IMLebanon

اجتماع فرنسي-تركي-بريطاني-ألماني يناقش تطورات سوريا

تُعقد الثلثاء في لندن، قمة تجمع زعماء كل من تركيا، بريطانيا، فرنسا، وألمانيا على هامش قمة حلف شمال الأطلسي “الناتو”، التي يتوقع ان يشارك فيها ايضا الرئيس الاميركي دونالد ترامب وتستمر اعمالها يومين، في الثالث والرابع من كانون الاول الجاري.. في الواقع، ستشكل المناسبة الدولية هذه، فرصة لمشاورات عدة بين قادة دول الحلف، ستعرض بطبيعة الحال، للملفات الساخنة على الساحتين الاقليمية والدولية، لعل ابزرها التطورات السورية والعراقية واليمنية والايرانية.

القمة الرباعية الآنفة الذكر، ستناقش وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، القضية السورية عموما، والمستجدات على الجبهة الشمالية في شكل خاص. فالرئيس التركي رجب طيب اردوغان يأمل بإقناع برلين وباريس ولندن، بالمساهمة في تمويل مشاريع إقامة مواقع سكنية في المنطقة الآمنة التي ينوي إنشاءها، بعد أن أعلن أنّ قطر ستشارك تركيا في هذه العملية من أجل توطين نحو مليون لاجئ فيها.

وفي وقت قالت المتحدثة باسم الحكومة الألمانية أولرايك ديمر” بأنّ قمة رباعية، ستجمع المستشارة أنجيلا ميركل والرئيس التركي أردوغان، ورئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلثاء، لم تعط المتحدثة الألمانية تفاصيل عن جدول أعمال القمة الرباعية. إلا أنّ الرئيس أردوغان، كان أكد في وقت سابق أنّ بلاده ستقترح خلال قمة الناتو عقد مؤتمر للمانحين، من أجل توطين السوريين إلى منطقة آمنة تُقام في شمال شرق سوريا. وقال الرئيس التركي إذا استطعنا بناء المنازل في المنطقة الآمنة، فسيشكل ذلك سابقة للعالم ويمكننا أن نخطو خطوة خاصة بين تل أبيض ورأس العين وسيكون هذا المشروع على مساحة 120 كيلومتراً وعمق 30 كيلومتراً مثالاً للعالم وسوريا في شؤون اللاجئين” بحسب تعبيره.

واذا كانت أجندة لقاءات الرئيس الاميركي لم تتضح بعد، وفق المصادر، فإن الملفات نفسها ستكون حاضرة في محادثاته، وعلى رأسها العلاقات مع الجمهورية الاسلامية الايرانية وخرق الاخيرة المتواصل للاتفاق النووي. غير ان وضع “الحلف” الداخلي، سيحتل ايضا جزءا كبيرا من مباحثات القمة العتيدة.

ففي الذكرى السبعين على تأسيس “الناتو” الذي يضم 29 دولة، العلاقة بين أهله ليست على ما يرام. فبعد ان اعتبر ماكرون ان الحلف في موت دماغي، منتقدا تصرفات واشنطن وأنقرة الاحادية في سوريا، قائلا “ليس هناك أي تنسيق للقرار الاستراتيجي للولايات المتحدة مع شركائها في حلف شمال الأطلسي، ونحن نشهد عدوانا من شريك آخر في الحلف، تركيا، في منطقة تتعرض مصالحنا فيها للخطر، من دون تنسيق”، معتبرا أن “ما حصل يمثل مشكلة كبيرة للحلف”.. رد اردوغان بعنف على نظيره الفرنسي قائلا “أنا أتحدث من تركيا إلى السيد ماكرون، عليك أن تتوجه بنفسك إلى طبيب لفحص حالة الموت السريري لديك قبل كل شيء. أؤكد هذا من تركيا وسأتحدث عن ذلك خلال قمة الناتو المقبلة”. وتابع مخاطبا ماكرون “الحديث عن إخراج تركيا من الناتو أو إبقائها.. هل هذا من شأنك؟ هل لديك صلاحية اتخاذ هكذا قرارات؟”، مضيفاً أن “فرنسا تتجاهل حساسيات بلادنا في سوريا وتحاول في الوقت ذاته أن تجد لنفسها موطئ قدم في هذا البلد”.

وستكون المادة الخامسة من معاهدة الحلف الأطلسي التي تنص على تضامن عسكري بين أعضاء التحالف في حال تعرض أحدهم لهجوم، مطروحة على الطاولة خلال القمة، تختم المصادر.