IMLebanon

الذهب يفشل بالإفادة من الحرب التجارية

كتب طوني رزق في صحيفة “الجمهورية”: 

الحرب التجارية أصبحت واقعاً لا توقعات، لكنّ الذهب وميزته كملاذ آمن فَشل بشكل دراماتيكي من الافادة من هذه الحرب. ويوصي الخبراء محبّي الذهب بمراقبة الدولار والسندات الاميركية لمعرفة اتجاهاته المستقبلية.

قال وزير المالية الفرنسي، برونو لومير، إنّ على الولايات المتحدة أن تتوقع رد فعل قوياً وموحّداً من أوروبا، في حال فَرض أي زيادات أخرى للرسوم الجمركية، مُحذّراً من أنّ حرباً تجارية تدور بالفعل.

موضحاً أنه «إذا حدثت زيادة في الرسوم الجمركية على صناعة السيارات مثلاً، فإنّ رد فعلنا سيكون موحداً وقوياً بما يُظهِر أنّ أوروبا قوة موحدة وذات سيادة».

وتابع انه لم يعد السؤال إن كانت ستقع حرب تجارية أم لا، فالحرب بدأت بالفعل. وبالفعل فقد أصبحت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين حقيقة واقعة، بعد عدة جولات من المحادثات الفاشلة.

وقد كشفت هذه الحرب الدائرة فشل المعدن الاصفر بالاستفادة من تصاعد التوتر العالمي لتحقيق مكاسب تَوقّعَ الكثيرون أن تكون كبيرة، لكنّ ذلك لم يحصل. ولا يزال الذهب، وهو ملاذ آمن تقليدي، يسجّل خسائر إضافية.

وكانت جولة رفع التعريفات الجمركية الأولية للرئيس الأميركي ترامب على الصين، قد دخلت حيّز التنفيذ في نهاية الاسبوع الماضي. وإضافة الى ذلك، هدّد ترامب بفرض تعريفة إضافية على سلع صينية بقيمة 500 مليار دولار إذا ما قامت الصين بالرَدّ.

من جهتها، تعهدت الصين بالرَد على الفور وبالمِثل. وعليه، من الواضح أنّ الولايات المتحدة والصين في حالة حرب تجارية قاسية وطويلة. ومع ذلك، لا توجد علامات على التوتر في الاسوق بما يكفي لتعزيز الطلب مجدداً على الذهب.

ولم يتمكن الذهب من أن يلتقط الظرف المناسب والافادة من دوره التقليدي كملاذ آمن، ولكنه اكتفى بتقليص الخسائر. وحالياً، يتم تداوله حول مستوى 1259 دولاراً.

إنّ رد الذهب الضعيف على الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين يجعله أكثر عرضة للتأثيرات من عائدات سندات الخزينة في الولايات المتحدة، ومن تحركات اسعار الدولار الأميركي. وإذا جاءت أرقام الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة وأرقام نمو الأجور أعلى من التقديرات، يتوقع الخبراء ان يتعرّض المعدن الأصفر للمزيد من عمليات البيع وهبوط الاسعار.

من جهة أخرى، صرّح البنك الفيدرالي أنّ النزاعات التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين الرئيسيين في الصين، والاتحاد الأوروبي، وكندا والمكسيك يمكن أن تسبّب تباطؤاً في النمو الاقتصادي. وبالتالي، كان هناك بطء في وتيرة رفع أسعار الفائدة. فإذا تصاعد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين وجاء تقرير الوظائف أضعف من المتوقع، سيؤدي ذلك إلى إقبال المستثمرين على سندات الخزينة الآمنة. وهذا من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع أسعارها، وبالتالي انخفاض العائدات.

فإذا هبطت العائدات على السندات الاميركية، فإنّ الدولار سوف يصبح استثماراً أقل جاذبية. فإذا حدث ذلك، فإنّ الطلب الأجنبي على الذهب المقوّم بالدولار سيزداد، مما سيرفع أسعار الذهب مجدداً.

وعليه، ينصح المستثمرون بالذهب أن لا يقلقوا كثيراً من عناوين الأخبار، ويكفي ان يراقبوا عائدات سندات الخزينة الأميركية ثم الدولار الأميركي. لأنّ هذين المؤشرين كافيان للإشارة الى أين تتجه اسعار الذهب، وليست العناوين الرئيسية الاخرى.

أسواق أميركية

فتحت الأسهم الأميركية على ارتفاع يوم امس لتتجه صوب تحقيق مكاسب لليوم الثالث على التوالي، بعد بيانات الوظائف الأميركية القوية الأسبوع الماضي، والتي ساعدت المستثمرين على تَنحية المخاوف التجارية جانباً. وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 62.72 نقطة بما يعادل 0.26 بالمئة ليفتح عند 24519.20 نقطة. وزاد مؤشر ستاندرد اند بورز 500 بمقدار 8.69 نقطة أو 0.31 بالمئة مسجلاً 2768.51 نقطة. وصعد مؤشر ناسداك المجمع 43.36 نقطة أو 0.56 بالمئة إلى 7731.75 نقطة.

