IMLebanon

رحلة البحث عن «البنزين» تخلق الفوضى

 

مقالات خاصةتحويل الودائع بالدولار الى الليرة غير مطروحإضراب المحروقات في يومه الثاني: الناس في الشارع والدولة تتفرَّجرحلة البحث عن «البنزين» تخلق الفوضىالمزيدأشعل الوقود المفقود في السوق اللبنانية الثورة من جديد… فأثار الإضراب المفتوح لمحطّات المحروقات نقمة المواطنين الذين خرجوا مجدداً الى الشارع، فقطعوا الطرق في مختلف المناطق اللبنانية، مطالبين الدولة بالقيام من «ثباتها» ووضع حدّ لـ»مافيات الأزمات» المتحكّمة بمفاصل الدولة من مؤسسات وإدارات.

لم يأخذ «المواطن اللبناني» مسألة إضراب المحروقات على محل الجدّ، ففي المرتين السابقتين كان يسارع لملء خزّان وقود سيارته، لتعاود المحطات فتح أبوابها في اليوم التالي، ولكنّ المشهد اختلف هذه المرّة، وبعد مرور يومين على الإضراب المفتوح، قرّر «المواطن» وهو في طريق عودته من عمله البحث عن محطّة وقود مفتوحة علّه يتمكن من الوصول الى عمله غداً.

 

وسمع «المواطن» أنّ إحدى المحطات على الكولا فتحت أبوابها، فتوجّه الى هناك ليفاجأ بطابور المنتظرين يحملون «غالونات» فارغة، والقيمة المحددة للتعبئة هي فقط 3000 ليرة لبنانية، ولدى بدء التعبئة ساد الهرج والمرج والتضارب، فغادر علّه يجد البنزين المفقود في مكان آخر، فعلق لساعات تحت جسر الكولا حيث قطع عدد من السائقين العموميين الطريق تعبيراً عن رفضهم إضراب محطات المحروقات المفتوح، وعمدوا الى إيقاف السيارات العمومية التي كانت تمرّ في المنطقة وإنزال ركابها وسط حال من الغضب الشديد.

 

من مواقع التواصل الاجتماعي، علم «المواطن» أنّ محطة فتحت أبوابها «للأقارب» في الحازمية، فتوجّه مسرعاً الى هناك ليفاجأ بمشهد أجمل ما يقال عنه أنّه «ذكّره بأيّام الحرب حيث كانت الأمهات تنتظر منذ ساعات الصباح الأولى أمام الأفران لتجلب الخبز كي تطعم عائلتها»… ولشدّة التوتر وطول الطابور قرر المغادرة، فعلق في زحمة السير الخانقة عند نهر الموت بسبب توقف عدد من السيارات في وسط الطريق على الأوتوستراد في اتجاه انطلياس.. ونظراً الى نفاد الوقود من سيارته أبقى عليها في مكانها وعاد الى منزله سيراً على الأقدام…

 

جلس «المواطن» على أريكته، أدار تلفازه، ليرى المشهد نفسه يتكرر أمام عينيه في جميع المناطق اللبنانية، محطّات مقفلة، محتجون أطفأوا محركات سياراتهم في وسط الطريق، آخرون نفدت سياراتهم من الوقود.. المشهد نفسه من عكار وطرابلس والكورة وجبيل وجونية وانطلياس ونهر الموت والكولا وصيدا وصور والبقاع وبعلبك…

 

أطفأ هذا «المواطن» الذي شبع من وعود السلطة وألاعيبها التلفاز، وأقفل عينيه علّه يحلم بوطن يؤمّن له أبسط حقوقه الإنسانية، بوطن لا يحوّله الى وقود للثورة.