IMLebanon

لبنان في مؤتمر الحريات الدينية في واشنطن

بدعوة من وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو، وللسنة الثانية على التوالي، تنظم وزارة الخارجية الاميركية مؤتمر الحريات الدينية في واشنطن في 16 و17 و18 تموز الجاري، يشارك فيه وزراء خارجية وشخصيات من حول العالم معنية بالحوار بين الأديان، ومنهم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ورئيس “لقاء سيدة الجبل” النائب السابق فارس سعيد ورئيس الرابطة السريانية حبيب افرام والدكتور حبيب شارل مالك.

وأكد سعيد، في حديث لـ”المركزية”، أن “هذا المؤتمر بالغ الاهمية لأنه يدعو إلى الحوار بين الاديان، وأهميته لا تقتصر فقط على الحوار الاسلامي – المسيحي، إنما تشارك فيه أيضا شخصيات ربما يهودية ومن أديان مختلفة من حول العالم، وبالتالي يُعد مؤتمرا هاما جدا، خاصةً في اللحظة التي حل مكان الصراع السياسي بين الرأسمالية والشيوعية سؤال يُطرَح في العالم: “كيف يمكن ان نعيش بسلام اذا كنا مختلفين؟” وهذا المؤتمر هو خطوة في هذا الاتجاه”.

ولفت الى أن “المؤتمر يدلّ الى ان الولايات المتحدة باتت تدرك تماما ما هو حجم المشكلة التي تفرض نفسه ليس فقط في العالم العربي، او في الشرق الاوسط انما على مساحة العالم. ويطرح تساؤلا حول “كيف نعيش بسلام حتى لو كنا مختلفين”. هذا السؤال سيحاول المؤتمر الاجابة عليه”.

أما افرام فقال، لـ”المركزية”: “كل لقاء يتناول حقوق وكرامة الانسان والحريات الدينية والمساواة والمواطنة، لبنان معني فيه بامتياز. بخاصة ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون طرح فكرة ان يكون لبنان ملتقى دائما لحوار الاديان، وأعتقد ان كلمته في الامم المتحدة هذا العام ستتمحور حول هذا الموضوع”.

وعما يميزه، أوضح: “ربما نختلف مع الولايات المتحدة حول نظرتها الى الشرق وحول رأيها في كيفية حل القضية الفلسطينية وتوطين الفلسطينيين والنزوح السوري، وحول نظرتها الى “حزب الله”، لكن في النهاية هي دولة عظمى، ويجب ان نبقى على علاقة مميزة معها خاصة في ملف الحياة الدينية”، مشددا على أن “السياسة الخارجية الاميركية تهتم اكثر يوما بعد يوم بملف “الحرية الدينية”، وتصرّ على متابعته وتعتبره حقا من حقوق الانسان الاساسية”.

وأضاف: “هناك بعض المبادرات الجيدة التي قامت بها الولايات المتحدة السنة الماضية، من المساعدات الى المسيحيين في العراق خاصة الى بعض الطوائف المضطهدة كالايزيديين. ووصلت مساعداتها الى الصين وروسيا والى دول أخرى تحت عنوان: حرية كل انسان في كل مكان وزمان غير قابلة لأي نقاش”، لافتاً الى ان “قضية بقاء المسيحيين في الشرق ليست ملف مساعدات مالية او غذائية او تفجير كنيسة، انما موضوع حقنا في المواطنة وفي حقوق قومية ودينية وسياسية كاملة في كل بلدان هذه المنطقة”.

وتابع: “أصبح هناك وعي، ليس فقط في اميركا، انما أيضا دوليا وعربيا، على خطر الارهاب والإبادات وإلغاء الآخر. فما جرى من مبادرات في العالم العربي ليس الا دليلا على ذلك، ونذكر مثلا زيارة البابا فرنسيس الى الامارات، ومركز الحوار القطري، وزارة التسامح في الامارات، مركز الملك عبدالله لحوار الاديان، وفي البحرين جو حواري ايضا، والازهر ومؤتمراته، إضافة الى دور المجر الكبير في اوروبا والدور الانكليزي… هناك مناخ جديد في العالم يشدد على هذه الحريات. ولبنان لا يمكن الا ان يكون جزءا وطرفا فيه”.

وأشار افرام الى ان الملف الذي يحمله الى واشنطن هو “شرق جديد فيه حريات واحترام لكل فرد ولكل قومية ولكل دين ومذهب”، وتمنى أن “لا يكون هذا الملف اداة سياسية انما حق كامل للناس كي تعيش مواطنيتها كاملة”.

وختم: “أستفيد من زيارتين اقوم بهما الى الولايات المتحدة للقاء كل السيادات المشرقية السريانية القبطية الاشورية الكلدانية وكل المعنيين بشؤون الشرق الاوسط في الادارة الاميركية وفي واشنطن”.