IMLebanon

ماذا سيقدّم وليد المعلم لدعم الحراك الروسي؟

يصف الخبراء الروس زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم التي تبدأ اليوم الى روسيا بالمهمة، لانها ستتناول نتائج اللقاءات التي أجراها الديبلوماسيون الروس مع ممثلي الائتلاف السوري المعارض، وفي ظلّ الحديث عن لقاءٍ يجمعه بالرئيس فلاديمير بوتين للمرة الاولى.

بعد مخاضٍ عسير تمكّن الديبلوماسيون الروس من كسر جليد العلاقة مع الائتلاف السوري المعارض، من خلال لقاءات عقدت في غالبيتها في السرّ. ولم يكتفِ الروس بهذا الإنجاز على المستوى السياسي بل استطاعوا إيجاد حلقات مشترَكة مع الجناح العسكري للمعارضة المتمثل بالجيش السوري الحر، تمهيداً لإزالة كل المطبّات التي واجهت نسختَي جنيف السابقتين، لفتح المجال امام تحقيق توافق الحدّ الأدنى بين طرفَي النزاع في النسخة الثالثة من جنيف المزمع عقدها بداية العام المقبل، إذا لم تتعثر جهود الديبلوماسية بحواجز العوامل الخارجية.

الإنجاز الروسي المذكور لا يحمل جديداً في العناوين العريضة، سوى التوصل الى إسقاط خيار الحسم العسكري من حسابات الأطراف كافة، أما فيما يتعلق بخريطة الحل فهي لا تخرج عن إطار تطبيق بنود “جنيف 1″، القاضية بتشكيل حكومة انتقالية موقتة، هدفها العمل على وقف المواجهات العسكرية وإعادة الامن والاستقرار الى البلاد للوصول لاحقاً الى تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية. وأيضاً تمكنت من انتزاع بعض التنازلات من قوى المعارضة الخارجية في ملفات لم تكن تقبل النقاش بها سابقاً.

ووفق المعلومات المتوافرة فإنّ الحوار بات على مستوى تشكيلة الحكومة الانتقالية ومكوّناتها ودورها في عملية التحول من ميادين المواجهات

العسكرية الى طاولات التفاوض السياسي. ما يعني أنّ بريق أمل بات يلوح في أفق الازمة المستمرة، وأنّ زيارة المعلم ستشكل مفصلاً أساسياً من مفاصل حلحلة العقد. لكنّ ثمة مَن يرى انه من الصعب جداً أن يوافق الرئيس الاسد على التنازل عن صلاحياته للحكومة الموقتة، خصوصاً انّ المشهد الداخلي يشير الى انّ الكفة تميل لصالحه ميدانياً.

ففي الوقت الذي يواجه التحالف الدولي تنظيم الدولة الاسلامية، تمكن الجيش السوري النظامي من تحقيق تقدم على اكثر من محور، اضافة الى ذلك فإنّ ضربات التحالف قد أضعفت الى حد كبير تمدّد الحركات الارهابية المتطرّفة، وكشفت أنّ الجيش السوري الحرّ لا يسيطر إلّا على اجزاء محدودة في البلاد وتحديداً في منطقة حلب وريفها وذلك بفضل العوامل الإقليمية.

ولعلّ ذلك ما دفع أنقرة الى الدعوة لإقامة منطقة آمنة وعازلة، بهدف الحفاظ على الحدّ الأدنى من نفوذ الجيش السوري الحرّ لكي يكون واحداً من الأطراف المشارِكة في أيّ تسوية سياسية محتمَلة. اضافة الى انّ المعارضة بجناحَيْها العسكري والسياسي لم تتمكن من توفير الغطاء الأمني والسياسي للمواطنين في المناطق التي تسيطر عليها.

لذلك فإنه سيكون من الصعب إقناع الرئيس الاسد في ظلّ الظروف الحالية التنازلَ عن صلاحياته الاساسية في قيادة البلاد لصالح معارضة مشتَّتة فقدت الكثير من شعبيتها وتأثيرها على المستوى الداخلي خلال العامَين الماضيين، كذلك فإنّ تعويلها على الدعم الخارجي ذهب ادراج الرياح، إذ إنّ جرعات الدعم الخارجي لم تخرج عن إطار التصريحات الرنانة بدءاً من واشنطن مروراً ببروكسل ووصولاً الى عواصم عربية واقليمية، فيما حلفاء النظام السوري الإقليميون والدوليون قد وقفوا الى جانبه في الميدان وعلى طاولات السياسة الدولية.

فماذا سيقدّم المعلم في هذه الزيارة لدعم الحراك الديبلوماسي الروسي على خط الحلّ السياسي؟ وهل ستتمكن موسكو من إقناع النظام بالدخول في تسوية عنوانها التنازلات؟