IMLebanon

اللواء: حزب الله ينكفئ عن التصعيد.. ومخاطر مغامرة رفح قد تقلب الحسابات

 

بكركي تنأى عن توريطها بالانقسامات.. وغادة عون أمام المجلس التأديبي

 

أطبق الجمود على الوضع الداخلي، وكادت الاتصالات تتراجع من الاطار الوطني- الى إطار «التقوقع»، والبحث عن خيارات خارج «الكل»، في وقت احبطت فيه روسيا الاتحادية والصين الشعبية ما وصفته بالنفاق الأميركي في مجلس الامن، عبر مشروع قرار، لوقف فوري ومؤقت لاطلاق النار، يؤدي حكماً لاستعادة الاسرى والمحتجزين كأولوية، من دون أن يدين اسرائيل، او يلجم سعيها الى معركة تهجير وتدمير في آخر مدن القطاع رفح..

ومع ان مهمة وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن، بقيت دون المرتجى منها، فإن البيت الابيض ما انفك يتحدث عن تقدم أُحرز، باتجاه هدنة ممكنة تؤدي الى التبادل، وادخال المساعدات، وسط اصرار بنيامين نتنياهو على استكمال تعطشه للدم والقتل على نطاق قد يمتد الى الاشهر القليلة المقبلة، تحت مزاعم لا معنى لها.. ولا امكانية لان تحقق على أرض الواقع..

شكوى ضد التشوُّش الإسرائيلي على الملاحة الجوية

وفي سياق السعي لكبح جماح الاعتداءات الاسرائيلية، اعلنت الخارجية ان لبنان سيقدم شكوى عاجلة الى مجلس الامن الدولي بشأن «اعتداءات اسرائيل على السيادة اللبنانية عبر التشويش على أنظمة الملاحة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي، وذلك منذ بدء الحرب على غزة، استناداً الى توثيق الخروقات والانتهاكات».

وتطرق الرئيس نجيب ميقاتي من طرابلس الى الوضع الجنوبي، فكشف ان الاتصالات الدبلوماسية مستمرة دولياً وعربياً لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان، والنتائج ايجابية، من دون  اغفال انه لا يجوز الرهان على اي «موقف ايجابي او ضمانة يقدمها العدو الاسرائيلي».

ولفت ميقاتي أمام زواره في طرابلس امس، الى «إن الحكومة، منذ اليوم الاول لبدء العدوان الاسرائيلي، شكلت لجنة طوارئ لمتابعة وضع الجنوب والجنوبيين، وهي مستمرة في عملها لتقديم المساعدات الضرورية للنازحين من قراهم، بحسب الامكانات المتاحة. وعلى خطٍ موازٍ فهي تتابع الخطوات المطلوبة لمواجهة تداعيات العدوان الاسرائيلي ديبلوماسيا ودوليا ولا سيما عبر الامم المتحدة ومنظماتها».

وحول الوضع الجنوبي، اعتبر نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان الاسرائيلي لا يملك ادوات الضغط على حزب الله، ولا يستطيع ان ينتظر، لاننا على جهوزية.. ولا نهدد بالمواجهة، انما قمنا بها بالحدود التي اقتنعنا بها، وحاضرون للمزيد اذا اعتدت (اي اسرائيل) اكثر، ونترك للواقع الميداني يحدد المطلوب».

ومع انصراف ممثلي الصف الثاني من التيارات والاحزاب المسيحية الى لملمة التباين او الخلاف حول ما يسمى بـ «وثيقة بكركي» التي اعدها المطران انطون ابي نجم، والتي يُنظر اليها كأنها خارطة تجمع المسيحيين أولا باتجاه الآخرين، فإن حزب الله، على لسان قاسم اعلن عن «اننا  حاضرون للحوار والتشاور» وفقا لما وصفه «بالآليات الصحيحة والمناسبة للوصول الى نتيجة»، ناصحاً «بعدم افتعال قضايا ليس وقتها الآن، فالوقت الآن أن ننتخب الرئيس وأن نعالج الاقتصاد ونرى كيفية الحلول الداخلية».

وتحدثت مصادر سياسية عن بروز صعوبات، بعد اجتماع ممثلي الاحزاب من التيارات المسيحية في بكركي، وتخوفت من انقسامات جديدة، تؤثر سلبا على جهود التوافق الرئاسي.

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن تدخل بكركي في الملف الرئاسي مرة جديدة نابع من الحرص على أهمية إتمام هذا الأستحقاق من دون أي مسعى للإلتفاف على العملية الدستورية التي تعد الإجراء المناسب لهذا الاستحقاق، وأشارت إلى أن المبدأ الذي انطلق منه إيجابي ، ويخدم الهدف من دون فرض توجه معين، ولذلك فإن انتقاده من قبل بعض القوى ليس في مكانه، ولاحظت أن ما بعد هذا الاجتماع، تنصرف القوى المسيحية إلى التقييم ووضع برنامج من أجل حراكها المقبل.

ولفتت المصادر إلى أن الاستحقاق الرئاسي دخل فصلا جديدا من المراوحة وأي تطور جديد له مستبعد في القريب المنظور لاسيما أن المبادرات كلها علقت وبعضها بات في حكم المنتهي.

