IMLebanon

الدخول الأميركي على الأزمة يفاقم الضغوط… فهل يسرّع الحل؟

الاهتمام الخارجي بالازمة اللبنانية بدأ يتسع ويتمدد فبعد أن كان مقتصرًا أوروبيًا على الادارة الفرنسية ومن خلفها موقف الاتحاد الداعم بخجل ومن باب رفع العتب، وعربيا على الحراك المصري ومن ورائه الجامعة العربية الفاقد للفاعلية والتأثير، شمل بالامس اضافة الى الفاتيكان الذي خصص يوم صلاة للبنان ويستضيف في الاول من تموز رؤساء كنائس الطوائف المسيحية في الشرق لبحث المشكلة في لبنان، الولايات المتحدة الاميركية التي التقى وزير خارجيتها انتوني بلينكن كلا من الرئيس ايمانويل ماكرون ونظيره الفرنسي جان ايف لودريان الذي أكد ان بلاده ستتعاون مع واشنطن بخصوص الازمة اللبنانية وأنه يجب الضغط على السياسيين اللبنانيين لانهاء المأساة التي تعيشها البلاد . بدوره قال بلينكن: ناقشنا مع لودريان الازمة اللبنانية والشعب اللبناني يطالب بوقف الفساد الذي تمارسه الطبقة السياسية .

الاوساط الدبلوماسية المتابعة للملف اللبناني تتوقف عبر “المركزية” بكثير من الاهتمام أمام هذا الحدث وترى فيه تحولا في المسار الذي تسلكه الازمة في البلاد والذي بدأت معالمه  بالتظهر من خلال تشديد الحصار الاقتصادي الخارجي على لبنان وانسحابه أرتفاعا على سعر صرف الدولار أو عبر العقوبات المتوقع أن تطاول لاحقا العديد من القيادات والمسؤولين وفقا لقانون ماغنتسكي المسجل لدى الامم المتحدة والتي تمتلك واشنطن اليته ويفتقد اليها الاتحاد الاوروبي، أو من خلال الضغوط الاميركية والخليجية على الحكومة العراقية لعرقلة توريد النفط الى لبنان والتأخير الحاصل لانجاز الامر سياسيا وليس تقنيا.

ولا تستبعد الاوساط أن تنسحب مفاعيل هذا اللقاء الاميركي – الفرنسي  على ملف تشكيل الحكومة الذي يتوقع ان يشهد تحريكا في الايام المقبلة لاستكمال ما امكن التوصل اليه من حيث الشكل والمضون بعد تراجع الدافعين الى التغيير والاعتذار على ما أستشف من كلام الامين العام لحزب الله حسن نصرالله في اطلالته الاعلامية نهاية الاسبوع المنصرم التي رفض فيها الاصطفاف الى جانب المواقف الحكومية لكل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مؤكدا التمسك بالرئيس المكلف سعد الحريري لتشكيل الحكومة وفق مندرجات المبادرة الفرنسية .

وتذهب الاوساط الى أبعد من ذلك غير مستبعدة أن يعلن حزب الله استنكافه عن المشاركة في الحكومة من قبيل التسهيل أو بالاصح والحقيقة التراجع الى خط الدفاع من أجل أعادة ترتيب اولوياته واوراقه في ضوء الارتسام الجديد لخارطة النفوذ العالمي للمنطقة ودولها على ما رشح من لقاء القمة بين الرئيسين الاميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين .