IMLebanon

السيارات بلا مفاتيح… في دائرة الخطر

كتب شادي عواد في صحيفة “الجمهورية”:

تتطوّر طرق حماية السيارات من السرقة باستمرار، لكن في المقابل تتطوّر أيضاً الطرق التي يتمّ من خلالها كسر التشفيرات والكودات، ما يعيدنا الى نقطة الصفر في مجال الحماية.

أخذت ظاهرة سرقة السيارات منحىً جديداً في الفترة الأخيرة، وَضع السيارات التي تعمل دون مفاتيح المعروفة بتقنية «Keyless entry» في دائرة الخطر، بعدما كانت في الفترة السابقة تُعتبر عملية سرقة هذا النوع من السيارات من الأمور شبه المستحيلة دون وجود مفتاحها الأصلي لتشغيلها. فأصحاب السيارات التي تعمل من دون مفتاح، أصبحوا عرضة لخسارة سياراتهم خلال دقائق، بعدما ظهر جهاز إختراق وقراءة التردّدات اللاسلكية، والذي يقوم باختراق معلومات تعريف السيارة اللاسلكي، أو ما يُعرف بـ»RFID» من بعد دون معرفة أحد بذلك، ما يجعل مئات الآلاف من السيارات المركونة في الشوارع والمواقف عرضة للسرقة لاسلكياً. وبحسب دراسة أجراها باحثون ألمان من المتخصصين بأمن السيارات، فقد تبين أن فتح السيارة أصبح سهلاً جداً، وأشاروا الى أنه في أوروبا تزايدت سرقة السيارات بنسبة 30% بفضل هذه التقنية، ونصحوا أصحاب السيارات التي تعمل بدون مفتاح أخذ إحتياطاتهم عن طريق تثبيت أقفال على عجلة القيادة.

فتح وتشغيل السيارة
إن جهاز إختراق وقراءة الترددات اللاسلكية قادر على فتح وتشغيل أي سيارة تعمل بدون مفتاح تقريباً، وذلك عبر سرقة الكود الذي يتم تبادله بين المفتاح والسيارة. والسبب أن السيارات العاملة بدون مفتاح هي عرضة للسرقة، هو لأنه يمكن تشغيلها عبر زر تشغيل، وليس عبر إدخال المفتاح في الكونتاك.

إعتراض الكودات
يمكن إعتراض وسرقة كود التشفير من خلال عدة طرق، أبرزها عبر توصيل جهاز قراءة الترددات بجهاز لابتوب، ثم تشغيل برنامج قادر على مراقبة الترددات لقراءة اﻹشارات التي يتم نقلها بين المفتاح والسيارة. وتتم هذه العملية في الوقت الذي يقوم به صاحب السيارة بفتح أو تسكير الأبواب. أما في السيارات التي تعمل من دون مفتاح، لا حاجة لإنتطار صاحبها لفتح أو تسكير الأبواب، لأن المفتاح يعمل دوماً على إرسال الإشارات والكودات على مدار الساعة. وفي هذه الحالة يمكن الحصول على الكود بمجرد التواجد قرب المفتاح. وبعد رصد ومعرفة جهاز قراءة الترددات اللاسلكية للكودات والإشارات الصادرة عن المفتاح، يمكن مهاجمة نظام السيارة عبر إستنساخ الكودات والإشارات وبثها، ما يخدع السيارة لكي تستجيب بالتردّد المشفّر الخاص بها.

وبذلك يكون المخترق قادراً على فتح أبوابها وتشغيلها بسهولة. وبالإضافة الى أجهزة إختراق التردّدات التي يجب وصلها على لابتوب، هنالك أجهزة تعمل بطريقة مستقلّة تشبه في شكلها الهاتف الذكي. وتقوم هذه الأجهزة بقراءة واعتراض الكودات والإشارات وحفظها، وإرسالها مجدّداً الى نظام السيارة لخداعه. ويعمل اللصوص خلال عملية الإختراق على تقوية إشارة مفتاح السيارة اللاسلكي لتوسيع مدى التغطية اللاسلكية من خلال جهاز الإعتراض نفسه، وذلك لجعل أجهزة السيارة تتعرّف الى وجود المفتاح في المحيط القريب جداً من السيارة لجعلها تسمح بفتح الأبواب وتشغيل المحرّك.