وخرجت بكركي عن صمتها، رافضة تورطها في الانقسامات الداخلية، وأشار المكتب الإعلاميّ لراعي أبرشيَّة أنطلياس المارونيّة المطران انطوان أبي نجم في بيان الى «ان التّشاور إنطَلَقَ برعاية أبينا غبطة البطريرك مع القِوى السِّياسيَّة المسيحيَّة كمرحلة أولى، على أن يتوسَّع الحِوار بعدَها ليشمَل كُلّ القِيادات الرُّوحيَّة والمرجعيَّات السِّياسيَّة اللُّبنانيَّة والِقوى المجتمعيَّة الحيَّة كمرحلة ثانية، من هُنا يهمُّنا التأكيد على ما يلي:- إنَّ المُبادَرة التّي يتُمّ التّداول بها في الإعلام، وفي الرأي العامّ، هي مُبادرة وطنيَّة جامِعَة بإمتياز، وتبتعِد عن أيّ مُقاربة طائفيَّة أو سِياسيَّة ضيِّقة. -إنَّ المُبادرة المُشار إليها أعلاه بدَأت مُنذ أكثَر من عامّ، ويتابعها فريق عمل متخصص في الدّستور والقانون والسِّياسات العامَّة، وهي بعيدَة عن أيّ إنحياز لأيّ فريق سِياسيّ، بل هي تتقاطَع في ثوابِتها مع كل الإرادات الطيِّبة التّي تعمل لخَلاص لُبنان. – نأسَف لكُلِّ التسريبات التي كانت في معظمها بعيدة عن روحيَّة المُبادرة ومضمونِها، ونأملُ من جميع الأفرِقاء المُنخَرطين فيها حاليًّا، والمدعوين للإنخِراط فيها مستقبلًا، إلى الإلتزامِ بميثاق العَمل الصَّاِمت والهادئ، بما يؤدي إلى بلوغ المبادرة الوطنية خواتيمها المرجوَّة. – بقدر الحرص على حريَّة الإعلام، فإنَّنا نهيبُ بكُلّ وسائِلها مقاربَة المُبادرة بحكمةٍ ترتقي إلى مُستوى المسؤوليَّة التَّاريخيَّة، حرصًا على هدفِها الأساسيّ، وهو خلاصُ لُبنان».وختم البيان: « يهمّنا التأكيد على أن البطريركيَّة المارونيَّة هي المرجعيّة الوحيدة المعنية بتَظهير المُحاولات والنتائِج لهذه المُبادرة الوطنيَّة الجامِعَة، في اللَّحظة والشَّكل اللَّذين تراهُما مناسبين، إلتزامًا بالميثاق الوطنيّ والَخير العامّ للشَّعب اللُّبنانيّ، وصونًا للقضيَّة اللُّبنانيَّة في مسار بناء دولة المواطنة الحرَّة السيِّدة العادلة المستقلَّة».

غادة عون تطلب رد عبود

قضائياً، مثلت القاضية غادة عون امام الهيئة العليا للتأديب في قصر العدل، بعد استئناف قرار صرفها الذي صدر عن المجلس التأديبي للقضاة.

وفاجأت عون الجلسة بتقديمها دعوى رد بحق رئيس الهيئة العليا للتأديب القاضي سهيل عبود، باعتباره انه ابدى رأياً مسبقاً بقضيتها، وألمح في احد تصريحات الى امكانية طردها من السلك القضائي.

وهذا الطلب تنظر به الهيئة العامة لمحكمة التمييز، وعينت الهيئة العليا جلسة ثانية للنظر في الاستئناف في 4 نيسان المقبل.

وتتألّف الهيئة العليا للتأديب من أعضاء مجلس القضاء الأعلى ويترأسها القاضي عبود، إضافة إلى عضوية القضاة عفيف الحكيم وحبيب مزهر وميراي حداد وداني شبلي، والهيئة تصدر حكماً نهائيّاً بعد انتهاء جلسات الاستماع الى القاضي.

وكان المدخل الخارجي للعدلية شهد تجمّعاً لعدد من مناصريها، اضافة الى «مجموعة كاليبر القضاء الحر» و«جمعية أموالنا»، الذين اكدوا في بيان ان «محاولة جديدة لتكبيل المدعي العام لجبل لبنان القاضية غادة عون بعدما توصلت بتحقيقاتها مع المصارف لمعرفة الكثير من الحسابات المشبوهة، التي حولت الأموال الى خارج لبنان، وتسببت بتبخر الودائع وإفقار الناس.

الوضع الميداني

على الرغم  من الإنكفاء صباحاً، بسبب الامطار والعواصف، فإن السخونة عادت الى الأجواء، مع فشل صدور قرار عن مجلس الامن يضع حداً للعدوان المتمادي على غزة.

وليلاً، شنت دولة الاحتلال غارة على بلدة الخيام، سبقتها غارة على بلدة عيتا الشعب، وكذلك على بلدة الطيبة.

كما قصف جيش الاحتلال بالمدفعية من عيار 155 بلدة عيترون (30  قذيفة) وفي الوقت نفسه، طاول القصف بلدة حولا، وألقى الجيش الاسرائيلي قنابل مضيئة في اجواء عدد من البلدات وهي: الخيام، عيترون، الوزاني، الماري، وبلدة العباسية الحدودية.

وأعلنت المقاومة الاسلامية استهداف انتشار لجنود الجيش الاسرائيلي في محيط موقع جل العلام بالاسلحة المدفعية.

وحسب بيانات المقاومة،  انقضت مسيَّرة على موقع المطلة، وأصابت دبابة ميركافا في داخله، اصابة حارقة، كما استهدفت المقاومة انتشاراً لجنود الجيش الاسرائيلي في محيط ثكنة زرعيت.