IMLebanon

الحفاظ على الخصوبة.. لا تفقدوا الأمل بالأبوّة أو الأمومة

كتبت ماريانا معضاد في “الجمهورية”:

إنّ برنامج الحفاظ على الخصوبة هو برنامج طبي مصمم لمساعدة عدة فئات من المرضى في الحفاظ على البويضات أو المبيض لدى المرأة – لأكثر من 10 سنوات، وعلى الحيوانات المنوية أو الخصية لدى الرجل. تعرّفوا معنا الى أسباب لجوء البعض إلى الحفاظ على الخصوبة، وعلى تقنياتها.

في حديث لـ”الجمهورية”، تكلمت د. غنى غزيري، طبيبة في مستشفى الجامعة الأميركية، وأستاذة جامعية مساعدة، وأخصائية طب نسائي وولادة وعقم وطفل أنبوب، عن 4 فئات من الأشخاص الذين يلجأون إلى برنامج الحفاظ على الخصوبة، هم:

– مرضى السرطان في عمر الإنجاب

– مرضى السرطان الأطفال والمراهقين

– النساء اللواتي يرغبن في الإنجاب في سن متقدمة

– مرضى يؤثر مرضهم أو علاجهم على قدرتهم الإنجابية

الفئة الأولى

تتشكل الفئة الأولى من مرضى يعانون أوراماً سرطانية معينة، رجالاً كانوا أو نساء، في عمر يسمح لهم بالإنجاب. إنّ العلاج الكيميائي أو الإشعاعي لمرض السرطان قد يؤثر على نوعية الحيوانات المنوية عند الرجال والبويضات عند النساء، حتى أنه قد يقضي تماماً على المبيض. إذاً، يسمح برنامج الحفاظ على الخصوبة لهذه الفئة من الأشخاص بتلقّي علاج السرطان من دون فقدان قدرتهم الإنجابية، ما قد يؤثر إيجاباً على نفسيتهم، وعلى سرعة شفائهم. فالأمل بأن تصبح المرأة أُمّاً في المستقبل مثلاً يعطيها طاقة أكبر لمحاربة المرض والتغلب عليه.

التقنيات المستعملة

للنساء

كي لا يتعرّض المبيض للأشعة أو للعلاج الكيميائي، تُجرى جراحة لإزالة المبيض من الحوض ورفعه إلى منطقة البطن. وبعد انتهاء العلاج، تجرى جراحة أخرى لإعادة المبيض إلى مكانه في الحوض. وتحافظ المرأة على قدرتها على الحمل بعد هذه العملية.

للرجال

تُحفَظ الحيوانات المنوية التي قد يؤذيها العلاج الكيميائي أو الأشعة أو يقضي عليها. في بعض الأحيان، يعجز المريض عن استخراج الحيوانات المنوية، فيتم أخذ خزعة من الخصية والحفاظ عليها لاستعمال الحيوانات المنوية في غضون سنوات.

الفئة الثانية

مرضى السرطان دون سن الـ18، أي الأطفال والمراهقين. تحفظ الحيوانات المنوية لدى الفتيان إذا بلغوا، أو الخصية – لا يوجد دراسات وأدلة علمية بعد تؤكد نجاح هذه التقنية – أو حفظ المبايض لدى الفتاة عن طريق «تفريزها».

الفئة الثالثة

«التفريز الاجتماعي أو الـsocial freezing. وهنّ النساء اللواتي يرغبن في تأجيل الحمل لسبب اجتماعي أو لآخر، مثل عدم الارتباط بشريك بعد، أو الأوضاع المادية المتردية، أو الالتزامات المهنية أو غيرها. إنّ الحفاظ على الخصوبة لهذه الفئة يعطي المرأة حرية اختيار الوقت المناسب لها للإنجاب.

معلومات طبية

لا يشجع الأطباء النساء تحت سن الـ25 على القيام بهذه الخطوة، نظراً لتوفر الكثير من الوقت لهنّ للإنجاب، بل يشجعون النساء اللواتي تجاوزن سن الـ35. فكلما تقدمت المرأة في العمر تراجعت قدرتها على الإنجاب، وتراجع مخزون الإباضة لديها. في الواقع، يحدث مع العمر تناقص مستمر في عدد البويضات، فضلاً عن تناقص في نوعيتها. لذا، كلما قامت المرأة بحفظ البويضات في عمر صغير (دون الـ40) كلما كان عدد البويضات أكبر ونوعيتها أفضل – إذاً فرَص نجاح الحمل أفضل.

التقنيات

إنّ التقنية الأكثر شيوعاً للنساء هي تفريز البويضة، وهي عملية تحتاج إلى 10 أيام من الاستعداد الجسدي والنفسي، إذ تتناول المريضة هورمونات تؤثر بشكل غريب على الجسم (إنتفاخ، مزاجية، غثيان) بسبب حقن الهورمونات، كما تقوم بصور صوتية، وفحوصات دم، وفحص مخزون الإباضة، إلى حين وقت استئصال البويضات. وتُجرى عملية جراحية بسيطة (من دون شق) تأخذ حوالى 10 إلى 15 دقيقة. تُخَدَّر المريضة، وتُجرى الجراحة، ويتم التأكد من خصوبة البويضة في المختبر. ثم يتم تفريز البويضات الناضجة. ويمكن استئصال عدد بويضات معيّن بحسب عمر المريضة وقدرة المبيض. كما يمكن إجراء عدة محاولات استئصال في حال لم تكن المحاولة الأولى كافية.

الفئة الرابعة

هم أشخاص يعانون أمراضً غير سرطانية لكنها تؤثر على الخصوبة، مثل الروماتيزم، وهم بحاجة إلى تناول أدوية تؤثر سلباً على مخزون الخصوبة لديهم. لذا، إنّ برنامج الحفاظ على الخصوبة يساعدهم على تلقّي العلاج اللازم من دون التأثير سلباً في قدرتهم الإنجابية.

الحفاظ على الخصوبة: توجّه للنساء أكثر من الرجال

تفقد المرأة خصوبتها بطريقة أسرع من الرجل. فبعد سن الـ37، تبدأ نوعية البويضات بالانخفاض، فيما خصوبة الرجل في هذا العمر تكون ممتازة. وبحسب دراسات حديثة، قد تبدأ خصوبة الرجل بالتدهور بعد سن الـ45. لذا، ولأسباب بيولوجية، نرى أنّ هناك توجهاً واهتماماً بتقنيات الحفاظ على الخصوبة لدى النساء أكثر من الرجال.

العوارض الجانبية

تسبب بعض الهورمونات مزاجية وانتفاخاً في البطن، لكنّ ممارسة الرياضة واتّباع حمية غذائية صحية تَقي المرأة من ازدياد وزنها. وعلى عكس ما يظن البعض، إن الاستئصال لا يؤثر على الطمث، ولا يُبكِر سن اليأس. حتى أنه يمكن للمرأة أن تحمل طبيعياً بعد القيام بعملية الحفاظ على الخصوبة. والطفل الذي يولد من خلال هذه التقنية، تكون صحته مثل صحة أي طفل آخر.