IMLebanon

«شهداء» 6 أيار!

كتبت مارلين وهبة في صحيفة “الجمهورية”: 

بُحّت حناجرهم، وما بُحّت أصوات مناصريهم. هم «السادة النواب الشهداء» الذين «سقطوا» فداء لانتخابات 2018. وفي اليوم السابع لم يتمكنوا من رفع شارة النصر، شارة الرقم 7، لأنهم رسبوا في معادلة قانون النسبية وأخطأوا في احتسابها مع العلم انهم استنفدوا وقتاً كافياً للمراجعة وللتدرب قبل المعركة.

ولو عرف البعض ممّن «تَفرعَن» بأنّ قدمه لن تطأ مجدداً ساحة النجمة، لكان أعاد الحسبة معترضاً على «قانون أرعن» أسقطت سهامه نواب زعماء وطاولت شظاياه مشاريع «نواب أقطاب» حجزوا أمكنتهم مسبقاً في ساحة النجمة، لكنّ النتائج خذلت نجوماً «مُفترَضين» ونصّبت نجوماً جدداً…

نجوم الساحة

ولأنّ المجلس لا يتّسع لأكثر من 128 «نجماً» غدرت «القاعة العامة» حتى بأبرز المشرّعين الذين حجزوا لسنوات مقاعدهم على كراسيها، شاؤوا أم أبوا، هذا هو القانون الجديد الذي لا يرحم، بل ترحّم على شهداء القانون الجديد. فمن هم؟ وما هي ابرز الاسباب التي أطاحت بهم، فخسروا المعركة الانتخابية؟

من هم شهداء البرلمان؟

1- نقولا فتوش: أسقطته القوة التجييرية لـ«القوات اللبنانية» بالاضافة الى تحالف المستقبل مع النائب الفائز ميشال الضاهر و«التيار الوطني الحر»، كذلك خذلته قوته التجييرية التي اتّضح انها غير كافية.

هو نائب لقضاء زحلة (البقاع الاوسط) لأربع دورات انتخابية متتالية: 1992 – 1996 – 2000 – 2005 ودورة تمديدية عام 2009.

عُيِّن فتوش وزيراً في عهدي الرئيسين الياس الهراوي وميشال سليمان، وفي حكومات الحريري الأب والابن ونجيب ميقاتي، وبغيابه يفتقد المجلس حقوقياً بارزاً تميّز بالاعتراض والعراضة والمساءلة والمداخلات القانونية والسياسية.

2- بطرس حرب: المرشح المفترض الدائم لرئاسة الجمهورية أسقطه تحالفه مع حزب القومي السوري الذي كان من ابرز الاسباب خسارته، فلم يقنع لا الحزب القومي السوري ولا حتى أبناء الجرد بخياره، بالاضافة الى «التقصير الخدماتي» الذي شهده عهده. كما انه لم يوفّق في الحسبة النسبية. وبغيابه عن النيابة سيفتقد مجلس 2018 حقوقياً وسياسياً بارعاً في التشريع وسرعة الملاحظة، واستشارياً في القانون لطالما احتكَم النواب في الجلسات التشريعية، بما فيهم رئيس المجلس، الى رأيه القانوني.

إنتخب حرب نائباً لقضاء البترون لدورات عدة 1972 – 1996 – 2000 – 2005 – 2009. وتولى حقائب وزارية عدة في عهود الرؤساء: الياس سركيس، الياس الهراوي، ميشال سليمان، وفي حكومات الرؤساء: سليم الحص، عمر كرامي، سعد الحريري، تمام سلام.

وأبرز المحطات في مسيرته:

-تعرّضه لمحاولة اغتيال عام 2012

-وضع ترشيحه لرئاسة الجمهورية في عهدة البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، الذي أدرج إسمه بين الاسماء التي قدّمها الى وزير الخارجية الفرنسية لرئاسة الجمهورية عام 2007.

