IMLebanon

شروط ايران الجديدة وتصعيدُها الاقليمي يقضيان على فيينا!

مع انه تم تحديد تاريخ 24 تشرين الجاري موعدا لاستئناف المحادثات النووية في فيينا المعلّقة منذ اشهر، الا ان تصعيد طهران سياسيا وعسكريا في شروطها والميدان، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، يرسم علامات استفهام كبيرة اكان حول قدرة المفاوضات على الانبعاث من جديد في الموعد العتيد، وحول مدى قدرتها على تحقيق خرق في جدار التصعيد الاميركي – الايراني، يتيح احياء الاتفاق او تحديثه.

الثلثاء، بدأ كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، جولة أوروبية قبل أن يترأس وفد بلاده للعودة إلى المحادثات المقررة في فيينا. في الموازاة، كانت طهران تحدد ثلاثة شروط لواشنطن لإعادة العمل بالاتفاق النووي، وتشمل: رفع العقوبات دفعة واحدة، إضافة إلى ضمانات أميركية بألا تتخلى مجدداً عن الاتفاق، والاعتراف بـ”تقصيرها” في الانسحاب والتسبب في الأوضاع الحالية.

وفي وقت التقى كني عددا من المسؤولين الأوروبيين قائلا عبر تويتر ان “بلاده لن تدخر أي جهد في الدفاع عن مصالحها الوطنية والعمل من أجل رفع العقوبات غير القانونية عليها”،  دعا وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان الى ضرورة استئناف المحادثات النووية مع إيران من حيث توقفت. وقال خلال اتصال هاتفي بنظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان “من المهم استئناف محادثات فيينا والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”. وأضاف “على إيران التعاون مع الوكالة الذرية”.

اما عبد اللهيان، فنقلت قناة العالم الإيرانية عنه قوله إن إيران تريد التوصل لاتفاق نووي جيد، مشيرة الى انه أبلغ لودريان أن إيران تريد التوصل لاتفاق جيد “ومن أجل ذلك يجب عودة كافة الأطراف الى تعهداتها وإلغاء الحظر”. وتابع قائلا “سنواصل تطوير قدراتنا الدفاعية دون أن نأبه للسلوك الأميركي غير البناء في فرض الحظر”.

التصلب الواضح في الشروط يترافق، تضيف المصادر، مع “تسخين” ايراني اقليمي. فبينما تصعّد ايران، سياسيا وامنيا وعسكريا، في الدول التي لها فيها اذرع عسكرية، وابرزها العراق حيث تعرّض رئيس الوزراء لمحاولة اغتيال فجر الاحد، واليمن حيث يتقدّم الحوثيون في الميدان ويرسلون مسيراتهم يوميا الى المملكة، وفي لبنان حيث الحكومة اللبنانية ممنوعة من الاجتماع بفيتو من حزب الله… اجرى الجيش الإيراني في الساعات الماضية مناورات بحرية وبرية وجوية تحت اسم “ذو الفقار 1400″، في منطقة تمتد بين مضيق هرمز إلى شمال المحيط الهندي مروراً ببحر عمان. وكشف المتحدث باسم المناورات العميد محمود موسوي أنه جرى اختبار غواصتين محليتي الصنع خلال هذه المناورات التي تستمر 3 أيام، كما نفذت الوحدات الجوية تدريبات لطائرات مسيرة هجومية على ضرب أهداف بحرية متحركة، وقال الجيش الإيراني إن المدفعية والمدرعات والطائرات أجرت تدريبات هدفها التصدي لهجمات مفترضة… كل ذلك، بعد ايام على احتجاز الايرانيين سفينة فييتنامية.

ووفق المصادر، هذا السلوك اذا استمر، فإنه سيجوّف مفاوضات فيينا المفترضة، اذا تمّت، ويجعلها “سلفا” عقيمة غير ذي جدوى…