IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الأحد في 04/10/2020

عندما يعلن أحد أطباء أكبر مستشفيات بيروت، أن المستشفى لم يعد يتسع لأي مريض كورونا، وأن الكابوس الذي تخوفنا منه أصبح واقعا، نكون دخلنا في نفق الكارثة.

مسؤولية هذه الكارثة تتحملها ثلاث جهات: الدولة والمستشفيات والمواطنون. الدولة مسؤولة لأنها وعدت ولم تنفذ. فأين وعود وزارة الصحة بتجهيز المستشفيات الحكومية؟، كم مستشفى جاهز لاستقبال مرضى كورونا اليوم؟. والأهم هل طواقم هذه المستشفيات، من أطباء إلى ممرضين إلى تقنيين، تعرف كيف تتعامل مع هذا المرض ولا سيما مع حالاته الخطرة؟.

أين فرق تتبع الحالات عملا لحصرها؟، وهل ممكن أن نعرف كم عدد العاملين في هذا المجال، وكيف يمكن أن يغطوا لبنان كله؟. أين التنسيق بين مختلف الوزارات، وبين الوزارات ولجنة الصحة التابعة لرئاسة الحكومة، أم نحن في برج بابل؟.

وكما الدولة، كذلك المستشفيات الخاصة مسؤولة. هذه المستشفيات، ومنذ ظهور حالة كورونا الأولى في لبنان في شباط الفائت، بدأت النعي: نريد أموالنا من الدولة حتى نتجهز. قد تكون الدولة قصرت، وقد تكون وزارة الصحة لم تفرج عن كامل المساعدات التي وصلتها لمحاربة كورونا، صحيح ولكن ماذا فعلت المستشفيات؟. القلة تجهزت واستقبلت المرضى وامتلات أسرتها، والأكثرية لم تفعل شيئا. انتظرت الأموال ونسيت أن مهمتها انسانية قبل كل شيء، وأنها ليست مجرد business يبغى الربح. فأين خططها؟، وأين أجنحتها الخاصة بمرض كورونا، وأين التنسيق في ما بينها لنقل المرضى من المستشفى الممتلىء إلى الأقل امتلاء؟.

أما المسؤولية الثالثة، فعلى اللبناني “الحربوق”، الذي لا يريد أن يصدق أن كورونا مرض وحقيقة، وأن التحايل عليه لا ينفع. وكما اللبناني “الحربوق”، كذلك رؤساء بلديات المناطق الذين تلاعبوا اليوم بقرار الإغلاق من قبل الدولة، بشعبوية مقرفة.

نعم كورونا مش كذبة، فأوقفوا كذبكم واعترفوا ولو لمرة واحدة أنكم أخطأتم. اعترفوا أن مرضى يموتون في منازلهم. اعترفوا أن مرضى يطلب نقلهم من حرار في عكار إلى النبطية، وهم بحاجة إلى خمسة عشر ليتر أوكسيجين في الدقيقة الواحدة.

اعترفوا أنكم كذبتم وفشلتم، واعترفوا أنكم خسرتم جولة في سباق قاس مع مرض الكورونا اليوم، قبل أن تضطروا غدا للقول: خسرنا الحرب ونحن مجرمون.