3- ميشال فرعون: أسقطته نسبة التصويت المنخفضة في دائرة بيروت الاولى وتحديداً في محلة الاشرفية التي لا يمكن استباقها، وكان من الممكن افتراضها ومراجعة الحسابات النسبية على أساسها.

إنتخب نائباً في دورات انتخابية متتالية: 1996 – 2000 – 2005 – 2009. وهو ابن الاشرفية ينحدر من عائلة ثرية يتولى رئاسة «فرعون القابضة» بالإضافة الى شركات عدة.

تسلّم حقائب وزارية في عهود الرؤساء: اميل لحود، ميشال سليمان، ميشال عون، وحكومات الرؤساء: فؤاد السنيورة، سعد الحريري، رفيق الحريري، تمام سلام.

4- أمل ابو زيد: أسقطه حجب الصوت الشيعي عنه في دائرة صيدا ـ جزين، بالاضافة الى تركيز «التيار الوطني الحر» الذي ينتمي إليه على معركة زياد اسود. وانتخب لدورة وحيدة في أيار 2016 ضمن انتخابات فرعية بعد وفاة النائب ميشال الحلو.

5- نقولا غصن: أسقطه تشتّت قاعدة تيار «المستقبل» في الكورة، بالاضافة الى حسابات القانون النسبي التي لم تخدمه. إنتخب نائباً في 1996 وسقط في انتخابات 2000 وفاز في دورتي 2005 و2009.

6- وليد خوري: أسقطه نزاع «التيار الوطني الحر» في دائرة كسروان ـ جبيل وافتقاده شخصياً الى قدرة ذاتية كافية. إنتخب نائباً في دورتي 2005 و2009.

7- إميل رحمة: الأول في لبنان عام 2009 خسر في القانون النسبي، وأبرز اسباب سقوطه «التسونامي المسيحي» الذي أحدثه فوز المرشح انطوان حبشي في دائرة بعلبك ـ الهرمل. هو رئيس «حزب التضامن»، إنتخب نائباً عام 2009 عن المقعد الماروني في دائرة بعلبك ـ الهرمل على اللائحة التي دعمها «حزب الله» وحركة «أمل».

8- سليم كرم: إستشعر النائب والوزير السابق سليم كرم بالخطر قبل حدوثه، وسجّل حالة اعتراض سرعان ما استوعبتها «المونة» الزغرتاوية لـ«البيك»، فزارَه زعيم تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية لطمأنته، لكنّ تركيز «المردة» على معركة النائب اسطفان الدويهي ساهمت في عدم فوزه. إنتخب نائباً في دورة 2009.

9- ناجي غاريوس: هو ضحية القانون النسبي بالإضافة الى تركيز «التيار الوطني الحر» على معركة ألان عون وحكمت ديب في دائرة بعبدا، وضعفه في تسجيل الاصوات التفضيلية. وهو كان قد انتخب نائباً للمرة الاولى في دورة 2009.

10- فادي كرم: هو الفائز الخاسر، أو بالأحرى هو الفائز الاول الذي تفوّق في أعلى نسبة للاصوات التفضيلية في قضاء الكورة بحصده أكثر من 7800 صوت، فحلّ في المرتبة الاولى. والتفسير الأدقّ لحالته انّ السبب الوحيد لعدم فوزه يُختصر بكلمتين: «لعنة النسبية». إنتخب كرم في انتخابات فرعية عام 2012 إثر شغور مقعد النائب فريد حبيب بالوفاة.

النجوم المفترضون

ويبقى النجوم المفترضون الذين لم يكونوا يوماً نوّاباً في المجلس، لكنهم توقّعوا وصولهم الى النيابة استناداً الى إحصاءاتهم، وبحسب التأييد الشعبي الذي ناصَرهم وساهم الى حد كبير في ترويج حتمية وصولهم الى مجلس النواب، لكنّ الحِسبة الشعبية لم تلاقِ حِسبة النسبية وكانت لهم بالمرصاد وكانت المفاجأة.

