IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “lbci” المسائية ليوم الإثنين في 2/1/2017

منذ متى كان الفرح جريمة؟.

من يهاجم الشهيد أو الضحية أو القتيل، سموهم ما شئتم، هو في صف الإرهابي والقاتل، ونقطة على السطر. فالموضوع لا يحتمل لا اجتهادا ولا جدلا ولا ترفا فكريا. القاتل قاتل والقتيل قتيل، وعلى الأحياء ان يختاروا: إما ان يكونوا مع القاتل فيكونوا قتلة مثله، وإما ان يكونوا مع الضحايا والشهداء، فيعبرون عن ذلك تعاطفا وكتابة وكلاما وأحيانا صمتا.

ريتا والياس وهيكل، ثلاثة شهداء، مثلهم مثل شهداء من ست عشرة جنسية سقطوا في ملهى “رينا” في اسطنبول، بينهم السعودي والأردني والتونسي والعراقي والهندي والبلجيكي والكندي والالماني والروسي وغيرهم. هؤلاء كانوا قرروا ان يعيشوا حياتهم كما يريدونها وكما يفرحون، ولا يحق لأحد ان يمنعهم: لا الإرهابي الذي يضع حدا لحياتهم، ولا الإرهابي الذي يلاحقهم بعد الوفاة.

هذا في البعد الإنساني والشخصي، أما في البعد الإجتماعي، فمنذ متى كان الفرح جريمة؟، ومنذ متى كان السفر إرهابا؟، لنتذكر قبل الأعياد، ألم يرد في تقارير صحافية في لبنان أن سبعمئة ألف بين سائح ومغترب سيأتون ليعيِّدوا في لبنان،؟ هل الشماتة تجوز على هؤلاء لأنهم قرروا السفر من حيث هم ليأتوا إلى لبنان، كما شمت البعض بالذين سافروا إلى تركيا؟

بعض التعليقات التي انتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي، في حق اللبنانيين الذين كانوا يمضون ليلة رأس السنة في اسطنبول، توازي الرصاص الذي أطلق على هؤلاء اللبنانيين، فهذا الرصاص إرهاب ومثل هذه التعليقات إرهاب، والإرهاب عقابه معروف سواء أكان إرهابا أمنيا أو إرهابا فكريا.

ريتا والياس وهيكل شهداء لأنهم قرروا ان يشهدوا للفرح وللأمل وللمستقبل. وشهداء لأنهم قرروا ان يعطوا أمثولة للارهابيين ان القتل لا ينتصر. الياس وهيكل على موعد بعد نحو ساعتين من الآن مع تكريم من ملعب غزير حيث تخاض مباراة بين الحكمة والتضامن: الياس كان من مشجعي الحكمة، وهيكل كان مدرب اللياقة البدنية في التضامن، فهل أفضل من تكريمهما الليلة في مباراة فريقيهما؟.