IMLebanon

سلام: سأرمي قفازيّ في وجه المعطّلين

 

tamam-salam

 

 

يتريث رئيس الحكومة تمام سلام في الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء الى حين اكتمال كل عناصر ملف النفايات في مرحلة أولى، من أجل ان تكون الجلسة منتجة ومثمرة، وتنجح في إحاطته بكل ما يتطلبه من إجراءات وتحمل مسؤوليات ليسلك مساره نحو التنفيذ.

وهو إذ يأمل في أن يتوصل الى إنجاز ذلك هذا الأسبوع ليوجه الدعوة الى الوزراء، يتساءل: “هل المسموح المماطلة بعد في موضوع حساس ودقيق الى هذا الحد ولا يستدعي إجراءات تعجيزية، فيما الخلافات على أشدها وتعوق تحقيق أي تقدم؟”. ويضيف: “إذا فقدت الدولة هيبتها في التوافق على إجراءات في ملف كهذا، فكيف ستنفذه”.

أما اذا لم يسلك ملف النفايات طريقه في مجلس الوزراء الى التنفيذ، فإن سلام سيرمي قفازيه في وجوه المعطلين ويعتذر من اللبنانيين تحت وطأة الوضع القائم.

ويستغرب سلام كيف ان الكل متمسك بالحكومة وبعدم انهيارها ولكن شرط ألا يكون ذلك من حسابه. ويسأل: “كيف يريدون الحكومة ولا يساعدون على تذليل العقبات التي تعترض سبيل تفعيلها”؟.

صحيفة “الجمهورية” قالت إن الرئيس سلام استمر في قرع ناقوس التحذير من “انزلاق الواقع اللبناني نحو الانهيار في ضوء تَسرُّب الشلل الى السلطة التنفيذية”، مكرراً انه “إذا لم يعد من سبيل لالتئام مجلس الوزراء فلا ضرورة لهذه الحكومة”، بحسب ما نقل عنه زواره لعدد من صحف اليوم الإثنين.

ورأى سلام ان “الخشية لم تعد تقتصر على اهتزاز الحكومة نتيجة اشتداد الصراع السياسي فالمهم ان لا تهتزّ البلاد”، معتبراً انه “ما دام الصراع مستفحلاً بين القوى السياسية، ولم يتم التوصّل الى المخارج التي تحتاج اليها البلاد، وخصوصاً في موضوع انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فمن الطبيعي ان تتحوّل التراكمات السلبية لهذا الشغور نقاط ضعف تساهم في اهتزاز البلاد، وليس في اهتزاز الحكومة فقط”.

واوضح ان “مصالح البلاد والعباد لا يمكن ان تتوقّف، ومن أبرزها اليوم ما هو متراكم في ملف النفايات، هذا الموضوع الشائك والمعقّد والذي أيضاً يشكو من تراكمات مضت عليها أعوام طويلة”.

ولفت الى ان “ما توصّلنا اليه من حلول ومخارج وخطة، اذا لم يكن مدعوماً ومستنداً الى هيبة الدولة والى حكومة فاعلة وقرار موحّد، فكيف لنا ان نترجم الحلول؟ وخصوصاً ان هذه النفايات بالذات هي صناعة وطنية مئة في المئة، ويجب عدم المزايدة في شأنها، لا على مستوى القوى السياسية ولا على مستوى المناطق او الطوائف”.

وكرّر سلام أمام زوّاره تحذيره من الانزلاق نحو الانهيار: “منذ مدة وأنا أحذّر من ان الامور متجهة الى الأسوأ وليس الى الأحسن، ومن هذه التداعيات تَسرُّب الشلَل الى السلطة التنفيذية”، مشيراً الى “انني عندما أتحدث عن الانهيار لا أخترع شيئاً، فقد واجهنا ظروفاً كهذه في الماضي، وانهار بنتيجتها البلد، ولكن حينها كان هناك وضع عربي ودولي مستقرّ ساعدنا على الخروج من الانهيار، أما اليوم فإذا لم نساعد أنفسنا فما من جهوزية عند الآخرين لمساعدتنا. وكان لي كلام واضح في هذا السياق في جلسة الحوار الأخيرة من خلال مداخلة مسهبة بدأتها بالتحذير من ان الحوار مطلوب ومن الضروري متابعته وتفعيله وأن لا يكون سبباً في تعطيل عمل الحكومة”.

ونقل الزوّار عن سلام قوله حيال مآل تعطيل عمل الحكومة وانعكاس ذلك على مصيرها: “كنتُ واضحاً منذ نحو شهرين عندما أعلنتُ ـ وما زلتُ متمسّكاً بما قلته ـ انه اذا لم يعد هناك سبيل لالتئام مجلس الوزراء فلا ضرورة لهذه الحكومة، لكن نسعى في شكل حثيث لمتابعة هذا الموضوع، ليس فقط لعقد جلسة طارئة في شأن النفايات، بل لعقد جلسات في شأن مواضيع اخرى، إذ تَراكَم على جدول الأعمال ما يفوق 300 موضوع، وكلها مواضيع معيشية وحياتية واجرائية لتسهيل امور الناس والبلاد”.