IMLebanon

وزير الاقتصاد السويسري يؤكد صعوبة مسارات اتفاقيات التبادل الاقتصادي

SwissBanks
أكد وزير الاقتصاد السويسري يوهان شنايدرآمان هنا اليوم ان مسار مفاوضات التبادل الاقتصادي لم تعد ميسرة مثلما كانت عليه من قبل بسبب تباين المصالح وتقاطع اهتمامات الدول الاقتصادية وزيادة القدرات التنافسية.
وأوضح شنايدرآمان امام اعمال الدورة ال27 لمنتدى اوروبا لوسرن للاقتصاد والسياسة والعلم بمدينة لوسرن وسط سويسرا “ان الاتفاقيات الثنائية والمتعددة الاطراف لفتح الاسواق والتغلب على العوائق التصديرية ذات اهمية حيوية لاسيما للدول التي يعتمد اقتصادها على التجارة الخارجية بصورة اساسية مثل سويسرا.
واضاف “ان الشركات الصغرى والمتوسطة لها دور كبير في دعم الاقتصادات بشكل عام والسويسري بصفة خاصة حيث تبلغ قيمة ما تضخه في الاقتصاد المحلي قرابة 40 مليار دولار سنويا نتيجة اعتماد 70 بالمئة من تلك الشركات على التصدير فقط”.
ولفت الى ان “اهم مشكلات مسارات المفاوضات الثنائية او المتعددة الاطراف هو ظهور دوافع حمائية للدفاع عن الاقتصاد القومي للدول في الوقت الذي تسعى الى فتح اسواق دول اخرى لمنتجاتها وان سويسرا ليست استثناء من هذه الموجة التي تؤثر سلبا على حرية التبادل الاقتصادي”.
ورأى “ان المخرج من هذه المشكلات يتمثل في دور الشركات الصغرى والمتوسطة التي تشكل عصب الاقتصادات الوطنية ومن ثم يجب عليها التمسك بالابتكار والتميز في المنتجات ما يجعل ساحة المنافسة العالمية في صالحها بالمجالات التي تبدع فيها”.
واشار الى ان “دور الشركات الصغرى والمتوسطة ضروري ايضا في استحداث فرص عمل وتدريب الايادي العاملة الماهرة والمتميزة ومن ثم ايضا الحفاظ على مكانة مميزة في الاقتصاد العالمي سواء في الانتاج او الاستثمارات الاجنبية الخارجية او التصدير رغم صعوبة الاوضاع الاقتصادية العالمية”.
وأعرب الوزير السويسري عن “وجود خيبة أمل سائدة بين الشعوب لعدم وجود الديمقراطية والليبرالية التي لطالما تنبأ بها الكثير من المفكرين والساسة للترويج لمبادئ الليبرالية الاقتصادية وفتح الاسواق وتحرير التجارة العالمية اذ يعاني العالم الآن من تيارات قومية وأخرى متطرفة ومعهما حماية المصالح الاقتصادية على نطاق وطني وفي احسن الاحوال على صعيد اقليمي”.
وربط شنايدرآمان “بين النمو الاقتصادي في الدول الغربية وبين امكانات تلك الدول في استقبال عمالة اجنبية وافدة والتي لها دور مزدوج في زيادة الانتاج من ناحية وفي الاستهلاك من ناحية اخرى ما يمكن ان يضع العمالة الوافدة كعنصر تحفيز اقتصادي وليس مثلما تروج بعض التيارات على انها عنصر مثير للقلق في المجتمعات الغربية”.
وشدد على “ان التغيرات التي تشهدها السوق العالمية ليست سهلة فهي تتحول الى قوى ناشئة ذات كثافة سكانية عالية سواء في الصين او الهند او البرازيل او جنوب افريقيا كما ان الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الامريكية يسعيان لابرام اتفاقية تجارة حرة بينهما ان تم التوصل اليها فسيكون لها دوي هائل في المجال الاقتصادي”.
وأكد في الوقت ذاته “ان تفوق سويسرا في الاختراعات والابتكارات يجعلها في مركز قوة على الصعيد التصديري والقدرة التنافسية وهذا ايضا يعتمد على عدد جيد من الباحثين الاجانب الذين يعملون في المؤسسات العلمية السويسرية ومن ثم تستفيد سويسرا ايضا من الاجانب في القطاع العلمي”.
وكشف عن ان سويسرا تمكنت من ابرام 28 اتفاقية ثنائية مع 38 شريكا تجاريا حول العالم وان هذا العدد تضاعف في السنوات الاخيرة مع الدول المؤثرة مثل الصين والتي ادت الى زيادة حجم التبادل الاقتصادي بين البلدين بنسبة 12 بالمئة في غضون اشهر قليلة.
يذكر ان منتدى (اوروبا لوسرن) اختار لدورته ال27 موضوع مشكلة تغير الاسواق وانعكاس الحالة الاقتصادية لمختلف القوى الفاعلة على حركات التجارة العالمية بحضور الف شخصية من صناع القرار الاقتصادي والسياسي من سويسرا واوروبا والولايات المتحدة الامريكية والهند.

November 11, 2014 10:31 PM