IMLebanon

أعراض شبيهة بانقطاع الطمث ولكنها أكثر جدّية

كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”: 
مع تقدّمها في العمر، تميل المرأة غالباً إلى لوم انقطاع الطمث عند تعرّضها للهبّات الساخنة، والتعرّق الليلي، وتقلّبات المزاج، وغيرها من الأعراض المُزعجة. غير أنّ ذلك قد يرجع إلى مشكلات صحّية أخرى تكون أكثرَ جدّية. ما هي؟

في حين أنّ انقطاع الطمث قد يكون المُلام الحقيقي وراء التغيّرات التي تُصيب النساء، لكن يجب عدم إغفال مشكلات صحّية أخرى يمكن أن تسبّب الأعراض المُشابِهة التالية:

إضطراب الدورة الشهرية

الطبيعي التفكير في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث الكلّي عندما تبدأ الدورة بالتغيير، بحيث إنها قد تصبح شائعة أكثر، أو تحدث بوتيرة أقلّ، أو تكون أشدّ أو أخفّ… وهذه الأمور قد تستمرّ لنحو 10 سنوات قبل بلوغ مرحلة انقطاع الطمث فعلياً.

عند بدء التعرّض لنزيف شديد غير اعتيادي، أو حدوث الطمث أكثر من كل 3 أسابيع، أو ملاحظة أيّ نزيف بعد ممارسة الجنس، يجب التحدّث إلى الطبيب. قد يرجع السبب إلى ورم ليفي في الرحم، أو أورام حميدة، أو حتى سرطان عنق الرحم.

الهبّات الساخنة والتعرّق الليلي

يتعرّض نحو 80 في المئة من النساء قبل مرحلة انقطاع الطمث للهبّات الساخنة والتعرّق الليلي، وبعضهنّ يتحمّلن هذا الارتفاع في درجة حرارة الجسم لمدة 7 سنوات. يرجع السبب إلى انخفاض الإستروجين الذي يؤثر في قدرة الجسم على تنظيم الحرارة.

لكنّ الخبراءَ يحذّرون في المقابل أنّ هذه الأعراض قد تُشير أيضاً إلى فرط نشاط الغدّة الدرقية. من المُحيّر معرفة السبب الفعليّ فوراً، خصوصاً أنّ فرط الغدّة يؤدي أيضاً إلى أعراض أخرى شبيهة بالتغيّرات المرتبطة بانقطاع الطمث، كتساقط الشعر وعدم انتظام الدورة الشهرية.

لذلك يجب إجراء اختبار دم سنويّ للتأكد من أنّ الغدّة تعمل بشكل طبيعي. وفي حال التعرّض فجأة لخسارة الوزن بِلا سبب أو الشعور بقلقٍ إضافي، والمرتبطين أيضاً بفرط نشاط الغدّة، يجب استشارة الطبيب سريعاً وليس انتظار موعد الخضوع للاختبار السنوي، فقد يستدعي الأمر الحصول على عقاقير أو الخضوع لجراحة.

تساقط الشعر

نتيجة تدنّي مستويات الإستروجين، قد يتعرّض شعر المرأة للترقّق خلال مرحلة انقطاع الطمث. إذا حدث ذلك تدريجاً فمن المرجّح أن يكون طبيعيا، ولكن يجب الحذر في حال خسارة خصلات كثيرة سريعاً واستشارة الطبيب. قد يرجع السبب مجدداً إلى فرط نشاط الغدّة الدرقية أو قصوره. يُذكر أنّ هناك علامات أخرى لانخفاض وظائف الغدّة تشمل زيادة الوزن، وأوجاع الجسم، وتعباً، ومشكلات في الذاكرة.

تسارُع دقّات القلب

التناوب في مستويات الإستروجين العالية والمنخفضة قد يسبّب خفقان القلب، فتشعر المرأة أنّ قلبها ينبض سريعاً أو عشوائياً. أظهرت الأبحاث أنّ ذلك يحدث خصوصاً عند معاناة الهبّات الساخنة، بحيث إنّ معدّل ضربات القلب قد يتسارع من 8 إلى 16 ضربة خلال هذه المرحلة.

في حال تسارع دقات القلب أو تخطّي بعضها ولكن من دون التعرّض للهبّات الساخنة، لا بدّ من التحدّث إلى الطبيب. إيقاعات القلب غير الطبيعية تكون شائعة مع التقدّم في العمر. وفي حين أنّ غالبيّتها تكون غير مؤذية، إلّا أنّ بعضها قد يحتاج إلى علاج كالدواء أو الجراحة. يمكن إجراء اختبارات للقلب لرصد أيّ مشكلات جدّية تُصيبه.

أوجاع المفاصل

تتعرّض نسبة كبيرة من النساء لمشكلات المفاصل خلال مرحلة انقطاع الطمث. وفي حين أنه ليس من المؤكد بعد إذا كانت مستويات الإستروجين المنخفضة تؤدّي إلى ألم المفصل، لكنّ الأبحاث تقترح أنّ العلاج البديل للإستروجين قد يساعد أحياناً.

إذا أدّى الوجع المستمرّ إلى جعل الحياة اليومية أكثر صعوبة، يجب استشارة الطبيب لرصد مشكلات صحّية كإلتهاب المفاصل، وداء لايم. كذلك فإنّ النساء اللواتي يعانين زيادة في الوزن أو الكآبة هنّ أكثر عرضة لآلام المفاصل.

تقلّبات المزاج

من الشائع أن تواجه المرأة تقلّبات المزاج خلال هذه المرحلة من حياتها. التغيّرات الهرمونية ومشكلات النوم قد تعبث أكثر في المزاج. تتعرّض النساء غالباً خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث للأرق أو التعرّق الليلي، ما يُبقيهنّ مستيقظات.

قلّة النوم تؤدّي إلى التعب الذي بدوره يولّد مشاعر الكآبة. من الضروري التمييز بين الشعور بالكآبة قليلاً، والتشخيص السريري للكآبة. النساء اللواتي شُخِّصن بالكآبة يواجهن مشاعر اليأس، وانعدام القيمة، وانخفاضاً شديداً في الاهتمام بمعظم الأنشطة، واضطراب النوم أو النوم كثيراً، والتفكير في الموت أو الانتحار. هنا لا بدّ من استشارة خبراء الصحّة العقلية للمباشرة في العلاج النفسي أو أخذ مضادات الكآبة.