IMLebanon

إيران أمام خيارين: الحرب أو الانهيار من الداخل!

لم تعد الخطة التي رسمتها ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب لتقليم اظافر ايران وإعادتها الى حجمها الذي كانت عليه قبل العام 1979، للانطلاق بعدها في رحلة تحويل “صفقة القرن” من حلم الى واقع، خافية على أحد. فشريط الاحداث والمواقف والاجراءات الردعية المتتالية في هذا الاتجاه، منذ دخول ترامب البيت الابيض، وفي صدارته الانسحاب من الاتفاق النووي وتصنيف الحرس الثوري ارهابيا، جلي للعيان، كما الوسيلة وخريطة الطريق لبلوغ الهدف.

هذه الخريطة، كما تقول اوساط ديبلوماسية غربية لـ”المركزية”، تتوزع في اتجاهين: الأول، وهو الاكثر ترجيحا استنادا الى جملة معطيات وعوامل تتحكم به، يشق طريق تفخيخ ايران بالعقوبات القاسية والموجعة المفروضة عليها اميركيا، والتي ستشتد وطأة اعتبارا من 3 ايار المقبل مع دخول قرار منع شراء النفط بالكامل منها، بما يدخلها في حال من الاختناق الاقتصادي والمالي الذي لا يتوانى كبار مسؤوليها وقادة اجنحتها العسكرية في المنطقة عن الاقرار بتداعياته البالغة السلبية، وقد استبقتها واشنطن بضم الحرس الثوري الى قائمة الارهاب لتصيب في الهدف مقتلا، ما يعني عمليا ان فتيل الانفجار من الداخل الايراني سيشتعل ليفجرها اجتماعيا واقتصاديا ويضعها في موقع العجز عن اي مواجهة الى درجة الشلل، وتاليا وضعها امام خيار وحيد لا بديل منه، الجلوس الى طاولة المفاوضات وفق الشروط الاميركية الاثني عشر التي حددتها ادارة ترامب للعودة الى الاتفاق النووي، مذكّرةً هنا بنموذج الاتحاد السوفياتي.

اما الاتجاه الثاني، الذي تستبعده الاوساط الا إذا قررت ادارة الجمهورية الاسلامية الانتحار، فالذهاب نحو مواجهة عسكرية معروفة سلفا نتائجها ستسعى عبرها طهران الى تنفيس الاحتقان الداخلي ومحاولة الهروب الى الامام. في هذا المجال، تضيف الاوساط ان مقومات فوز الجمهورية الاسلامية تكاد تكون معدومة في ضوء اختناقها ماليا من جهة، اي انعدام فرص التوازن العسكري، وغياب عناصر الدعم الدولي الفاعل لها بعدما تبدو روسيا تخلت عنها استنادا الى غض الطرف عن الغارات الاسرائيلية المتكررة على منشآتها العسكرية في سوريا وعدم رضاها على تمددها نحو ميناء اللاذقية، وأقصى ما يمكن ان تفعل والحال هذه، تردف المصادر، عمليات امنية محدودة على غرار ما تصفه بـ”حرب العصابات” الا ان مفاعيلها لن تؤدي الغرض حكما.

ويعزز هذه الفرضية أيضا فوز رئيس الحكومة العبرية بنيامين نتنياهو في الانتخابات بحيث عاد الى موقع القوة ليقف الى جانب حليفه ترامب في مسار تعبيد طريق “صفقة القرن” التي يصر الاخير على تدوينها في سجل انجازه الرئاسي ويدفع في اتجاهها قبل انتهاء ولايته، بحيث يذكره التاريخ العالمي رئيسا للسلام في الشرق الاوسط من دون منازع.

وتوضح الاوساط ان، كما تم القضاء على التطرف السنيّ المسلّح الذي جسدته “القاعدة” و”داعش” في مرحلة معينة، سيتم القضاء على ما تصفه بـ”الارهاب” الشيعي المسلح عن طريق ضرب خزانه المالي، الحرس الثوري الايراني، فتتلاشى تلقائيا سائر اذرع ايران العسكرية في المنطقة من الحوثيين الى الحشد الشعبي فـ”حزب الله” وتذوب بطرق معينة ضمن دولها. كل ذلك بدعم عربي ينبعث من رفض العرب تمدد ايران في اتجاههم وكف يدها عن دولهم.

وتعرب الاوساط عن اعتقادها ان ما يجري من تحولات جذرية في انظمة عربية، لاسيما في شمال افريقيا حيث تبقى بعض الانظمة الدائرة في فلك دول الممانعة السياسية، وآخرها السودان، ليس سوى احدى محطات مشروع السلام العربي – الاسرائيلي المنتظر، بتنسيق أميركي – اوروبي.