IMLebanon

وماذا عن ضحايا الحروب الاميركية؟  

لم أسمع ولم أقرأ في حياتي أغرب من القرار الذي اتخذه الكونغرس الأميركي وموافقة أهالي ضحايا تفجير المركزين التجاريين في نيويورك في 11 أيلول 2001.

وأتوجه هنا ببعض التساؤلات:

أولاً- هل من بلد في العالم لا يوجد فيه مجرم أو خارج على القانون أو سارق أو معتدٍ؟ ولماذا تقام المحاكم، ولماذا هناك الشرطة؟ ألَيْس لتنظيم الحياة العامّة؟

وعلى افتراض أنّ مواطناً لبنانياً قتل مواطناً لبنانياً ثانياً، فهل الدولة اللبنانية أو الشعب اللبناني مسؤولان عن هذه الجريمة؟

ثانياً- حجة مجلس الشيوخ الاميركي أنّ الهدف هو السماح للأهالي بالإدعاء على الدولة السعودية، واسأل: ألم تتعرّض المملكة العربية السعودية الى تفجيرات عدّة في العاصمة الرياض وفي جدّة وفي مناطق أخرى… ومحاولة اغتيال ولي العهد الامير محمد بن نايف…؟

وللتذكير في العام 1978: حادثة الحرم يوم قام المواطن السعودي الجهيمان وفي الحرم الشريف بالذات، بإعلان العصيان وإعلان الدولة… وبقي متمرداً الى أن تمّ قمعه وجماعته الذين غرّر بهم؟!.

ثالثاً- عندما تريد واشنطن أن تفتح هذا الملف، نريد بدورنا أن نسأل الشعب الأميركي الطيّب: ماذا عن حرب أميركا في الڤيتنام وقتلها مئات آلاف الشعب الڤيتنامي مستخدمة الاسلحة خصوصاً الممنوعة منها مثل قنابل النابالم؟

وماذا عن حربها على أفغانستان؟

وماذا عن حربها على العراق وهي الأهم؟!.

وأود أن أذكر برسالة كتبها طفل عراقي ابن أحد عشر عاماً وقال فيها للاميركيين بالانكليزية أقتبس منها، هنا، ما تعريبه: أنا علي، من بغداد، وأظن أنّ معظمكم لا يعرفون العراق… حيث القتل للقتل، والشعب متروك من دون أي أمل وحتى من دون مجرّد ابتسامة… فهل هذه هي المهمة التي جئتم تنفذونها في بلدنا، بعد 8 سنوات تركوا بلادي أرضاً للأشباح من دون أي أمان، لم يبقَ شيء في بلادي سوى أناس يقتلون بعضهم البعض بسبب الحرب الطائفية بعد ذلك(…) وبعد ذلك جاء «داعش» ليحتل الكثير من المدن في العراق… أنا أتحدث بالنيابة عن ملايين الأطفال العراقيين.

هذه مقتطفات سريعة من رسالة الطفل العراقي علي، وانطلاقاً ممّا تقدّم، فهل يجب أن يقيم ملايين الناس المتضررين من السياسة الاميركية والأعمال العسكرية الاميركية… دعاوى ضد الحكومة الاميركية؟!. وإذا حدث ذلك هل تكفي مليارات أميركا كلها تعويضاً عن الأضرار الهائلة التي تسبّبت بها واشنطن بحروبها في مختلف أنحاء العالم.

عوني الكعكي