IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الإثنين في 26/10/2015

newtv

ملأتِ المملكةُ اليومَ فراغَ الدولةِ برجلٍ مِن رُتبةِ أمير هو عبدُ المُحسن لآل سُعود  مُتحصّناً بلقبِه  ضُبطَ في مطارِ بيروتَ متلبساً بتهريبةِ العصر والتهريبةُ ليسَت أثاثاً منزلياً ولا قِطعاً أثرية بل أثاثٌ دماغيٌّ يَنهى عن المعروف ويستحضرُ المُنكر هي عاصفةُ حزمِ الحقائبِ المخدّرة وضبطها متلبسةً بالطردِ المشهود طُنانِ مِن حبوبِ الكبتاغون قُدّرت قيمتُهما بمئتينِ وخمسينَ مِليونَ دولار وإذا ما قرّشَت بالعُملة السُّعوديّة يَصلُ الحسابُ إلى أكثرَ مِن تسعِ مئةِ مِليون ريال  طُنانِ مِن الممنوعاتِ مُعلّبةٌ كالحقائبِ الدبلوماسية ممهورةٌ بالخاصّ وعلى الطرودِ شعارُ المملكة السّفيرُ السُّعوديُّ اتّصلَ بالمعنيينَ مُستفسراً ولاذ بصَمتٍ لا كلامَ حولَه ولا قوة  في الشكلِ يٌسجلٌ للعينِ الأمنيةِ وقُوى الأمنِ تَحديداً صيدُها الثمين وللقاضي داني شرابية استجوابٌ جرئٌ عابرٌ للأمراءِ بحيث أظهرَ المحامي العامُّ الاستنئافيّ في جبل لبنان أنّ في هذا الجسمِ القضائيّ فئةً لا تَرتضي بدورِ “شرابةِ الخِرج” لدى السُّلطةِ السياسية  وفي المَضمونِ وُجهةُ التخدير كانت لمملكةٍ تحكمُ في هذهِ الجرائمِ بحدِّ السيف وتُنزلُ حُكمَها المُبرَمَ بقطعِ الرأس بحقِّ متعاطيها ومروّجِها والمتاجرِ بها ولأنّ الجرمَ حدث في الأجواءِ اللبنانية فالحكمُ متروكٌ لتحقيقٍ نفى فيه وزيرُ الداخلية تلقيَه أيَّ اتصالٍ بشأنِ الأميرِ الموقوف والتحقيقُ يَجري بشكلٍ جادّ ومِن دونِ ضغوط ومن أميرِ التهريب إلى أمراءِ السياسةِ الذين تَحلّقوا حولَ طاولةِ الحوار في جلستِه الثامنِة بغياب فؤاد وبطرس بداعي السفر واعتذاِر جنبلاط بتقريرٍ طِبيّ  وحدَه الكتائبُ علّق المشاركة في طاولة ما لامست هم المواطن ثلاثُ ساعات  نالت منها مواصفاتُ الرئيسِ حِصةَ الحوار وأجملُ ما في تلك المواصفات أن يكونَ الرئيس “طالعة ريحتو” تماشياً مع الموضة السائدة وشرُّ البلية ما يبكي ولن يَضحك طُوْفانُ النُفايات الذي اجتاح شوارعَ لبنان لم يبلُغْ زُبى ساحةِ النجمة إذ تُركت السيولُ إلى نِصفِ الساعةِ الأخير من جلسةِ الحوار لكنّها لم تجرُفْ معها قراراتٍ بحجمِ الكارثة ولم تحرّكْ ساكنَ استقالة ولم تكسِرْ من عُنجهيّةِ سلطةٍ لا تعلنُ حالَ الطوارئ وجُلُّ ما توصلت إليه تحقيقاتُ رئيسِ الحكومة أن أرتال النُفايات وهي تغزو الطرقات مجردُ فيلمٍ قصيرٍ فبرك في عزّ صيفٍ وأنَّ الأمطارَ ما هي إلا مؤثراتٌ مشهديةٌ وصوتية خيالُ سلام لم يكن تمام واصطناعُ فيلم الهروب إلى الأمام لا يُعفيهِ من المسؤولية وأبعدُ من أفلامِنا المدبلجة وكلامِ رئيسِ حكومتِنا المصطنع ثمة حقائقُ تتبلورُ بالصوتِ والصورة على الأرض الإقليمية فبعد عاصفةِ السوخوي ولقاءِ الكرملين بين بوتين والأسد بانت بشائرُ الوساطةِ العُمانية على الأرضِ الدمشقية بلقاءٍ جمعَ الأسد بوزيرِ الخارجية يوسُف بن علوي الذي أكّد حِرصَ السلطنة على وحدةِ سوريا واستقلالِها وللسلطنة الباعُ الطولى في مدِّ جسورِ التلاقي وحلِّ الأزَمات والتجرِبة أظهرت أنها تقودُ الوساطاتِ بعقلٍ باردٍ وتَجمَعُ الأضدادَ في الحديقةِ الخلفيةِ للصراعات وبشبكةِ صداقاتِها العابرة تحوّلت الى مِفتاحِ حلٍّ لكثيرٍ منَ الأزَماتِ المُعقّدة  واليوم مِفتاحُ بوابةِ الشام أصبحَ في عهدتِها.