IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الخميس في 15/10/2020

ليس بالدستور وحده يحيا الإنسان، بل هذه المرة بالخبز والدواء والمستلزمات الطبية والوقاية والسلامة العامة ومصير العام الدراسي وتأمين الأموال لكل ذلك…

تتخذ خطوة ، فيبدأ السجال: دستورية ؟ او غير دستورية؟ ويبدأ التبحر في مواد الدستور، وكل يفسر على ليلاه … فظيع كم انتم عشاق دستور ! لو كان الأمر حقيقة كذلك، كيف تفسرون أن معظم الخطوات التي اتخذت، اقل ما يقال فيها إنها هرطقة، ويا أيها الدستور، كم من الهرطقات تتخذ باسمك؟

رئيس السلطة التشريعية يقوم بدور السلطة التنفيذية، فيفاوض الأميركيين ويتوصل إلى اتفاق إطار، فهل هذا دستوري؟ يبدأ السجال ولا ينتهي .
رئيس الجمهورية يرجئ استشارات التكليف، فيبدأ الردح الدستوري: هرطقة أو لا هرطقة؟ يبدأ السجال ولا ينتهي ؟

يستقيل ثمانية نواب فلا تتم الدعوة إلى انتخابات نيابية فرعية، فهل غض الطرف هذا له ما يبرره في الدستور؟ يبدأ السجال ولا ينتهي !

منذ نصف قرن، انتخب الرئيس الراحل سليمان فرنجيه رئيسا للجمهورية بفوزه على الرئيس الراحل الياس سركيس بنصف صوت، إندلع سجال دستوري لم ينته، لكن الرئيس فرنجيه حكم ولاية كاملة ست سنوات. واستمر السجال الدستوري.

يلهون الناس بجنس الملائكة وبما هو دستوري أو غير دستوري، والناس آخر همها: تريد ربطة الخبز، تريد الدواء، تريد ودائعها …

يسأل الناس عن حاجاتهم فيأتيهم الجواب: دستوري غير ميثاقي، قانوني غير أخلاقي … فوازير دستورية وقانونية تسبب وجع رأس ” لكن البانادول ” مقطوع … شعب لديه مجلدات محاضر وضع الدستور واجتهادات العلامة الدستوري أدمون رباط وكتابات فيلسوف الدستور ميشال شيحا ، لكن ليس لديه علبة بانادول ” إذا أصيب بوجع رأس .

حين كتب أفلاطون ” الجمهورية ” لم يكن الشعب الذي عاصره جائعا .
وحين كتب الفارابي ” المدينة الفاضلة “، لم يكتبه لشعب في وضع يرثى له .
فهل الشعب اللبناني في مزاج تلقينه بنود الدستور ومواد القانون .

بعد غد تحل الذكرى السنوية الأولى لانتفاضة 17 تشرين لم يعد ينفع القول: “وداوني بالتي كانت هي الداء”.

الداء يتزايد والدواء يتناقص والسبب: إحتكاره وإخفاؤه وتهريبه.

المحروقات تشح إلى درجة الإنقطاع، والسبب: التهريب والتخزين، فعن اي دستور تتحدثون؟ وعن أي قوانين ؟