IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في” ليوم الأحد في 07/10/2018

بين تفاؤل الحريري وتشاؤم بري وما بينهما، معيار “التيار” 5 بواحد، تم تمديد جهود التأليف إلى ما بعد عودة رئيس البلاد من أرمينيا التي يصلها الأربعاء المقبل ويعود منها الجمعة، في وقت ينطلق وزير الخارجية جبران باسيل في جولة عربية لدعوة ملوكها ورؤسائها إلى القمة العربية الاقتصادية التي ستعقد في بيروت مطلع العام المقبل.

وفي خضم الحديث عن عد عكسي لولادة الحكومة من دون تحديد زمن هذا العد، برز موقف مخالف لتوقعات الحلفاء، من وليد جنبلاط، وغير معاكس للتيار في مقاربة كلام الوزير باسيل الأخير حول معايير التمثيل ومقادير الحصص، وأعطى الأمر تفسيرات وتبريرات لموقف جنبلاط- قد لا تصمد طويلا- تصب في الخانات الاتية:

أولا، أخذ مسافة من “القوات” وعدم ربط الحصة الجنبلاطية بالعلاقة مع أو التحالف مع “القوات”، وتأكيد استقلالية القرار الجنبلاطي.

ثانيا، توجيه رسالة إلى باسيل بأن الأمور قابلة للنقاش وان جنبلاط والتكتل الذي يرأس ليس حجر عثرة أمام تشكيل الحكومة، وان المقعد الدرزي الثالث قد يكون مساحة تفاهم مشتركة للتأسيس عليها للمرحلة المقبلة.

وثالثا، اجراء مراجعة سريعة لواقع التطورات الاقليمية وما سيكون عليه مآل الأمور في الأشهر المقبلة في لبنان والجوار.

في هذا الوقت تعود الأمور تدريجيا وبشكل ايجابي إلى مساراتها الطبيعية بعد كلام النائب ياسين جابر لجهة تصفية ذيول الاشكال مع العهد، ويثمن “حزب الله” عاليا موقف سيد العهد ويقدر في الموازاة واقعية الرئيس الحريري وحرصه على الاستقرار الداخلي وفك الارتباط مسبقا بين أي مستجد أو عامل قد يتخذ ثغرة للنفاذ إلى قلب المشهد الداخلي، في حين تنتظر أميركا أول تشرين الثاني موعد بدء تطبيق العقوبات الجديدة النفطية على ايران، وتنتظر ايران منتصف الشهر عينه موعد الانتخابات النصفية في أميركا لمعرفة أي منقلب سينقلب اتجاه الريح الأميركية.

ومن التوتر الأميركي- الايراني، إلى الاهتزاز التركي- السعودي بعد اختفاء الصحافي السعودي المعارض جمال الخاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول. سيل من التسريبات التركية والأميركية يؤكد مقتل الخاشقجي، مع جملة اعتراضية لأردوغان عن ان الأمور ليست نهائية بعد. ومع ان المسألة بعيدة عن لبنان وتخص المعنيين بها، إلا ان اللافت ان أصدقاء إحدى الدولتين في لبنان، وهم في تزايد ومزايدة هذه الأيام، لم يرف لهم جفن في قضية الخاشقجي، ولم يستفيقوا على قدسية حرية التعبير التي دبجوا البيانات وبثوا الافتراءات ضد العهد في لبنان، وبكوا وناحوا ولطموا صدورهم ونتفوا شعورهم في سبيلها، ولم تستفزهم مواقف ترامب المهينة بحق الدولة الشقيقة والتي لو قالها روحاني أو بوتين لكانوا زلزلوا الأرض وحرقوا الأخضر واليابس من طهران إلى استراخان.