قد لا تكون «شهادتهم» شبيهة بأولئك الذين تربّعوا نواباً منذ 1996، إلّا انهم أصيبوا بشظايا قصف القانون النسبي الذي أسقط طموحهم النيابي وسقطوا في الامتحان، أقله لمدة 4 سنوات، على الّا تكون قابلة للتمديد. فمن هم النواب المفترضون الشهداء؟

1- أشرف ريفي: عوامل عدة ساهمت في سقوطه، ومنها:

-غياب الغطاء السنّي الأُم والأبرز «السعودية»، وتجلّى ذلك بإعراض الوفود السعودية التي قصدت لبنان أخيراً عن زيارة ريفي أسوةً بقيادات سنية أخرى.

-الفشل الذريع لبلدية طرابلس.

-مزاحمة الأقطاب السنية الأقوى والابرز في عاصمة الشمال.

-عدم إجراء إحصاءات تقديرية دقيقة ووضع خطة عمل استباقية لسد مكامن الضعف.

2- منصور البون: هو المرشح الشعبي والنائب المفترض الدائم وحبيب الجماهير، يخافه الجميع ويخشون أصواته التفضيلية. حتى نعمت افرام، الفائز الذي تصدّر لائحة كسروان، لطالما أكّد انه لن يخوض معركة مع منصور البون على لائحة تضمّهما، لكنه أذعن بعد لقائه الرئيس عون. امّا أبرز أسباب خسارة البون الذي تنافس على لقب سعادة النائب مع مرشح «التيار» روجيه عازار الذي سبقه بـ 200 صوت، محاولات تعويمية عونية حسب البعض لعازار في اللحظات الأخيرة قبل إقفال صناديق الإقتراع على حساب البون، وعلى حساب أصوات روكز التفضيلية، ويمكن اختصار سقوط البون بسبب واحد: ضعف غير متوقّع في لائحة «التيار الوطني الحر»، خصوصاً في منطقة العرين.

3- ميريام سكاف: أسقطتها ثلاثة عوامل أساسية:

-قوة الأحزاب في زحلة.

-خطابها الصدامي إزاء جميع الفرقاء.

-إفتقادها الديبلوماسية السياسية.

4- فارس سعيد: الدكتور «الأشهر» والضليع في اللغة، إتّضح انّ الشرخ بينه وبين «القوات اللبنانية» أكبر ممّا تصوّره البعض، إذ يبدو انه راهن على حصان خاسر. ويقيّم القريبون من سعيد الخسارة بالقول: «يبدو انّ القاعدة المسيحية تخاف الانضواء تحت سقف أي عباءة أخرى غير عباءة «التيار الوطني الحر» او «القوات اللبنانية»، وتشعر بالأمان في تموضعها هناك». وأحد أبرز اسباب خسارة فارس سعيد «التسونامي الشعبي» لزياد حواط والدعم «القوّاتي» المطلق له.

5- إيلي ماروني: من أهم اسباب سقوطه تراجع شعبية حزب الكتائب في زحلة وحصوله على عدد ضئيل نسبياً من الاصوات التفضيلية، إضافة الى تصدّر المرشح الفائز جورج عقيص اللائحة، والى قدرة «القوات» التجييرية التي مَنحت مرشحيها عقيص وقيصر معلوف نسب الأصوات التفضيلية.

6- وئام وهاب: في غياب النائب المشاكس سيرج طورسركيسيان المُحبّب الى قلوب جميع الأفرقاء في المجلس النيابي، والمعترض الدائم الذي كانت تضفي ملاحظاته ونكاته جوّاً من الظرافة على جدية الجلسات العامة ولا سيما منها التشريعية الطويلة، كان سيعوّضها الوزير السابق وئام وهاب لو فاز، إذ كان سيضيف نكهة محبّبة ومشابهة. ويفترض البعض انّ انضمامه الى مجلس نواب 2018 كان سيزيده لمعاناً واعتراضاً وتشويقاً، الّا انّ الثقل الجنبلاطي وحلف «التيار الوطني الحر» مع النائب طلال ارسلان كانا له بالمرصاد