IMLebanon

نقاط على ورقة إيرانية (بقلم الياس الزغبي)

من الآن وحتى ١٢ أيار المقبل، موعد القرار الأميركي الجديد عن مصير الاتفاق النووي مع إيران، ستتضح معالم الوضع السوري أكثر فأكثر، وبالتحديد في ما يتصل بالوجود العسكري الإيراني وميليشياته التي استجمعها من العراق ولبنان وأفغانستان وشيعة الدياسبورا شرقاً وغرباً.

وقد كشفت الضربتان الأخيرتان الإسرائيلية والغربية جانباً ممّا يتم بحثه بشكل متزامن في الحوار الأميركي الروسي من جهة، والعربي التركي الأوروبي من جهة ثانية.

وأبرز ما في هذه الحوارات بت مصير النفوذ الإيراني في سوريا بموافقة روسية وتركية قبل الانتقال إلى الساحات الأخرى في العراق واليمن ولبنان. وهذا ما يفسّر الامتعاض الإيراني الشديد من وقوف القوات الروسية متفرجة على الضربات الإسرائيلية والغربية، وتوجّس طهران من الخطوط المفتوحة بين موسكو وواشنطن.

وقد جاء الكشف عن تحضير قوة عربية مشتركة لشرق سوريا وبعض شمالها ليزيد مخاوف إيران، فيما يندرج تكرار القيادة الإيرانية تهديدها شبه اليومي لإسرائيل بالرد على غارة مطار “تي – فور” في خانة الارتباك والإحساس باستفرادها. وهي باتت أمام خيارين أحلاهما مرّ:

فإذا تراجعت عن تنفيذ تهديدها تكشف عن حالة عجز ستنعكس سلباً وتلقائياً على نفوذها في المنطقة العربية وعلى أذرعها المسلّحة خصوصاً في لبنان واليمن.

وفي حال نفذت التهديد ستعطي التبرير لكل الأطراف بإخراجها من اللعبة السورية بوتيرة أسرع.

امّا الاحتمال الثالث، أي قيامها بعملية صغيرة وشكلية بواسطة “حزب الله” على غرار الألعاب النارية في مزارع شبعا ردّاً على غارة الجولان قبل أكثر من ٣ سنوات، فلن يحول دون انكشافها عسكرياً وسياسياً، ودفع ثمن التوافق الإقليمي الدولي.

والثابت أن الخسارة الإيرانية في الميدان السوري ستؤدي إلى خسارة سياسية، وتحديداً مع انتهاء ثلاثية آستانه حيث لإيران ثلث القرار، والعودة إلى جنيف حيث لا قرار لها.

ويبقى أن الانتخابات اللبنانية ستجري على وقع هذه التطورات، إلّا إذا كان الطرف الإيراني الذي يتحسّس ما ينتظره سيهرب إلى الأمام ويقلب، إذا استطاع، الطاولة في لبنان، طالما أن ذلك بات مستحيلاً في سوريا واليمن.