IMLebanon

خوف المسيحيين (بقلم بسام أبو زيد)


كتب بسام أبو زيد

يخشى العديد من الجماعات والشخصيات في المجتمع المسيحي أن تتصاعد بعد الانتخابات النيابية، إذا جرت وفق صيغة المختلط، أصوات الثنائي المسيحي تشتم هذه الصيغة وتقول إنها لم تحقق التمثيل الحقيقي والصحيح للمسيحيين، وأن نعود إلى دوامة المطالبة بقانون جديد بعد أربع سنوات.

الحديث عن هذا الواقع يأتي من خلال تجربة قانون الـ60 المعدل، إذ إنه كان بالنسبة لفريق “التيار الوطني الحر” الوسيلة التي أعادت للمسيحيين حقوقهم. وقد نزل الجميع عند رغبة هذا التيار في تبني هذا القانون الذي ما أن لعنه العماد ميشال عون وحتى قبل أن يصبح رئيسا للجمهورية حتى لعنه الجميع.

ولكن بالعودة إلى الصيغة المختلطة التي كان الوزير جبران باسيل قد أخرجها إلى النور وأيدها رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، نرى أن هذه الصيغة قد احتفظت بما كان موجودا في قانون الـ60 في دوائر مسيحية عدة، أي بالاقتراع وفق النظام الأكثري، ما لن يسمح لمستقلين أو قوى مسيحية أخرى تحصل على أقل من 50 % من الأصوات، أن تتمثل في البرلمان، وهذا هو الحال في المتن وكسروان وجبيل والكورة والبترون وبشري وجزين وغيرها. فما الذي يمنع من أجل صحة التمثيل وتمثيل الجميع ان يكون المتن وفق النظام النسبي، وكذلك مثلا دائرة انتخابية تضم كسروان وجبيل، ودائرة أخرى تضم الكورة والبترون وبشري؟ودائرة جزين؟ أليس ذلك أفضل بالنسبة لصحة وحقيقة التمثيل المسيحي؟

لا تكمن مصلحة المسيحيين في هذا البلد بقانون يؤمن لهم مصالح انتخابية آنية، بل بصيغة انتخابية تضمن لهم على مدى عقود طويلة لعب دورهم على الساحة الداخلية رغم التناقص المستمر في ديمغرافيتهم، وهو أمر يجب الاعتراف به وعدم دفن رؤوسنا في الرمال.

قد تكون عملية إجراء انتخابات نيابية خارج القيد الطائفي مع قانون إنتخابي يعطي الصوت المسيحي على كامل مساحة لبنان قيمة مضافة في الاقتراع، إضافة إلى إنشاء مجلس للشيوخ برئاسة مسيحي ومناصفة بين المسلمين والمسيحيين، هو المخرج الأساس للمأزق الذي قد يعيشه المسيحيون في السنوات المقبلة، إذا لم تكن لأهمية الصوت المسيحي في بنت جبيل وبعلبك الهرمل وعكار مثلا، الأهمية ذاتها للصوت المسيحي في كسروان وبشري.

وعلى هذا الأساس لا يفترض بالثنائية المسيحية استعجال قانون للإنتخابات النيابية، لأن المعركة المقبلة ليست معركة على رئاسة جمهورية،بك بل هي معركة على وجود وفعالية، تفترض أن يشعر المسيحي انه ليس أقلية، وأنه إن كان كذلك فهو أقلية يحسب الحساب لها لأنها تقرر بغض النظر عن تحالف من هنا وتحالف من هناك قد تسقطه مصالح سياسية ليسقط معه المسيحيون.