عند ربهم يرزقون.

أخيراً وليس آخراً، نتمنى على بعض الذين يتحدثون للمزايدة أن يحترموا شعور ذوي الشهداء المنكوبين الذين عانوا طوال ثلاث سنوات ويعانون اليوم وغداً وطويلاً الكثير من الآلام والجراح.

فكفى مهاترات ومزايدات!

عوني الكعكي