IMLebanon

“الحزب” الى شبه عزلة داخلية!

امساك حزب الله بقرار الحرب والسلم في لبنان لطالما اعاق قيام الدولة وادى الى انقسام اللبنانيين بين مؤيد ومعارض لنهجه السياسي والعسكري، ولكن الامور لم تقف عند هذا الحد اذ ادى تدخله في الحروب  الدائرة في المنطقة من جهة والتزامه المبدأ الثوري الايراني من جهة ثانية ، الى جر لبنان الى سياسة وصراعات المحاور الاقليمية والدولية  والعزلة التي يشهدها اليوم، وتوجت اخيرا بقانون “قيصر” ووصلت الى رفع الادارة الاميركية سيف العقوبات على القيادات اللبنانية حتى المتعاونة معه سياسيا .

ومفاعيل قانون قيصر التي انسحبت على اللبنانيين دون استثناء وترافقت مع الانهيار المالي للبنان وزادت من حدة الازمة المعيشية ساهمت من دون شك في كفر المواطن بكل ما هو قائم من مسؤولين وسياسيين وقوى وفي مقدمها حزب الله الذي بحسب اوساط معارضة وفي ظل هذه المشهدية القائمة وربط اسمه بتفجير مرفأ بيروت، بعيدا من صحة الامر او عدمه ، والمجزرة التي خلفها في الارواح والممتلكات فقد  الكثير من مؤيديه ، ما ادى ايضا الى فقدانه الغطاء المسيحي الذي وفره له رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر الذي بدوره شهد العديد من الانسحابات من صفوفه  والانقسامات بين قياداته وتراجع الكثير من مؤيديه خصوصا بعد اقدام حزب الله على اتهام البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بـ “الخيانة” لمجرد مطالبته بحياد لبنان وابتعاده عن سياسة المحاور التي افقدته دوره الجامع عربيا، واعتباره محطة وصل بين دول العالم وحضارات الشعوب .

وترى الاوساط ان النفور من السياسة التي يتبعها الحزب لم تقتصر على الصف المسيحي وحسب ، انما هي اتسعت الى ابعد من ذلك بكثير لتطال سائر المكونات اللبنانية من سنية ودرزية وحتى شيعية. اذ لاول مرة تشهد بعض المناطق المحسوبة على الثنائي الشيعي خلافات بين مناصري الحزب وحركة “امل ” وصلت في بعض قرى الجنوب الى التظاهر ضد الحزب والمناداة بخروجه من لبنان على ما جرى في بلدة”االلوبيه ” الجنوبية.

وتختم: على رغم سياسة الاستيعاب التي تعتمدها الادارة الفرنسية في تعاطيها الراهن مع حزب الله بغية انجاح مساعيها الانقاذية للبنان الدولة والكيان من السقوط من جهة، والمرونة التي يبديها  قادة الحزب على هذا الصعيد من جهة ثانية، بغية تمرير المرحلة بأقل الخسائر الممكنة في ظل الضغوطات المتصاعدة عربيا واميركيا عليه والتي تنسحب ولا شك على لبنان، فإن الاوضاع في البلاد ماضية في مراوحتها بين البرودة حينا والسخونة احيانا وذلك حتى تظهير الصورة مكتملة على خطي المفاوضات الاميركية -الايرانية والمساعي القائمة لاحلال السلام في المنطقة .