IMLebanon

الطريق إلى الإليزيه تمر من لبنان؟!

تستقطب الانتخابات الرئاسية الفرنسية في الربيع المقبل اهتمام الكثير من الذين يشعرون بثقلهم الانتخابي في المعركة في ضفتي اليمين واليسار، بما يحمل بعض المرشحين لدخول الاليزيه على زيارة بيروت كسباً لدعم الفرنسيين من اصل لبناني ان في لبنان او في فرنسا.

وتقول اوساط سياسية عربية مقيمة في العاصمة الفرنسية للوكالة “المركزية”، انّ لبنان الدولة والشعب يتمتع بحيز واسع من اهتمام الحزبين المتنافسين ويشكل ورقة يسعى المرشحون لاستثمارها ايجاباً بما يرفع حظوظ فوزهم، وهم للغاية وبعدما أمنوا قنوات التواصل لكسب ودّ اللبنانيين المقيمين في بلادهم ممّن يحملون الجنسية الفرنسية يعتزمون زيارة لبنان للتواصل مع اولئك الذين عادوا اليه وسيدلون بأصواتهم في السفارة في بيروت.

واذا كان حزب اليمين حسم خياره ورشّح فرنسوا فيّون في خطوة شكلت مفاجأة كبرى للفرنسيين عموماً وللحزب في شكل خاص بعدما صبت كل التوقعات واستطلاعات الرأي لمصلحة آلان جوبيه، فإنّ اليسار يترقب نتائج الانتخابات التمهيدية في شباط المقبل على وقع تساؤلات عما اذا كانت مفاجأة اليمين ستنسحب على حزبهم في زمن المفاجآت الكبرى التي حملت دونالد ترامب الى البيت الابيض في واشنطن، فيحظى وزير الاقتصاد الفرنسي السابق ايمانويل ماكرون بشرف اعلان ترشيحه للرئاسة الفرنسية على حساب رئيس الوزراء ايمانويل فالس وبنوا هامون ليواجه فيّون ومرشحة التطرف مارين لوبان. وتكشف الاوساط في هذا المجال، عن انّ ماكرون سيزور لبنان قبل نهاية الجاري لعقد اجتماعات مع المسؤولين وبعض السياسيين في اطار برنامج حملته الانتخابية التي افرز حيزاً لا بأس به فيه للبنانيين من حاملي الجنسية الفرنسية في ضوء ما اظهرته استطلاعات الرأي حول مدى تأثير الصوت اللبناني في الانتخابات الرئاسية .

والى ماكرون، تضيف الاوساط انّ لوبان عازمة بدورها على ان تكون لها محطة لبنانية في النصف الاول من شهر شباط المقبل حيث تتطلع الى عقد اجتماع مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وعدد من المسؤولين والشخصيات السياسية. علماً انّ فيون كان سبق منافسيه في زيارة لبنان منذ نحو عام وانتقل منه الى اربيل ـ العراق متأبطاً ملف مسيحيي الشرق الذي يتبناه كورقة قوة لمصلحة ترجيح فوزه، وعقد سلسلة اجتماعات مع شخصيات مسيحية مؤثرة وفاعلة في المنطقة، خصوصاً ممن يشاطرونه الرؤية ازاء وضع المسيحيين في المنطقة ويجهدون على خط تثبيت وجودهم ومنع استمرار نزف الهجرة في اتجاه الخارج في ضوء قناعة تولدت لديهم ان تفريغ هذه البقعة من العالم من المسيحيين سيسقط عنها ميزة التنوع والفرادة التي تتمتع بها. ويسعى فيون من هذه البوابة كما تضيف الاوساط، الى اعادة المسيحيين الى ديارهم في العراق وسوريا وتعزيز وجودهم في مصر وفلسطين حيث انخفض عدد المسيحيين في مهد المسيحية الى درجة غير مسبوقة. وتعمل فرنسا بالتعاون مع الفاتيكان وروسيا على تعزيز هذا الوجود بعد ارتفاع منسوب موجة الارهاب مع “داعش” واخواتها وتعرض المصالح المسيحية في المنطقة عموما لخطر كبير في ظل خطط التدمير الممنهجة لاقتلاعهم من جذورهم في الشرق.