IMLebanon

اليازجي وأفرام: لماذا التعتيم على خطف المطرانين؟

قال بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس البطريرك يوحنا العاشر اليازجي في بيان مشترك مع بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم إغناطيوس أفرام الثاني، «إننا نستبق اليوم حدث القيامة المتجددة لنتوجّه إليكم بسلام الفصح من مطلع الأسبوع العظيم».

وأوضحا أنّ «الايام شاءت أن يطابق هذا اليوم الثاني والعشرون من نيسان أوّلَ مسيرة الأسبوع العظيم في كنيستينا. وفي مثل هذا اليوم خُطف أخوانا المطرانان يوحنا إبراهيم وبولس اليازجي مطرانا حلب للسريان الأرثوذكس وللروم الأرثوذكس، وأكدا أنّ هذا اليوم يحتل في هذا العام رمزيةً خاصة، فخطفُهما يمثّل لنا جميعاً بداية درب آلام تختزل شيئاً يسيراً ممّا تعرض له إنسان هذا المشرق عموماً ومسيحيّوه خصوصاً».

ولفت البطريركان «الى أنّ «كرامة ومصير المطرانين هي تماماً من كرامة ومصير إنساننا المشرقي والمسيحي والذي يدفع إلى الآن ضريبة الحروب على أرضه وضريبة الدمار والعنف والخطف».

وأشارا الى أنّ «ما يؤسفنا في حالة الخطف هذه هو التعتيم الكامل تجاهها، والتباكي العالمي والتعاجز الدولي أمام ملفٍّ كهذا، لكننا ننتظر ممَّن أنيطت بهم لغة القرار من القوى الكبرى والمنظمات الدولية وغيرها ومن الحكومات وأجهزتها الضغط لإغلاق هذا الملف بعد مضي هذه السنوات بالكشف عن مصير أخوينا. إنّ التعتيم على هذا الملف من قبل الرأي العام يوازي في مراراته الخطف ذاته ويوازي التعتيم الذي شاءه الخاطفون.

وأضافا: «لقد حذّرنا مراراً وتكراراً من تسليع الإرهاب وتدْيِينِه ومن توسُّله كورقةٍ مسمومة لاستهداف الدول وخلق الفوضى وتصريف السلاح».

وأكدا «أنّ الإرهاب يجد جذره الأول في الفكر الإيديولوجي القائم على إلغاء الآخر والمتبرّئ من كل دينٍ مهما ادّعى إليه سبيلاً هو الأخطر، وإن ما نشهده الآن من حريق متنقل من أدنى الأرض إلى أقصاها ومن استهدافٍ وتلذذٍ بالقتل يطال المسلمين والمسيحيين وغيرهم على السواء ما هو إلّا نتيجة لما نبّهنا إليه».

وذكر البطريركان، أنه في العام الماضي وفي اليوم ذاته شدّدنا على بعض الثوابت ولا بأس الآن أن نكرّرَ ونؤكّدَ بعضاً منها:

«إذا كان المقصود من خطف مطرانَيْنا الإيحاء بأنّ المسيحيين هم على درجة أدنى من المواطنة فمن هنا، كلمةُ حقنا قاطعة بأنّ المسيحيين في سوريا وفي غيرها هم مواطنون أصلاء وهم مكونٌ أساس من مكونات هذه الأوطان.

إذا كان المقصود من خطف مطرانينا ترهيب ما يسمى بالأقليات، فجوابنا واضح: نحن نرفض منطق الأقلية والأكثرية وآباؤنا وأبناؤنا كانوا مع غيرهم عماد الوطن والجيش وشركاء الدم والشهادة.

إذا كان المقصود من الخطف ترهيب المسيحيين بشكل خاص ودفعهم إلى الهجرة، فجوابنا: إنّ وجوداً مسيحياً عريقاً لألفي عام ليس له أن تلويه شدةٌ مهما عظمت.

إذا كان المقصود من الخطف تقوية النعرة الطائفية وبثّ روح التكفير تجاه الآخر، فنحن نرى أنّ هذه الايديولوجيات المتطرفة غريبة عن ماضي وحاضر حضارتنا المشرقية.

إذا كان المقصود من الخطف والتغييب الإيحاء بأنّ هنالك صراعاً بين المسلمين والمسيحيين في الشرق، والادّعاء أنّ الشرق مسلم والغرب مسيحي، فنحن هنا لنشهد أنّ المسيحية وُلدت في الشرق».