IMLebanon

أصمتوا وارحلوا! (بقلم رولا حداد)

باسم خالد يوسف

باسم محمد علي الهق،

باسم سامر حبلي،

باسم ناجي الفليطي،

باسم جورج زريق،

باسم جميع اللبنانيين الجائعين والعاطلين عن العمل،

وباسم جميع أصحاب المؤسسات والشركات والمحلات التجارية والمعامل والمصانع،

باسم آلاف اللبنانيين الذين قدّموا ويقدمون طلبات الهجرة إلى بلاد الله الواسعة بحثاً عن لقمة عيش وكرامة مفقودة وحلم بمستقبل أفضل…

باسم جميع هؤلاء وباسم مئات آلاف اللبنانيين المنكوبين بهذه الطبقة السياسية وبمسؤولين في أعلى المراكز أقل ما يُقال فيهم إنهم غير مسؤولين…

باسم كل من ذكرت أتوّجه إلى المسؤولين اللبنانيين بكلمتين: أصمتوا… وارحلوا!

أصمتوا وارحلوا لأننا شبعنا تصريحات وتبريرات وتنظيرات لفشلكم الذريع.

أصمتوا وارحلوا لأننا سئمنا وقرفنا من رؤيتكم تتنطحون في البرامج التلفزيونية وتستعرضون مهاراتكم الكلامية واللفظية وأنتم عاجزون عن فعل أي شي غير ارتكاب المزيد من السرقات والسمسرات والفساد!

أصمتوا وارحلوا لأنكم لا تتقنون سوى ذرّ الرماد في العيون عبر الحديث عن مؤامرات خارجية وداخلية وكأن رفضكم يحتاج إلى مؤامرة.

أصمتوا وارحلوا لأنكم لا تجيدون سوى إلقاء الاتهامات على الآخرين بأنهم “ما خلوكم” و”عرقلوكم”، الآخرون المجهولون المجهّلون في حين أنكم تبدّلون تحالفاتكم فيما بينكم كأطراف سياسية وفق مصالحكم من دون استثناء.

أصمتوا وارحلوا لأنكم أغرقتم لبنان بأكثر من مئة مليار دولار من الديون من دون أن تنجزوا شيئا!

أصمتوا وارحلوا لأنكم حشوتم الإدارة والوزارات بمئات آلاف المحاسيب والأزلام فأرهقتم الخزينة إرضاء لزبائنيتكم.

أصمتوا وارحلوا لأننا بعد 30 عاماً على انتهاء الحرب نستجدي الكهرباء والماء والطبابة والاستشفاء والهواء النظيف والطرقات السليمة.

أصمتوا وارحلوا لأنكم استثمرتم في الطائفية والمذهبية لتأليب اللبنانيين على بعضهم حتى تبقوا سعيدين تتربعون على كراسيكم.

أصمتوا وارحلوا لأنكم تنفذون أجندات خارجية ولا مكان للمصلحة اللبنانية في قاموسكم.

أصمتوا وارحلوا لأنكم إما تحملون السلاح لإخضاع الدولة واللبنانيين وإما تغطون حملة السلاح خضوعاً وإرضاءً!

أصمتوا وارحلوا قبل أن ينتحر جميع اللبنانيين أو قبل أن يهاجروا جميعاً فلا يبقى شعب ولا دولة ولا مؤسسات.

أصمتوا وارحلوا لأننا سئمنا اجترار أخباركم وتصريحاتكم واستقبالاتكم، في حين أنتم تريدون منا المزيد من التصفيق لجرائمكم وارتكباتكم بحقنا كمواطنين كان يُفترض أن نعيش في دولة وليس في غابة أو مزرعة مفلسة.

أصمتوا وارحلوا علّه تبقى ثمة بارقة أمل في زاوية ما لأنه بوجودكم خنقتم الأمل والحلم.

أصمتوا وارحلوا لأننا لم نعد نملك أي جواب نقدّمه لأبنائنا ولأنه لم يعد أي كلام لكم يفيد سوى في تزخيم حقدنا عليكم وكرهنا لكم…

أصمتوا وارحلوا رجاءً… قبل فوات الأوان!