IMLebanon

تفجير الحلوسية: خرق للـ1701 ولبنان يحمل اعتراضه الى الناقورة

في حادث لافت، أقدمت طائرة استطلاع اسرائيلية على تفجير جهاز تجسس في المنطقة الواقعة بين بلدتي الحلوسية والزرارية عند مجرى نهر الليطاني، علما أن الجهاز ليس الاول الذي تزرعه وتفجره تل ابيب في تلك المنطقة، وآخر عملية من هذا النوع كانت في العام 2014 . التفجير استدعى تعليقا من الناطق باسم قوات الطوارئ الدولية اندريا تننتي الذي قال إن “اليونيفيل” تنظر في الموضوع بالتعاون الوثيق مع القوات المسلحة اللبنانية”.

وقال مصدر امني لبناني مطلع لـ”المركزية” إن “الجهاز كان مموها بصخور وتراب حسب بيئة المنطقة وجغرافيتها، واسرائيل عجزت عن زرع أجهزة مماثلة في الجنوب بسبب تفكيك الشبكات المتعاملة معها ودقة رصد الجيش و”حزب الله” لتلك المنطقة الغنية بالتضاريس والصخور الوعرة”، معتبرا أن “الخرق الذي تمكنت من تحقيقه بزرع الجهاز، دليل على أنها تواصل التجسس على المناطق اللبنانية وجمع المعلومات عن “حزب الله” والجيش. واكتشاف أمر الجهاز يأتي في سياق “الحرب الإلكترونية” بينهما التي تميّزت بتفوّق “العقل الأمني” اللبناني على العقل الإسرائيلي، ما أدّى الى اكتشاف عشرات الأجهزة وشبكاتها على أيدي أجهزة الأمن اللبنانية المتنوّعة”، لافتا الى أـن “الجهد الكبير الذي تبذله تل أبيب لنصب أعمدة إرسال وزرع أجهزة تنصّت داخل لبنان، يأتي للتعويض عن الصفعة الكبيرة التي تلقاها بكشف أذرعها التجسّسية المتمثّلة بشبكات العملاء”.

وأكد أن “الجهاز يشكل خرقا للسيادة اللبنانية وللقرار 1701، وسيكون بندا أساسيا في اللقاء الثلاثي الذي ينعقد في الناقورة، حيث سيعترض لبنان على زرع الجهاز في عمق المنطقة اللبنانية البعيدة آلاف الكيلومترات عن الخط الازرق”.

وكشف مصدر أمني آخر لـ”المركزية” أن “اسرائيل طوّرت منظومة التجسّس والتنصّت على الجنوب اللبناني من خلال زرعها أكثر من 120 عامود إرسال على الخط الأزرق، مزوّدة بكاميرات مراقبة وأجهزة تنصّت وتشويش مربوطة ببعضها البعض ومتصلة بغرفة عمليات مركزية على مقربة من الحدود”، مضيفة أن “جهاز الزرارية وقبله أجهزة عدلون وغيرها، وُضعت جميعها في منطقة تقع في عمق الجنوب وبعيدة من جنوب الليطاني ومنطقة انتشار “اليونيفل”، وزرعت في بساتين بدقة وحرفية عالية”.

وتحدّثت عن “احتمالين لا ثالث لهما، يفسران كيفية زرع الجهاز في الوادي بين الزرارية والحلوسية، الاول عن طريق عملاء في الداخل، والثاني عن طريق قوة “كوماندوس” خاصة تولت المهمة بعد وصولها الى المنطقة عبر البحر”.

وأشار الى أن “الجهاز المفخخ عبارة عن محطة إرسال معلومات عن ذبذبات الشبكة لتحركات “حزب الله” على الطريق التي تربط صيدا بصور، وهو على شكل صخرة مموّهة الى جانبه بطاريات تغذية، تبث المعلومات مباشرة الى مكان قريب من تلة اللبونة على الحدود، حيث يجري تحليلها من قبل ضباط مختصّين في الجيش الإسرائيلي”.