IMLebanon

التشكيل المريب (بقلم بسام أبو زيد)

شيء ما تسوده الريبة في عملية تشكيل الحكومة الجديدة، إذ ان كل الاتصالات والجهود المبذولة في هذا الإطار لا توحي أن هناك جدية في عملية التشكيل، والأمر يشبه استقالة من هذا الاستحقاق من دون معرفة الأسباب الحقيقية.

لقد كان الرئيس المكلف سعد الحريري متحمسا لتشكيل حكومة بسرعة ينطلق فيها من أجل البدء بتنفيذ مندرجات مؤتمر “سيدر”، وقد قوبل هذا الحماس بحماس مضاد من قوى سياسية فاعلة تركز على مطالب بمناصب وحقائب جعلت حركة الرئيس المكلف شبه مستحيلة، إذ إنه لا يملك العصا السحرية للتوفيق بين هؤلاء، كما أنه لا يملك القدرة على إقناعهم بتقديم تنازلات وحتى على إبقاء القديم على قدمه.

إزاء هذا الواقع تركت الأمور على حالها باعتبار أن الجميع قد يشعرون في النهاية أن السفينة ستغرق بهم جميعا نتيجة وضع اقتصادي يتدهور يوما بعد آخر، فيسارعون إلى تدارك الأمور واستنباط حلول يرضى عنها الجميع من أجل الحفاظ على الحد الأدنى من الإستقرار في مختلف المجالات.

إن هذا الواقع هو كمن يمارس الألعاب الخطرة والتي قد تودي بحياته، ومنها ما يعرف بالروليت الروسية، فلبنان اليوم يتعرض لمحاولات إطلاق النار على رأسه ولكن الرصاصة القاتلة لم تنطلق بعد إلا أنها موجودة، وإن استمرت هذه اللعبة فهي ستنطلق لا محالة كي تصيب منا مقتلا في الاقتصاد وغيره، والمطلوب بشكل فوري هو الكف عن ممارسة هذه اللعبة وعودة اللاعبين إلى رشدهم كي ينقذوا أنفسهم والبلد.

لقد كان واضحاً منذ ما قبل الانتخابات ولحظة انتهائها أيضا أن الموضوع الحكومي لن يكون سهلا، فهذه المرة خرج مسار التأليف أكثر من المرات السابقة من يد الرئيس المكلف، كما ان المطالب خرجت عن الدائرة المعتادة إلى مساحة مفتوحة دخل إليها “حزب الله” بقوة وسط حملة عربية ودولية تستهدفه، ولا بد من الإشارة أيضا إلى أن وضع الرئيس المكلف على الساحة السياسية ليس كوضعه في المرات السابقة التي كلف بها تشكيل الحكومة، فأسلحة المواجهة التي كان يمتلكها قد تراجعت ويبقى في يده القليل منها وأبرزها رفع الصوت أن الوضع الاقتصادي سينهار فوق رؤوس الجميع.