وفتحت الأسهم الأوروبية على صعود مع استمرار حالة التفاؤل بشأن قوة الاقتصاد العالمي، رغم تصاعد الخلاف التجاري بين الصين والولايات المتحدة وأزمة جديدة في الحكومة البريطانية تتعلق بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي. وارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.5 بالمئة، وفايننشال تايمز 100 البريطاني 0.4 بالمئة. وتأثرت الاسواق المالية البريطانية امس باستقالة وزير الخارجية بوريس جونسون، فارتفعت الأسهم البريطانية فيما هبط الاسترليني.

إرتفع مؤشر نيكي للأسهم اليابانية إلى أعلى مستوياته في أسبوع، في ظل نمو الوظائف الأميركية الذي شجّع المستثمرين على الشراء. وزادت أسهم شركات التكنولوجيا والبنوك، إذ صعد سهم تي.دي.كيه 4.2 بالمئة، وأدفانتست 2.5 بالمئة، ومجموعة ميتسوبيشي يو.إف.جيه المالية 1.6 بالمئة.

بورصة بيروت

شهدت بورصة بيروت حركة تداول نشطة أمس جرى خلالها 30 عملية تبادل شملت 10 اسهم، إنتهت بتسجيل سعر سهم سوليدير بنوعيه تراجعاً. فانخفض سعر سهم الفئة «أ» 1.37% ليقفل على 7.15 دولارات، وسعر سهم الفئة «ب» بنسبة 2.75% ليقفل على 7.07 دولارات. كذلك تراجع امس سعر سهم بنك عوده اسهم تفضيلية فئة «I» بنسبة 1.10 % ليقفل على 93.95 دولارا، وسعر سهم بنك بيبلوس بنسبة 5.40% ليقفل على 1.40 دولار.

في حين ارتفع سعر سهم بنك عوده اسهم تفضيلية فئة ‹j» بنسبة 4.75% ليقفل على 97.95 دولارا. بلغ مجموع الاسهم المتداولة امس في بورصة بيروت 451599 سهما بقيمة 5334580 دولارا، وتراجعت القيمة السوقية للاسهم بنسبة 0.61 في المئة لتقفل على 10.314 ملايين دولار.

النفط

إرتفعت أسعار النفط مع تركيز المستثمرين على شح المعروض في السوق، بعد بيانات صدرت أواخر الأسبوع الماضي تُظهر تراجع مخزونات الخام الأميركية إلى أدنى مستوياتها في أكثر من 3 سنوات. وزاد خام القياس العالمي برنت 49 سنتاً أو 0.6 بالمئة إلى 77.60 دولاراً للبرميل، وارتفع الخام الأميركي في العقود الآجلة 34 سنتا أو 0.5 بالمئة إلى 74.14 دولارا للبرميل.

وأظهرت بيانات رسمية أنّ مخزونات الخام في نقطة تسليم العقود الأميركية الآجلة في كاشينج بولاية أوكلاهوما انخفضت لأدنى مستوى في ثلاث سنوات ونصف السنة، ونشرت البيانات بعد يوم من موعدها المُعتاد بسبب عطلة عامّة في 4 تموز.

وفي الشهر الماضي، إتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وبعض المنتجين من خارجها على زيادة محدودة في الإنتاج، لكبح صعود أسعار النفط التي بلغت في الآونة الأخيرة أعلى مستوياتها في ثلاثة أعوام ونصف العام.

وستبدّد زيادة الإمدادات أثر بعض تخفيضات الإنتاج التي طبّقتها أوبك وغيرها من كبار المنتجين في مطلع 2017، لتضع نهاية لتخمة استمرت سنوات.

الذهب

سجّلت أسعار الذهب أعلى مستوياتها في نحو أسبوعين يوم امس، مع قيام المستثمرين بتغطية مراكزهم المدينة وانخفاض الدولار إلى أقل سعر له منذ منتصف حزيران، في حين تدعم المعدن أيضاً باستمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

إرتفع السعر الفوري للذهب 0.5 بالمئة إلى 1260.41 دولارا للأوقية (الأونصة)، بعد أن لامَس أعلى مستوياته منذ 26 حزيران عند 1262.06 دولارا.
وارتفعت عقود الذهب الأميركية الآجلة تسليم آب 0.5 بالمئة إلى 1261.70 دولارا للأوقية.

ونزل مؤشر الدولار، الذي يقيس قوة العملة الأميركية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، بعد أن أظهرت البيانات الأميركية نمو الأجور أبطأ من المتوقّع.

وصعدت الفضة 0.7 بالمئة في المعاملات الفورية إلى 16.11 دولارا للأوقية، وزاد البلاديوم 0.6 بالمئة مسجّلاً 958.22 دولارا للأوقية. وسجّل كل من المعدنين أعلى مستوياته منذ 27 حزيران خلال الجلسة. وارتفع البلاتين 1.7 بالمئة إلى 854.70 دولارا للأوقية، بعد أن لامس في وقت سابق أعلى مستوياته منذ 28 حزيران عند 855.10 دولارا للأوقية.