IMLebanon

الحديث عن التدخل السعودي في سوريا .. ارتدادات وانعكاسات

الحديث عن تدخل سعودي في سوريا، يطرح تساؤلات عن هذا التوجه لتورط جديد في الازمات بشكل مباشر، اذ بعد ان كانت السعودية تمّول الحروب وتدخل فيها بالوكالة، اليوم دخلت السعودية في اليمن بشكل مباشر، ما كشف عن تورط مباشر، بنصيحة اميركية، الاميركيون بدأوا بالحديث عنه بشكل علني في مؤسساتهم السياسية الرسمية كما في صحفهم، واليوم ايضاً تتحدث السعودية عن تدخل بري في سوريا، وقد ذكرت قناة الـ«سي ان ان» الاميركية ان المملكة تفتش عن مئة وخمسين الف مرتزق في افريقيا وشمال افريقيا واميركا الجنوبية لتجنييدهم وارسالهم الى سوريا.

المعنيون بالملف السعودي ينقلون عن كبار ديبلوماسيين غربيين، ان المملكة ما تزال تلعب « لعبة السني والشيعي» في المنطقة من البحرين الى لبنان الى اليمن الى باكستان وافغانستان الى نيجيريا، وغير منطقة في العالم، عدا عن العراق وسوريا. وبهذا الموقف اليوم تكون السعودية تورّطت بشكل اكثر خطورة ليس على سوريا والعراق ولبنان، لأن التجربة اليمنية اكدت ان السعودية غير قادرة على الانتصار ضدّ انصار الله، فكيف على جيوش وقوى فاعلة.

الا ان الاخطار الكبيرة سترتد وتنعكس على المملكة والخشية من ان يكون المسؤولون في المملكة كما يقول هؤلاء لا يتوقفون عند مخاطر خطواتهم على الداخل السعودي، اذ ان الفشل في اليمن ينذر اليوم بارتدادات خطيرة على السعودية، فكيف والفشل الاكيد في سوريا وما سيكون الامر عليه من ردود افعال مؤكدة من مختلف النواحي في حال دخل السعوديون على الارض السورية.

هذا الامر يُعيد القضايا الى مشاريع تقسيم السعودية من بين المشاريع الاميركية القديمة الجديدة وهنا لا بد من عرض للمعلومات في هذا الاطار وهي الاخطار التي ستترتب على الفشل السعودي في المنطقة.

اللوبي «المتصهين» الموجود في أميركا تقول اوساط ديبلوماسية عربية، هو جزء من راسمي السياسة التقسيمية للمنطقة العربية والاقليم ويطلق عليهم تسمية« صانعي الخرائط الأنغلوسكونيين» وبنبذة مختصرة عن هذه الاسماء «دينيس روس» هو المستشار في «معهد واشنطن» وهو المهندس الخفي لسر غزو العراق والمؤرخ الأميركي «دافيد فرومكين» وهو مهندس احتلال افغانستان ومروج نظرية «صراع الحضارات» وتأثيرها على اميركا، والباحثان «كينيث بولاك» و«دانييل بايمان»، يعتبران من اعمدة البيت الابيض لرسم وبناء سيناريوهات التخطيط للمستقبل الاميركي وشكل العالم الجديد بعد مايسمى بحصد نتائج «الربيع العربي» وضبط فكرة «صراع الحضارات» ضمن مفهوم التبعية لاميركا، وبالطبع فنوح فيلدمان وبرنارد لويس ليسا بحاجة الى التعريف عنهم.

وفى عهد جيمي كارتر الذى كان رئيساً لأميركا فى الفترة من 1977- 1981 تم في عهده وضع مشروع التفكيك، الذى وضع فى عهدة «برنارد لويس» المستشرق الأميركي الجنسية، البريطاني الأصل، اليهودي الديانة، الصهيوني الانتماء الذى وصل إلى واشنطن ليكون مستشارًا لوزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط. وهناك أسس فكرة تفكيك البلاد العربية والإسلامية ودفع الأتراك والأكراد والعرب والفلسطينيين والإيرانيين ليقاتل بعضهم بعضًا، وهو الذى ابتدع مبررات غزو العراق وأفغانستان

واكدت الاوساط ان «برنارد لويس» وضع مشروعه بتفكيك الوحدة الدستورية لجميع الدول العربية والإسلامية، وتفتيت كل منها إلى مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية، وأوضح ذلك بالخرائط التى اوضح فيها التجمعات العرقية والمذهبية والدينية والتى على اساسها يتم التقسيم وسلم المشروع إلى بريجنسكي مستشار الأمن القومي في عهد جيمي كارتر والذى قام بدوره بإشعال حرب الخليج الثانية حتى تستطيع الولايات المتحدة تصحيح حدود سايكس بيكو ليكون متسقا مع المصالح الصهيواميركية

وافق الكونغرس الأميركي بالإجماع وفي جلسة سرية عام 1983 تضيف الاوساط على مشروع برنارد لويس، وتمَّ تقنين المشروع واعتماده وإدراجه في ملفات السياسة الأميركية الإستراتيجية المستقبلية وهى الاستراتيجية التى يتم تنفيذها وبدقة واصرار شديدين ولعل ما يحدث فى المنطقة من حروب وفتن يدلل على هذا الأمر.

كان مبرر برنارد لويس لهذا المشروع التفكيكى: إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لا يمكن تحضرهم، وإذا تُرِكوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمِّر الحضارات، وتقوِّض المجتمعات، ولذلك فإن الحلَّ السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفي حال قيام اميركا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة؛ لتجنُّب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان،

الامر الهام ايضاً هو حديث الرئيس الاميركي باراك اوباما الاخير لصحيفة «نيويورك تايمز» والذي قال فيه « إن أكبر خطر يتهدد دول الخليج ليس التعرض لهجوم من إيران، وإنما السخط داخل بلادهم، بما في ذلك سخط الشبان الغاضبين والعاطلين عن العمل والإحساس بعدم وجود مخرج سياسي لمظالمهم»، حديث اوباما يأتي هذه المره بنبره وصيغة مختلفة كلياً عن احاديث سابقة، وهذه هي المره الاولى تقريباً التي يتطرق بها مسؤول اميركي رفيع الى ضغوطات ومشاكل داخل السعودية تحديداً.

وهذا ما يتضمنه بعض من مشروع برنارد لويس:

– إلغاء الكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان واليمن والإمارات العربية من الخارطة ومحو وجودها الدستوري بحيث تتضمن شبه الجزيرة والخليج ثلاث دول فقط

– دولة الإحساء الشيعية وتضم الكويت والإمارات وقطر وعمان والبحرين

– دولة نجد السنية

– دولة الحجاز السنية