IMLebanon

‪ حراك النبطية يستعد لسنويته الأولى في معرض صور‬

كتب رمال جوني في صحيفة “نداء الوطن”:

 

عاود حراك النبطية نشاطه، إختار ذكرى 17 تشرين لتجديد شباب ثورته، لم يأبه الناشطون بـ”كورونا”، بل قرّروا إحياء ذكرى ثورتهم في معرض صور لتخليد مسيرة 365 يوماً من النضال لأجل العدالة في لبنان.

وعلى مرّ يومين، سيعيد حِراك النبطية زخم نشاطاته إحتفاء بالذكرى الأولى للثورة، بدأها مع معرض الصور والتقاء الثوار معاً، ويستكملها غداً مع مسيرة مطلبية تذكّر بالحقوق التي نادى بها وما زال. لم تتغير عناوين التحرّك، ظلّت صامدة كما ثورتهم التي “لن تهدأ” بحسب محمّد، بل “مستمرة وبزخم أكبر، فالأوضاع المزرية الحالية أشدّ وطأة من زيادة الخمسة دولارات على الواتساب”.

على عتبة الذكرى الأولى لغضب الناس، ما زال الحرمان سيّد القرى، وما زالت البطالة تهدّد مصير مئات الشبان، حتى لقمة العيش باتت في خطر إزاء ما يشهده سوق الدولار من تلاعب. حتّى عبود، الشاب الثلاثيني الذي خرج الى الشارع ليطالب بحقّه بالعمل ما زال عاطلاً عن العمل، لم يستطع أن يغيّر شيئاً من سياسة الفساد، لكنّه لم ييأس، يُصرّ على مواصلة النضال. يحمل صور التحرّكات التي شهدتها الساحة، يتحسّر أنّ نبض الثورة سرعان ما خفت، يقول: “إنّ المطالب المحقّة لم تستطع أن تهزم الفاسدين”، ويردف: “ما زلنا ننازع للبقاء، إضافة الى حال التخبّط التي سادت صفوف الثوار ما انعكس على صلابة التحرّكات”.

يعوّل عبود على التحرّكات القادمة وعلى صحوة الناس، أكثر من يُثير غضبه “الناس التي تتبرّأ من الأزمة، نواجه وضعاً صعباً جداً، أشدّ وطأة من 17 تشرين 2019، ومع ذلك لا يخرج الناس رافعين شعارات لا لوقف الدعم عن الطحين، لن يقاطعوا السلع الغذائية التي فاق سعرها ثلاثة أضعاف، حتّى أنّهم لم يشنّوا هجوماً على تجّار الدجاج واللحوم، واصلوا حياتهم كالمعتاد، ربّما يعضّون على جرح الأزمة، وكأنّهم تأقلموا”. أمام جدار الصور التي تختصر مسيرة عام كامل من النضال لأجل الحقوق المهدورة، وقف عبود يتأمّلها، عاد لزخم الثورة حين كانت الساحة تعجّ بالحضور من كلّ الاطياف. منذ اللحظة الأولى وعبود في قلب الساحة، دفعته البطالة وسوء الحال للمشاركة في “ثورة تغيير الواقع”، آمن بكل العناوين التي طرحت، كان على يقين أن قلب موازين البلد والإطاحة بالطبقة الفاسدة ليس سهلاً، بل يحتاج نضال سنوات. يقرأ الشاب الثلاثيني في عمق الثورة، علّق الكثير من الآمال عليها، وما زال، لم تحبطه البطالة، ولم يدفعه اليأس للخروج من الساحة، بقي مؤمناً أنّ تغيير الأنظمة والقوانين يحتاج وقتاً وجهداً ونضالات مترابطة في الساحات.

يشاطره حسين حمادي الرأي، يؤكّد أنّ “طريق الثورة يحتاج نفساً طويلاً، ونحن اليوم نلملم الصفوف”. منذ ما قبل ثورة تشرين وحسين يخوض غمار تغيير الواقع، شارك في العديد من التظاهرات، منذ الثورة خلع عباءته الحزبية، وانضوى في صفوف المطالبين بحقوق الناس، من كهرباء ومياه وعدالة اجتماعية. على حدّ قوله “نحن بأمسّ الحاجة الى ثورة مطلبية شمولية، فالوضع بات لا يحتمل، وهذا لا يتحقّق إن لم تؤمن الناس بالتغيير”، متسائلاً: “كيف للناس أن تبقى صامتة ولا مال ولا عمل والغلاء فاحش؟”.

وضع حراك النبطية خريطة طريق جديدة لانطلاقته الثانية، وإن أكّد محمد ترحيني “وجود عثرات تعيق تقدّم الثورة”، داعياً الثوار الى “رمي الخلافات جانباً وتوحيد صفوفهم”.