IMLebanon

مفارقات بارزة في قمة الارجنتين.. مِن تداعيات قضية خاشقجي؟

خطفت المصافحة القوية والحارة التي سُجّلت بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الجمعة، خلال قمة مجموعة العشرين، الاضواء من الحدث الدولي الاقتصادي – السياسي الذي تستضيفه بوينس آيرس في الأرجنتين. كما احتلّت لقطات “السلام”، بما تخلله من حفاوة ومودّة وابتسامات تبادلها الرجلان، مواقع التواصل الاجتماعي ولاقت تفاعلا قويا، قبل ان يجلسا جنبا الى جنب حول طاولة مستديرة في قاعة الاجتماعات.

وفي وقت تزامنت المصافحة مع دخول الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى القاعة، تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” إن الأخير صحيح أعلن مرارا تمسّكه بعلاقاته مع السعودية حفاظا على المصالح الاميركية وعلى الاقتصاد العالمي، ولما لها من دور في التصدي للتمدد الايراني في المنطقة، وذلك في اعقاب تكشّف تفاصيل عن مقتل الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في تركيا.. الا انه بدا “متحفّظا” حيال قرن هذه الاقوال بأفعال تُظهر ثبات الحلف بين الجانبين. ففيما قال مسؤول في البيت الأبيض إن ترامب وبن سلمان “تبادلا فقط المجاملات” في اجتماع زعماء مجموعة قمة العشرين، أصر ترامب على التوضيح انه لم يُجرِ أي نقاش مع ولي العهد السعودي، قائلا للمجموعة التي رافقته “لم يكن لدينا نقاش”.

أما بوتين، فلم يتردد في إظهار عدم تأثّر علاقة موسكو – الرياض، بـ”عاصفة” ملف خاشقجي، بدليل المصافحة اللافتة بينه وبن سلمان. وفي السياق، تقول المصادر ان روسيا بقيت فعلا بعيدة عن انتقاد السعودية وولي العهد في مسألة مقتل خاشقجي. وقد اكد بوتين في تشرين الأول الماضي ان المعلومات التي لديه عن الأمر ليست كافية، مشيرا الى ان بلاده لن تضحي بعلاقتها بالسعودية بسبب هذه المسألة.

على اي حال، تتابع المصادر، حصلت المصافحة في بوينس آيرس، ساعات بعيد اعلان المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، امس لوكالة “سبوتنيك”، إن التحضير لزيارة الرئيس الروسي الى المملكة العربية السعودية ما زال مستمرا، وأن تاريخ الزيارة من الممكن تحديده بعد لقاء الزعيمين في مجموعة العشرين.

واذ تشير الى ان عوامل كثيرة تدفع الطرفين الى الحفاظ على حسن علاقاتهما، منها أسعار النفط والتعويل السعودي على دور روسي في تقويض النفوذ الايراني في الشرق الاوسط، تلفت المصادر الى “مفارقة” مثيرة للانتباه في القمة الارجنتينية، تمثّلت في اصرار الرئيس الاميركي على عقد محادثات مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان في بوينس آيرس اليوم.

فالعلاقات بين انقرة وواشنطن خرجت للتو، أو هي في طور التعافي، من التوتر الذي طبعها لأشهر. ورغم ذلك، سيجتمع الرئيسان، وهو ما لن يحصل بين الحليفين المفترضين الرياض وواشنطن. وما يثير العجب أكثر، تتابع المصادر، ان العلاقة بين تركيا والسعودية، ليست على ما يرام (وقد تجلى ذلك في تفادي بن سلمان واردوغان اي سلام بينهما امس في الارجنتين)، وترى المملكة ان انقرة تحاول الاستثمار في ملف خاشقجي لتسويق نفسها كشريك اقليمي سنّي بديل من الرياض، وهو ما لا يروق للسعودية. وعليه، تقول المصادر ان مجريات الارجنتين قد لا تكون رسمت تحالفات دولية جديدة، الا انها بالطبع أظهرت انها تأثرت بالمستجدات الاقليمية وابرزها ملف خاشقجي والنزاع اليمني..