IMLebanon

الثنائي الشيعي يعتمد في زحلة مصلحة بيئته

تنشغل القوى السياسية في لبنان ومراكز الدراسات والمرشحين المفترضين للإنتخابات النيابية المقبلة في هذه الفترة،  في محاولاتها لرسم صورة التحالفات في جميع المناطق، لاسيما في دائرة زحلة الشديدة التعقيد والحساسية، فالقوى والشخصيات السياسية فيها تسعى من خلال هذه المحاولات لمعرفة كيفية صوغ تحالفاتها وفق التباينات السياسية الحالية والتي من الصعب جدا تدجين الأضداد في لائحة واحدة، وهذا ما يساهم في تعقيد صورة التحالفات وتحديد إتجاهاتها. وسيؤدي إلى بروز ثلاثة لوائح وجميعها ستكون من الفئة الأولى لأن القوى والشخصيات الرئيسية في المدينة ستتوزع على  اللوائح الثلاث. وما يعزز هذه الفرضية وفق مصادر مطلعة في مدينة زحلة هوالخلاف العميق بين آل سكاف وآل فتوش والذي من الصعب ردم الهوة التي برزت بينهما منذ إنتخابات 2009 حتى اليوم وما رافقها من إتهامات متبادلة بين الطرفين. وفي الوقت نفسه تصف المصادر علاقة ميريام سكاف بالتيار الوطني الحر بالمتوترة رغم إحتمال أن تكون سكاف إلى جانب تيار المستقبل بتحالفه مع التيار الوطني الحر وإحتمال أن تكون القوات اللبنانية على متن هذا التحالف لكن هذا الأمر ما زال في دائرة التحليل والفرضيات.

وطرحت المصادر المتابعة سؤالا عن موقع الثنائي الشيعي في دائرة زحلة الذي لن يرضى بدعم لائحة فيها مرشحين للقوات اللبنانية، وهذا ما يسقط الكلام الذي يتردد بالأوساط السياسية بأن الثنائي الشيعي سيوفر الدعم لميريام سكاف، حفاظا منه على الشخصيات المسيحية المستقلة، لأن الثنائي الشيعي سيعتمد هذه المرة معيارا يأخذ فيه بعين الإعتبار مصلحة بيئته بشكل أساسي وإلتزام القوى الأخرى بالمصالح السياسية والإستراتيجية المشتركة ووحدة النظرة للعدوين الإسرائيلي والتكفيري، لأنه تعلم من تجارب الماضي عندما أعطى لقوى وشخصيات سياسية في المدينة ولم تبادله بنفس المستوى، بل في لحظة تغليب المصالح الشخصية غادرت إلى أماكن أخرى. وتجربة الثنائي الشيعي مع التيار الوطني الحر في الإنتخابات البلدية الأخيرة لم تكن مشجعة لأن العونيين في مجلس بلدية زحلة كانوا أكثر الناس تصديا لمطالب جمهور هذا الثنائي في نطاق بلدية زحلة الإداري، ولكن وبالرغم من ذلك يصر هذا الثنائي على إلتزامه مع التيار الوطني الحر لأنه يشكل العمود الفقري للمكون المسيحي. ورجحت المصادر أن يتركز دعم الثنائي الشيعي على لائحة قد يشكلها النائب نقولا فتوش ويكون في عدادها مرشحين عونيين مدرجة أسمائهم على لائحة أخرى، وسينضم إليها قوى وشخصيات وازنة في المنطقة. وسيعطي من الفائض الإستراتيجي الإنتخابي الذي يمتلكه لحلفائه الذين سيتشاركون معه في النظرة الإستراتيجية والمبادئ الوطنية الأساسية في إدارة البلد.

وختمت المصادر المطلعة بأن ما ذكر من سيناريوهات يبقى في إطار التحليل والفرضيات بانتظار جلاء المواقف وبلورة التحالفات وهذا لن يحصل إلا في أواخر الخريف القادم، لأن الصوت التفضيلي في دائرة زحلة جعل المعركة الحقيقية تتمركز على المقاعد المسيحية وكثرة الشخصيات التي تتحضر للترشح والتي تتوزع على جميع المذاهب المسيحية في المدينة، ساهم في تعقيد المشهد وزاد من ضبابيته.