IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الجمعة في 24/07/2020

كأن الجمهورية أصبحت مستودعات بمواد كثيرة يجمعها الفساد: مستودعات لدجاج فاسد… مستودعات للحوم فاسدة… مستودعات لأجبان وخضر وفواكه فاسدة.

جبل جليد الفساد بدأ يظهر شيئا فشيئا، ولكن ما كان لهذا الفساد أن يتمادى لو لم تكن هناك إدارة فاسدة في جزء كبير منها، وسلطة فاسدة في جزء كبير منها.

هذا يحمي ذاك، وهذا يغطي ذاك… المواد الغذائية الفاسدة مكانها المستودعات والتركيبة الإدارية الفاسدة مكانها وزارات وإدارات. ومجموع المستودعات والإدارات يؤدي إلى منظومة فساد، من العبث التعاطي معها بالمفرق لأنها لا تنتهي:
يوم، دجاج فاسد، ويوم لحوم فاسدة، ويوم خضر وفواكه فاسدة، ويوم فيول مغشوش،
يوم تهريب مازوت، ويوم تهريب فيول، ويوم تهريب دولارات. وفي المحصلة “يعثر على الضحية ويفر الفاعل”.

يأتي رئيس الدبلوماسية الفرنسية جان إيف لودريان، يدق ناقوس الخطر، لا أحد يسمع. يطالب بإصلاحات، لا أحد يستجيب، يتحدث عن بطء في إصلاح الكهرباء وغيرها من القطاعات. على من تقرأ مزاميرك يا سيد لودريان؟ يقول للبنانيين: إن لبنان بات “على حافة الهاوية”، وإن الإصلاحات ضرورية لحصول لبنان على دعم مالي خارجي. لا يسمع المسؤولون إلا آخر الجملة: أي الدعم، ولا يسمعون أول الجملة: أي الإصلاحات.

النزاع لا يقتصر على الإصلاح أو عدم الإصلاح، بل يمتد إلى معركة دون هوادة بين حاكمية مصرف لبنان والمصارف وأحيانا وزير المال من جهة، والحكومة ومستشاريها ومن وراءهم من جهة ثانية… سلاح هذه المعركة: التشكيك والتخوين المتبادلان، والطموحات التي لم تعد خافية، ومعارك إلغاء أشخاص … من على حق؟ ومن على خطأ؟ الإحتكام إلى الرأي العام لم يعد يجدي، فبماذا يؤثر الرأي العام؟.

في هذه الأثناء، صندوق النقد الدولي يقف مذهولا، السفينة اللبنانية تغرق، ومن على متنها يتقاذفون المسؤوليات: “حق عليك… لأ، حق عليك”. خلاف على من يدير الصندوق السيادي في وطن تبدو السيادة فيه وجهة نظر.

يحدث كل ذلك في وقت بدأ وباء كورونا ينتشر بشكل مخيف، ولجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية تعود إلى بعض الإجراءات المتشددة مدة أسبوع، بهدف السيطرة على انتشار الوباء والتأكد من حسن وصحة التدابير الوقائية المعتمدة.