IMLebanon

إلى صديقي وائل أبو فاعور (بقلم طوني أبي نجم)

معالي الوزير الصديق وائل أبو فاعور

تحية وبعد،

شاء القدر أن تبدأ صداقتنا من أيام “نهار  الشباب” مع الشهيد جبران تويني. التقينا يومها مجموعة من الشباب المؤمنين بالتغيير والديمقراطية والحرية ومواجهة الظلم والاحتلال، إضافة إلى اهتماماتنا البيئة والاجتماعية.

ليس من قبيل المصادفة أن معظم من أبدعوا في “نهار الشباب” وصلوا ليتبوأوا مراكز مهمة في الدولة، وأنت بيننا اليوم وزير كما سبقك صديقنا المحامي زياد بارود، ومن رفاقنا يومها من أصبحوا سفراء وقناصل، ومنّا الصحافيون والإعلاميون في لبنان والخارج. باختصار، كانت تجربة رائدة، ومن مميزاتها أننا أصبحنا أصدقاءً ورفاقاً نؤمن بلبنان سيداً، حراً ومستقلاً، تسود فيه دولة القانون والعدالة.

تلاقينا منذ تجربة “نهار الشباب” وحتى اليوم في العديد من المحطات، لا أنسى منها جرأتكم في منظمة الشباب التقدمي في الدعوة إلى مخيم للمنظمات الشباب وبينها “القوات اللبنانية” في عين زحلتا في العام 1998، كما أدعي أنني كنتُ جريئاً وزميلي يومها أنطوان سعد في تلبية الدعوة باسم “القوات” في عز حملات الاضطهاد، كما لا يمكن أن ننسى معاً محطات مصالحة الجبل التاريخية وما تلاها من حملات واعتقالات في 7 و9 آب الـ2001.

أما الحدث الأبرز في تاريخ نضالنا المشترك فكان من دون أدنى أننا خضنا معاً “انتفاضة الاستقلال” التي كانت لها ثمار مجيدة أبرزها انسحاب الجيش السوري من لبنان مع أجهزة استخباراته وإقرار المحكمة الدولية من أجل لبنان.

واليوم أجدني أقف بكل قوتي إلى جانبكم، سواء في محاولة التطويق التي تتعرضون لها من بوابة قبرشمون لأنني سبق وعانيت شخصياً من عمليات تركيب الملفات والاتهامات الظالمة.

كما أفخر بالمعركة التي تخوضونها في موضوع “معمل الموت” في عين دارة، وفي هذا الموضوع أيضاً وضعت كل إمكاناتي الصحافية والإعلامية في خدمة هذه القضية المحقة.

بعد كل هذه المقدمة، يؤسفني، لا بل يحزنني جداً أن أراك كوزير للصناعة تغطي “مجبل الموت”، مجبل الباطون في منطقة مراح الحباس في قضاء جزين، منطقتي العزيزة.

لا أستطيع أن أفهم موقفك الرافض للاستجابة لكتاب وزير البيئة فادي جريصاتي الذي طلب منك إقفال المجبل المسيء للبيئة ولأهل منطقتي.

كيف يمكن أن ترفض معملاً للترابة في عين دارة وتسحب منه الترخيص، وأنت محق في موقفك ولو تآمروا لفرضه، وفي الوقت نفسه ترفض سحب ترخيص “مجبل الموت” وإقفاله في مراح الحباس؟!

معالي الوزير الصديق،

التحالفات السياسي تتغير وتتبدل، لكنّ بيئتنا وطبيعتنا متى تدمّرت لا يمكن أن تعود من جديد. أفهم انكم في تحالف مع تيار المستقبل وأن ثمة من يضغط للإبقاء على المجبل، لكنني لا أفهم أن تقف ضد ضميرك ومبادئك إرضاءً لطرف سياسي على حساب بيئتنا وصحتنا في قضاء جزين!

المطلوب منك يا معالي الوزير، وبكل محبة، قرار شجاع بإقفال المجبل اليوم قبل الغد، واستجب لضميرك الذي أعرفه جيداً عوض أن ترضخ لبعض المصالح السياسية لبعض الحلفاء، وكن على قدر ثقتنا بك.

مع فائق تحياتي،

صديقك طوني أبي نجم